أخبار وتقارير

طلاب الجامعة البريطانية في القاهرة يعلقون إضرابهم

بعد تحقيق مطالبهم، أنهى طلاب الجامعة البريطانية في القاهرة اعتصامهم وعادوا إلى مقاعدهم الدراسية وسط مطالبات بضرورة وجود ضوابط واضحة تحول دون تحويل الجامعات الخاصة إلى مؤسسات تجارية.

بدأت الأزمة في أوائل شهر آذار/ مارس الجاري عندما أعلن مئات من الطلبة إعتصامهم داخل الحرم الجامعة إعتراضاً على قرار الجامعة بزيادة مصروفات معادلة شهادة التخرج من إحدى الجامعات في بريطانيا إلى  500 جنية إسترليني (ما يعادل 500 آلاف جنية مصر). كما اعترض الطلاب على نتائج الفصل الدراسي الأول معتبرينها “تعسفية وغير عادلة” كما جاء في البيان الذي أصدره الطلاب في بداية الإعتصام.

“نرفض تحويل الدراسة في الجامعة إلى باب للتجارة” يقول عمر الألفي رئيس إتحاد الطلاب بالجامعة البريطانية ومنسق الاعتصام الذي قام به الطلبة، مؤكداً أن تظاهر الطلبة كان سلمياً احتجاجاً على قرار الإدارة بزيادة الرسوم المالية الخاصة بتعديل شهادة التخرج بشكل مفاجئ. وقال الألفي إن جميع الحركات الطلابية داخل الجامعة اتفقت على مكافحة أي سياسة تهدف لتحويل الجامعة لمشروع ربحي يتعارض مع مبدأ تأسيسها ” وهو تخريج أجيال من الطلاب تساهم في تنمية وتقدم المجتمع المصري”.

” سئمنا من سياسة الجامعة في تحميل الطلاب لمشكلات لا ناقة لهم فيها ولا جمل”، يقول باسم علي أحد الطلاب الذين شاركوا في الاعتصام. مشيراً إلى أن الطلاب في جميع الكليات في الجامعة البريطانية يدفعون مبالغ طائلة سنوياً بهدف الحصول على مستوى تعليمي جيد يعادل نظيره البريطاني.

الاعتصام الذي استمر أسبوعاً، انتهى باستجابة إدارة الجامعة لمطالب الطلاب حيث استقال كل من رئيس الجامعة وأمينها العام بالإضافة إلي إصدار قرار يلغي الرسوم الإضافية التي فرضتها الجامعة على الطلاب لمعادلة شهادة التخرج لكلية الهندسة بنظيرتها بجامعة ليفبرا البريطانية.

و أقرت إدارة الجامعة تشكيل لجنة لإعادة تقييم الدرجات التي حصل عليه الطلاب في امتحانات الفصل الدراسي الأول، كما تعهدت الإدارة في خطاب مكتوب بعدم “ملاحقة أو معاقبة الطلاب الذين نظموا وشاركوا في الإعتصام”.

الدكتورمصطفى جودة القائم بأعمال رئيس الجامعة حالياً، قال في تصريحات للفنار إن الجامعة استجابت لجميع مطالب الطلاب ضماناً  لإستمرار العملية التعليمية وعدم تحميل الطلاب أي نفقات تفوق قدرتهم، “مصلحة الطلاب هي الهدف الأساسي للجامعة”.

ويوضح جودة أن إدارة الجامعة اضطرت إلى تغيير جامعة ليفبرا البريطانية التي تعتمد شهادت طلاب الهندسة قسم بترول، وذلك بعد أن وضعت جامعة ليفبرا شروطاً جديدة لإعتماد شهادات خريجي هذا القسم، والتي رفضتها إدارة الجامعة البريطانية باعتبارها غير واقعية. “اشترطت الجامعة أن  يخصص لكل لعشرين طالب أستاذ، وهو أمر صعب التنفيذ خاصة وأن تخصص هندسة البترول تخصص نادر في جميع دول العالم، والأساتذة المتخصصين في هذه المجال قلائل وغير متوفرين”.

لاحقاً نجحت الجامعة في التعاقد مع جامعة ساوث بنك لندن (South Bank London) لإعتماد شهادات خريجي الهندسة قسم بترول عوضاً عن جامعة ليفبرا، إلا أن الجامعة الجديدة طلبت رسوماً أعلى لمعادلة الشهادات الأمر الذي دفع الجامعة لاتخاذ قرار زيادة مصاريف الإعتماد 500 جنية استرليني سنوياً. وبناء عليه فإن الطالب ، وفقاً لجودة، سيكون بتخرجه قد دفع حوالي 20 ألف جنية مصري للحصول على الإعتماد من جامعة ساوث لندن، مقارنة بـ7 آلاف جنية مصري كان يدفعها الطالب لجامعة ليفبرا.

“بعد اعتراض الطلاب، قررت إدارة الجامعة أن يقوم الطالب بدفع 7 آلاف جنيه التي كانوا يدفعها في السابق فقط ، على أن تتحمل الجامعة تسديد باقي الـ13 ألف جنيه”، يقول جودة مؤكداً على أن هدف الجامعة الأساسي هو خدمة الطلاب والتعليم وليس التحول لمشروع تجاري كما زعم الطلاب المعتصمين. وفيما يتعلق باستقالة رئيس الجامعة، فيؤكد جودة أنها جاءت طواعية ولم يجبره أي أحد سواء من إدارة الجامعة أو من مجلس الأمناء على الاستقالة خاصة أنه وفقا للقانون لا يحق للإدارة أو مجلس الأمناء إقالته.

وكان مطلب استقالة  الدكتور أحمد حمزة رئيس الجامعة مطلباً أساسياً للطلاب المعتصمين، ” نحن نعتقد وبقوة أن سياسته هي السبب الرئيسي في جميع المشاكل التي تعاني منها الجامعة” يقول الألفي.

حتى الآن لم يتم الكشف عن اسم رئيس الجامعة الجديد، حيث من المفترض وبحسب القانون المصري الذي ينظم عمل الجامعات الخاصة أن يقوم مجلس الأمناء خلال اجتماعهم القادم بإقتراح مجموعة من الأسماء لوزارة التعليم العالي والتي بدورها تعتمد من تراه مناسبا لهذه المنصب ” لن يتم هذا قبل شهر حزيران/ يونيه” يقول جودة.

ولم يتمكن خريجوا قسم هندسة البترول في الجامعة البريطانية للعام الماضي من الحصول على شهادة الإعتماد الأكاديمي من جامعة ليفبرا، الأمر الذي دفع الجامعة إلى دفع مبلغ 67 ألف جنية مصري لكل طالب كنوع من التعويض، بالإضافة إلي تحمل الجامعة لتكلفة الدراسات العليا لجميع خريجي هذه الدفعة في أي من الجامعة المصرية ومنح أربعة طلاب من المتفوقين منهم منحة لدراسة الماجيستير في إحدى الجامعات البريطانية.

وكانت الجامعة البريطانية قد تأسست عام 1998 برعاية مشتركة من الحكومتين المصرية والبريطانية، وبمساهمة عدد الجامعات البريطانية من ضمنها جامعة ليفبرا، وكوين مارجريت، وجامعة جنوب لندن. حيث من المفترض أن تمنح بعض هذه الجامعات خريجي الجامعة البريطانية شهادة الإعتماد الأكاديمية الخاصة بها، والتي تضمن أن مستوى التعليم الأكاديمي الذي تلقاه خريجي الجامعة البريطانية في نفس مستوى نظيرتها الموجودة في لندن. تضم الجامعة البريطانية في القاهرة عدداً من الكليات بتخصصات الهندسة وعلوم الحاسبات وطب الأسنان الصيدلة وإدارة الأعمال والتمريض والاقتصاد والعلوم السياسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى