نصائح ومصادر

النظام الإعلامي المندمج يسعى لتطوير قطاعات التعليم في المغرب

انطلق مشروع النظام الإعلامي المندمج للتربية والتكوين والبحث العلمي قبل أقل من عامين بهدف إيجاد آلية لدعم منظومة التعليم العالي في المغرب.

 وبحسب الأمين العام للمجلس الأعلى للتعليم عبد اللطيف المودني فإن المشروع، الذي أنشئ بدعم من المجلس الأعلى للتعليم في المغرب، يستند “إلى قاعدة معطيات إحصائية ومعلوماتية ومؤشرات لتتبع وتقييم المنظومة الوطنية للتربية والتكوين والبحث العلمي”، موضحاً أن هذا النظام يعمل على جمع كافة المعلومات المتعلقة بالتعليم المدرسي والتعليم العالي، وتكوين الأطر والبحث العلمي والتكوين المهني، ثم يقوم بتحليل هذه المعلومات وتقديم المؤشرات التي يحتاجها المجلس الأعلى للتعليم للقيام بمهامه.

 وتتضمن البيانات التي يرصدها المشروع أعداد التلاميذ والطلبة والمتدربين بمؤسسات التربية الوطنية والتعليم العالي، أعداد المدرسين والمؤطرين والأساتذة الجامعيين والمفتشين والموجهين، مؤشرات ميزانية التعليم الوطنية والبحث العلمي والتدريب، معلومات عن البنى التحتية وأعداد المؤسسات والتجهيزات المتوفرة أو التي تحتاجها المنظومة وطاقات الاستيعاب بكل مؤسسة. كما يتابع المشروع معدلات الأمية ومؤشرات الجودة في المؤسسات التعليمية. “هذا المشروع هو مرصد للمعلومة الخاصة بمنظومة التربية والتكوين والتعليم العالي والبحث العلمي بالمغرب،” يقول المودني.

 من جهة أخرى، يتتبع المشروع نشاط 15 جامعة عامة في البلاد إضافة إلى العديد من الجامعات الخاصة.  ووفقاً للإحصاءات رسمية، فقد بلغ العددا لإجمالي للطلاب المسجلين في الفترة 2009-2010 نحو 306595 طالباً. وعلى الرغم من زيادة ميزانية قطاع التعليم في المغرب خلال السنوات الماضية، إلا أن واقع التعليم لا يختلف عن واقع العديد من البلدان العربية الأخرى من ناحية الحاجة للمزيد من العمل والتطوير لمواكبة التكنولوجيا الحديثة وتلبية احتياجات سوق العمل المتنامية.

من جهة أخرى،  بلغ  متوسط معدل النمو في المغرب  نحو 5 في المئة 2000-2010، حيث يعد خامس أكبر اقتصاد أفريقي، إلا أن تقرير  البنك العالمي لعام 2009 صنف  المغرب بأنها من بين أسوأ الدول العربية في مجال التعليم. 56 في المئة من المغاربة من عمر 15 سنة ومافوق هم أميون بحسب تقرير البنك الدولي.

 يمكّن مشروع النظام الإعلامي المندمج للتربية والتكوين والبحث العلمي كل المهتمين والعاملين في قطاع التعليم العالي من الاستفادة من المعلومات والمعطيات والمؤشرات المتوفرة حاليا حول منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي في المغرب. “يمكن للباحثين والأكاديميين، أينما كانوا، الاتصال بالمجلس الأعلى للتعليم عبر ولوج بوابته الإلكترونية (www.cse.ma) لتزويدهم بالمعلومات المتوفرة على الشبكة الداخلية للمؤسسة،” قال المودني، مشيرا إلى أن العمل جار لفتح الخدمة للعموم عبر الأنترنت خلال الأشهر المقبلة.

 لا ينكر المودني وجود صعوبات تعترض تنفيذ المشروع بالصورة المرجوة، “التحدي الأكبر الذي  يواجه المشروع هو تطوير أنظمة قطاعات التربية والتكوين والبحث العلمي بالمغرب وتأهيلها لتكون قادرة على الاستجابة لمتطلبات هذا النظام الإعلامي بطريقة نتطلع لأن تتسم بالفعالية والانتظام”، مشيراً إلى وجود مشاكل تقنية أخرى تتعلق بتعدد مصادر المعلومات واختلاف بنياتها الإلكترونية، مما يجعلها متضاربة في بعض الأحيان فضلا عن غياب تسميات وتعريفات موحدة للمفاهيم المتداولة، وغياب نظام ممنهج لتجميع المعلومات ومعالجتها وتحليلها ونشرها.

 يتعاون المجلس الأعلى للتعليم في إنجاز المشروع وتقييم أثره داخل المجلس وخارجه مع عدد من الشركاء من الجامعات المغربية حكومية أو خاصة، والمنظمات الدولية مثل اليونسكو وبعض السفارات الأجنبية في المملكة كالسفارة البريطانية عبر المجلس الثقافي البريطاني، إضافة إلى مجموعة من الخبراء المتخصصين من الأردن والسعودية.

 ويطمح النظام الإعلامي المندمج للتربية والتكوين والبحث العلمي في المغرب للتوسع مستقبلا والعمل إقليميا على تجميع معطيات حول الأنظمة التربوية العربية لإغناء قاعدة البيانات والدراسات المقارنة. ويرصد النظام بانتظام التجارب الدولية المتميزة والممارسات الناجحة في مجال الأنظمة الإعلامية.

ولفت المودني إلى ضرورة فتح قنوات التعاون، وتوسيع المجالات في كل ما يتعلق بهذا المشروع. “نرحب دوماً بالتعاون مع مختلف الجامعات ومراكز البحث بالوطن العربي والمنظمات الدولية المتخصصة بهدف تبادل الخبرات ومدّ جسور للتعاون المثمر.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى