أخبار وتقارير

طلاب يطبقون استراتيجيات وسائل الإعلام الجديد في الأسواق

بيروت- حققت وسائل الإعلام الاجتماعي مكانة بارزة في المنطقة العربية بفضل دورها الداعم للانتفاضات العربية وتوفيرها لمساحات واسعة من إمكانات التواصل العربي. إلا أن العديد من الأكاديميين في العالم العربي لا يزالوا يستهجنون الذهاب إلى الجامعة للتخصص في فيسبوك وتويتر.

في خريف عام 2011، بدأت كلية سليمان العليان لإدارة الأعمال في الجامعة الأميركية في بيروت تقديم دورة دراسية اختيارية بعنوان “وسائل الإعلام الاجتماعي في إدارة الأعمال الرقمية”.

تساعد الدورة الطلاب على تعلم كيفية استخدام الشركات لوسائل الإعلام الاجتماعي لبناء رأس المال البشري، والتواصل مع المجتمع، وتبادل المعرفة مع القوى العاملة العالمية. وتستكشف هذه الدورة أيضا دور وسائل الإعلام الاجتماعي في تشكيل اتجاهات قطاع الأعمال.

“لم يعد استخدام وسائل الإعلام الاجتماعي خيارا في مجال الأعمال التجارية “، قالت ليلى خولي حنا، أستاذة التسويق في الكلية، والتي قامت بتصميم وتطوير هذة الدورة الدراسية بالتعاون مع زميلها نيلسون كينغ، مضيفة “في عالم اليوم، التعلم يعني المعرفة الرقمية”.

يأتي رأي ليلى من خلال تجربتها المهنية مع انتشار وسائل الإعلام الاجتماعي. فخلال عملها كمستشارة إعلامية مع العديد من العلامات التجارية المحلية والإقليمية، لاحظت اهتمام زبائنها باستخدام وسائل الإعلام الاجتماعي في مجال الأعمال التجارية، وهو الأمر الذي دفعها للتفكير بجدية بتدريس هذا الموضوع.

يعتبر نمو وسائل الإعلام الاجتماعي في جميع أنحاء المنطقة العربية  واحدا من أعلى المعدلات في العالم، وفقا لأحدث الأبحاث التي أجرتها شركة الاستشارات العالمية ديلويت. وتحاول الشركات العربية الاستفادة من شعبية وسائل الإعلام الاجتماعي لتطوير فهم متعمق لديموغرافية عملائها وتفضيلاتهم الشرائية.

كما تسعى الشركات إلى التواصل مع هؤلاء العملاء بطريقة فعالة ومريحة، ليتمكنوا من الحصول على ميزة تنافسية في السوق.

تحث الدورة الدراسية “وسائل الإعلام الاجتماعي في إدارة الأعمال الرقمية” الطلاب على التفكير في الاستراتيجية، المحتوى، وتحليلات وسائل الإعلام الاجتماعي.

ويتعلم الطلاب كيفية إدارة هذه المجتمعات الافتراضية على الانترنت بما يدعم الأعمال التجارية، وتحديد العوامل المؤثرة في هذه المجتمعات والبحث عن عملاء محتملين على شبكة الانترنت، إضافة إلى تعلم كيفية تحليل آثار جهود وسائل الإعلام الاجتماعي.

لقد دخلت وسائل الإعلام الاجتماعي في صناعة الأغذية والمشروبات في لبنان منذ عدة سنوات، وقام الطلاب في كل فصل دراسي بالتحري وتعقب توقعات المستهلكين المحليين حول الجودة والخدمة.

وبدا واضحا أن المستهلكين لا يتوقعون فقط معرفة المزيد عن المنتجات من خلال وسائل الإعلام الاجتماعي، بل هم يرغبون بإيصال شكاويهم حول تلك المنتجات ليتم حلها من خلال وسائل الإعلام الاجتماعي.

نيلسون كينغ، أستاذ مساعد في الجامعة الأميركية في بيروت وحاصل على شهادة الدكتوراه في الهندسة الصناعية والنظم وفي مجال نظم المعلومات، عمل مع حنا على تطوير الجانب التحليلي للدورة الدراسية.

يعتقد حنا وكينغ أن هذه الدورة يجب أن تدرس بشكل مشترك لمزج خبراتهم المهنية في مجال التكنولوجيا ووسائل الإعلام الاجتماعي والتسويق بما يعود بالنفع على الطلاب إلا أن التدريس بطريقة مشتركة لا يزال أمرا غير وارد، محليا على الأقل، حيث يتم بشكل محدود بسبب صعوبة تحديد المقابل المادي اللازم لتعويض الجهود المشتركة للأساتذة.

الآن، وبعد الانتهاء من تقديم هذه الدورة بشكل مشترك للفصل الرابع على التوالي يعتقد كل من حنا وكينغ أنه أصبح بإمكانهما التدريس بشكل منفصل إلا أن الطلاب يحصلون على فائدة أكبر حين يعملان معاً.

https://www.bue.edu.eg/

تستخدم حنا وكينغ فصولا من “دليل إدارة وسائل الإعلام الاجتماعي” بما يضمن وضع إطار عام للدورة. ومع ذلك، فإن تفاعل الطلاب والتدريب العملي داخل الفصول الدراسية ساهم بإبعاد الحصص الدراسية عن الإطار الجامد للكتاب.

“يشعر ناشرو الكتب الدراسية ومؤلفوها بالقلق من التغيرات السريعة في التكنولوجيا وما ينتج عنها من تحديات في تحديث الكتب القليلة الموجودة، خاصة مع التركيز على استراتيجيات [وسائل الإعلام الاجتماعي]”، قال كينغ.

خلال الدروس، يتعلم الطلاب أساسيات لا تتعلق بتفاصيل عمل برامج وسائل الإعلام الاجتماعي، مثل كيفية فتح حساب على موقع توتير، وإنما يتمرنون على التفكير الاستراتيجي حول كيفية استخدام وسائل الإعلام الاجتماعي.

“يعلمنا الطلاب كيف نستخدم هذه البرامج تقنيا”، قالت حنا، “ونحن نعلمهم كيف يوظفون إمكاناتها في عالم الأعمال”.

وقالت حنا إن التركيز الاستراتيجي يذهب إلى أبعد من إنشاء الحملات على وسائل الإعلام الاجتماعي، “على المدرس  لاستراتيجيات وسائل الإعلام الاجتماعي أن يعمل كميسر وليس كمعلم”.

في كل صف، يعمل الطلاب دائما على تحليلات تستند إلى دراسات للعديد من الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالمشاهير وبالعديد من العلامات التجارية التي تسوق المشروبات والصناعات الغذائية. كما يصار إلى تكليف الطلاب بإعداد دراسات حالة للعديد من الصناعات الأخرى لقطاعات مختلفة كالفنادق، الأزياء والمصارف.

توظف حنا وكينغ العديد من الأدوات الرقمية للتدريس عوضاً من الوسائل التقليدية. إذ تستخدم وسائل الإعلام الاجتماعي في حصص التسويق، بحيث تقوم مع الطلاب بكتابة تغريدات على موقع تويتر خلال الدرس باستخدام هاشتاغ (#) خاصة بالصف.

تساعد الهاشتاغ الطلاب والأساتذة على تصنيف التغريدات بحسب المواضيع التي تتم مناقشتها وتسهيل عملية البحث. كما توظف حنا أدوات أخرى من وسائل الإعلام الاجتماعي لزيادة التفاعل وجعله أكثر خصوصية مع الطلاب. “الطلاب المشاركون بنشاط في التواصل عبر وسائل الإعلام الاجتماعي”، قالت حنا، “يستوعبون المحتوى العلمي أكثر من الطلاب الذين يتفاعلون بطريقة أقل”.

قبل البدء بتدريس هذا الصف، عمدت ليلى إلى الترويج لدروسها باستخدام علامة #mktg225، لاحقا بدأ طلابها بكتابة تغريدات حول الدروس، مع وضع روابط لحملات تتعلق بمناقشات تجري داخل الفصول الدراسية، وكل ما يتعلق بالدورة. وعندما بدأ تقديم “وسائل الإعلام الاجتماعي في إدارة الأعمال الرقمية” تم إنشاء علامة الهاشتاغ الجديدة #mktg250d والتي أصبحت لاحقاً #mentoringsm. “حرصنا على استمرار هذا الاستخدام غير المنظم لتويتر”، قالت حنا.

خلال الصف، تم استخدام برامج أخرى على شبكة الانترنت لتبادل ونشر المعرفة مثل Learni.st، وهي شبكة اجتماعية تعليمية، للتمرين وتعزيز المحتوى. “إنها أداة لتخزين كافة الروابط غير المستخدمة ضمن برنامج نظام إدارة التعلم (Moodle ) وإضافة محتوى جديد” قال كينغ.

في كانون الأول/ديسمبر 2012، أنشأت حنا وكينغ موقع MentoringSM.org على شبكة الانترنت بهدف جمع كافة مستخدمي وسائل الإعلام الاجتماعي مع الطلاب.

وبالإضافة إلى أهمية إنعاش المواد التدريسية وتطويرها في كل فصل دراسي بما يعكس التغييرات السريعة التي تشهدها وسائل الإعلام الاجتماعي، يتطلع كينغ وحنا إلى الاستمرار في تقديم دورة تدريسية جديدة بعنوان “العلامات التجارية الرقمية وابتكار المحتوى” والتي من شأنها مساعدة الشركات على دعم علاماتهم التجارية عبر الإنترنت، وبطرق تتجاوز الاستخدام الأولي لوسائل الإعلام الاجتماعي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى