أخبار وتقارير

العاهل المغربي ينتقد التعليم في بلاده

الرباط، المغرب- ألقى العاهل المغربي، الملك محمد السادس، الأسبوع الماضي خطابا غير متوقع ولاذعا منتقداً حالة التعليم في البلاد، داعياً إلى إجراء إصلاحات أساسية وملقيا اللوم على الحكومة الحالية لعدم تحقيق أي تقدم في الآونة الأخيرة.

وقال “إنه من المحزن أن وضع التعليم الحالي أضحى أكثر سوءا مقارنة بما كان عليه قبل أكثر من 20 عاما”.

وتساءل في خطاب بثه التلفزيون في 20 من شهر آب/أغسطس الحالي “كيف يمكن لبعض شبابنا أن يكونوا غير قادرين على تحقيق تطلعاتهم المشروعة على المستويات المهنية والمادية والاجتماعية”.

وأضاف الملك محمد السادس “لا يزال أمامنا رحلة طويلة وشاقة إذا أردنا حقا تمكين هذا القطاع من لعب دور كمحرك لتحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي”.

وقال العاهل المغربي إن التعليم المتاح لا يصلح لتلبية احتياجات سوق العمل، مرددا الانتقادات الخاصة بالتحول اللغوي والتي سبق وأن انتقدها العديد من الأكاديميين في مجال التعليم إذ يبدأ التعليم الأساسي باستخدام اللغة العربية ولكن في وقت لاحق من المناهج الدراسية، يتم التدريس باللغة الفرنسية.

وشجع المغاربة لإتقان اللغات الأجنبية، موصيا بإتقان لغتين على الأقل من اللغات الأجنبية للحصول على درجة جامعية.

“سيوسع المغاربة قاعدة معارفهم ويصقلون مهاراتهم، ويكتسبون الكفاءة اللازمة ليكونوا قادرين على العمل في مجالات العمل الجديدة في المغرب، والتي تعاني من نقص كبير في عدد العمال الأكفاء”.

وكان لافتا، هجوم الملك على الحكومة المنتخبة، إذ اتهمها بعدم السعي لتطبيق البرنامج الاستعجالي للتعليم الموضوع للأعوام 2009-2012 من قبل وزير التعليم السابق أحمد أخشيشن.

“لا يبدو منطقيا أن تقوم كل حكومة بوضع خطة جديدة لكل خمس سنوات وتتجاهل بذلك البرامج الموضوعة سابقا” قال الملك محمد السادس، “لذلك يجب عدم إدارج قطاع التعليم في نطاق الشؤون السياسية البحتة، ولا ينبغي أن تخضع إدارته لأساليب المزايدات أو سياسة حزبية”.

ودعا العاهل المغربي إلى حوار وطني حول هذه المسألة للحصول على نتائج واضحة. كما طالب السياسيين بترك السياسة جانبا والعمل لما فيه مصلحة المغرب.

وخلص الملك في خطابه إلى “أنه جدل عقيم ومقيت لا طائل منه يصم الأفراد ولا يساعد على حل المشاكل، بل يفاقمها”.

وفي الوقت الذي صفق فيه الكثيرون لخطاب الملك، شكك بعض السياسيين في القدرة على الإصلاح في المغرب الذي يعاني من ارتفاع معدلات الأمية، إذ أن ما يقارب من نصف السكان لا يستطيعون القراءة.

ونشرت أمينة ماء العينين، البرلمانية في حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة حاليا، على صفحتها الشخصية على موقع فيسبوك تعليقا ناقشت من خلاله، وبلهجة ساخرة، مشاكل النظام التعليمي في المغرب والتي لم تبدأ مع الحكومة الجديدة”.

وقالت “إن حكومة بنكيران (الحالية) مسؤولة أيضا عن فشل منظومة التعليم في المغرب. في ظل سنة ونصف قوضت هذه الحكومة كل منجزات المغرب التاريخية في هذا القطاع”.

https://www.bue.edu.eg/

وقام حزب العدالة الإسلامي المحظور بالإعلان عن موقفه من الخطاب من خلال موقعه على شبكة الانترنت قائلا إن الخلل الذي أشار إليها الملك ليس شيئا جديدا، مضيفا أن “قطاع التربية الوطنية بقي أداة للتلاعب في أيدي السلطة التي تضمن المتانة والاستقرار”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى