أخبار وتقارير

“إعادة بناء التعليم من أجل الحياة”.. مؤتمر في قطر يبحث التغييرات المحتملة

الدوحة – اجتمع أكثر من ألف أكاديمي معني من مختلف أنحاء العالم في العاصمة القطرية الدوحة لحضور مؤتمر القمة العالمي الخامس للابتكار في التعليم.

 “إعادة بناء التعليم من أجل الحياة” كان شعار المؤتمر الذي يستمر لمدة ثلاثة أيام هذا العام. إدغار موران الفيلسوف الفرنسي ومؤلف كتاب “سبعة دروس مركبة في التعليم من أجل المستقبل”، عالج هذه القضية في خطاب حول كيف يمكن للمدارس أن تشكل الطلاب ليصبحوا أناسا أفضل. وقال إن المدارس لا تدرّس المناهج الشاملة التي يمكن أن تساعد الطلاب على تطوير رؤى شخصية متعاطفة وأكثر ثراء.

 ” نحن بحاجة إلى تعليم يمدن التعليم وتعليم عن الحضارة”، قال موران  باللغة الفرنسية. وأضاف أن جزءاً من المشكلة هو أن المدارس لا تزال تدرّس المواد بشكل “تراكمي ” عوضا من أن تكون مترابطة، لافتا إلى أن المدارس بحاجة إلى إعادة تدريب المعلمين وجلب “خبراء العولمة”.

 وأبدى الكثير من الحاضرين توافقهم مع وجهة نظر موران الخاصة بالحاجة إلى التحول. فقد أظهر استطلاع للرأي أجري في وقت سابق من قبل منظمي المؤتمر أن 85 في المئة  من المشاركين يعتقدون أن أنظمة التعليم الشامل يجب أن تخضع لتغيرات جذرية لتلبية احتياجات التعليم الحديث.

 ودافع المتحدثون عن هذه الرسالة خلال الجلسات. وقال كثيرون إن الأولوية القصوى للمدارس يجب أن تكون لمساعدة الطلاب على التطور ليكونوا أفراداً جيدين ولجعلهم يشعرون وكأنهم أعضاء أساسيون في مؤسساتهم التعليمية.

 وتحدثت الكاتبة في صحيفة “أوبزرفر” البريطانية إيفون روبرتس كيف أن الأدوار الجامدة والقوالب النمطية للجندرة في المدارس البريطانية تمنع الأولاد من مواصلة التعليم العالي. ما لم يتم تغيير الهياكل الذكورية، حسب تعبيرها، فإن المرأة لا تزال تتفوق على البنين. وهذا قد يؤدي إلى زيادة العنف الذي يرتكبه الرجال ضد صديقاتهم وزوجاتهم الأكثر نجاحا.

 ميري بيريمان، الباحثة في برنامج تي كوتاهيتانغا للتطوير المهني للبحوث في نيوزيلندا الذي يعمل على وقف تدني التحصيل بين طلاب ماوري، أشارت إلى دراسات أخرى وجدت أن مشاركة الطالب في إصلاح التعليم أمر بالغ الأهمية. وقالت بيريمان إن مستويات أداء طلبة الماوري تحسنت عندما سئل الطلاب مباشرة ما هي التغييرات التي ينبغي إدخالها على المناهج الدراسية وكيف يمكن للمعلمين إشراكهم على نحو أفضل.

 كذلك تمت مناقشة كيفية جذب اهتمام الطالب في حلقة حوارية حول تعليم العلوم، التكنولوجيا، الهندسة والرياضيات. وقالت الكاتبة المتخصصة في العلوم في صحيفة نيويورك تايمز والأستاذة المساعدة في جامعة كولومبيا كلوديا دريفوس إن عددا أقل من طلاب الجامعات يتخصصون في هذه المواضيع بسبب الطريقة التي يتم بها التدريس في الصفوف.

 ومن بين الأسباب التي تم ذكرها: أن معظم الجامعات الأميركية هي جامعات أبحاث وكبار الأساتذة لا يعتبرون تدريس طلاب الإجازات أولوية مهمة. كذلك، حسب قولها، فإن دروس العلوم أصبحت غير جذابة والطلاب مستاؤون من الضغط لينجحوا فيها. وقالت أيضا إن صفوف العلوم مصممة لإنتاج علماء المستقبل، لا لتعليم الطلاب تقدير العلوم. وأشارت إلى أنه على الأساتذة العمل على تعزيز تقديرهم للعلوم من خلال إضافة قصص وسير ذاتية للباحثين المشهورين.

WISE41-ar2

 وقال كونراد ولفرام، أحد المشاركين في الجلسة من مؤسسة computerbasedmath.org، إن اهتمام الطلاب في الرياضيات منخفض لأنهم مضطرون دون داع لحساب المعادلات يدويا، ولا يتم تدريسهم كيفية تطبيق هذه الصيغ في العالم الحقيقي. وأضاف “إذا قمت بإزالة الكمبيوتر من موضوع الرياضيات سوف تقوم بإزالة معظم محتوى المادة”.

 في جلسة عامة، أثار يسار جرار، من شركة Bain & Companystoked الاستشارية، جدلا عندما استشهد بدراسة من المملكة المتحدة تقول بأن أرباب العمل يعتقدون أن عددا كبيراً جداً من الطلاب يحصلون على “شهادات غير مجدية في مواضيع غير جدية”. إذ تحداه أحد الحاضرين، موضحاً أن ”هذه الشهادات غير المجدية ” غالباً ما تتضمن تلك المواد التي تضمن معرفة أوسع للطلاب مثل اللغويات، الجندرة والدراسات الأميركية الإفريقية.

 نائبة جامعة كيب تاون السابقة مامفيلا رامفيلي، التي شاركت في الندوة مع جرار، لا تتفق مع مفهوم “شهادة غير مجدية”. وقالت إن مهمة المدارس الأبرز هي تعليم الطلاب كيف يكونون أخلاقيين يشاركون في خلق مجتمعات أفضل.

 وقال جرار في رده إنه فقط ينقل عن الدراسة، وأنه يتوجب على مؤسسات التعليم الالتفات إلى احتياجات أصحاب العمل.

 تالا حماش، مسؤولة في جامعة جورجتاون في كلية الشؤون الدولية في قطر، اتفقت مع رامفيلي. وقالت، في جلسة عن مواطنة القرن 21، إن أفضل ما يمكن أن يحصل عليه الطالب من التعليم هو كيف يكون مواطنا عالميا جيدا.

 “إذا لم تكن على علم بما يحدث من حولك، فإنه ليس بإمكانك أن تساعد نفسك أو مجتمعك”، قالت حماش. وأضافت أن الكثير من التعليم في الشرق الأوسط يركز على الوطنية والقومية، ولا يشمل التفكير النقدي بما فيه الكفاية أو محاولات فهم الثقافات والبلدان الأخرى.

 يستمر المؤتمر حتى 31 تشرين الأول/أكتوبر في مركز قطر الوطني للمؤتمرات.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى