أخبار وتقارير

المرأة في الخليج.. أفضل تعليماً وأقل توظيفاً

لاتزال المرأة الخليجية تتخرج من الجامعات بمعدلات أعلى من نظرائهن من الرجال، ولكنهن أكثر عرضة ليصبحن عاطلات عن العمل بعد التخرج.

تشكل النساء في السعودية 57 في المئة من خريجي جامعات البلاد، ولكن 17 في المئة فقط من السعوديات تمضين قدما لإيجاد وظيفة، وفقا لتقارير “بوز اند كوباني” حول مشاركة القوى العاملة النسائية في منطقة الخليج. ربما أكثر ما يلفت الانتباه، أن 78.3 في المئة من النساء العاطلات عن العمل في السعودية هن من خريجات الجامعة.

 وتفيد التقارير بأن 28 في المئة فقط من المواطنات تعملن في الإمارات، على الرغم من أن النساء الإماراتيات تتمتعن بمؤهلات تعليمية أعلى من الرجال. فيما تعمل فقط 25 في المئة من النساء في عمان و30 في المئة من نساء البحرين. وتقترب الكويت إلى تحقيق التكافؤ بين الجنسين في القوى العاملة، حيث تشكل النساء 67 في المئة من خريجي الجامعات و51 في المئة منهن يجدن عملا.

 أما في قطر، فيعد الفارق بين معدلات التعليم والعمل بين المواطنين الذكور والإناث لافتا للانتباه. وفقا لاستراتيجية قطر الوطنية للتنمية 2011-2016، تنخرط 54 في المئة من النساء القطريات في التعليم العالي بالمقارنة مع 28 في المئة فقط من الرجال القطريين. ولكن على الرغم من كون النساء أفضل تعليما من الرجال، إلا أن الرجال أكثر حظا في إيجاد عمل. يعمل 63 في المئة من الرجال القطريين مقارنة بـ 36 في المئة من النساء القطريات.

 إن أحد أسباب هذا الفرق يكمن ربما في أن العديد من الرجال يجدون عمل في القطاع العام وبرواتب جيدة، مثل الانضمام للجيش أو العمل لحساب وزارة حكومية، دون الحاجة للذهاب إلى الجامعة.

 “من السخرية أنني حتى لو حصلت على شهادتي، فإنني لن أكسب نصف ما يكسب شخص ينضم إلى الجيش” قال ناصر نعمة، طالب قطري في جامعة فرجينيا كومنولث في قطر. عام 2011، قامت الحكومة بزيادة رواتب الموظفين القطريين الحكوميين بنسبة 60 في المئة ومُنح الأفراد العسكريين زيادة بمقدار 120 في المئة، في خطوة ينظر إليها من قبل العديد على أنها محاولة لاسترضاء السكان في خضم الانتفاضات العربية.

 “بالنسبة لي أستطيع أن أفهم لماذا لا يكترث الكثير من الأولاد بالتعليم” أضاف نعمة. “لكن الفتيات لا يمكنهن أن يفعلوا ذلك – لا يمكنهن الالتحاق بالجيش. هناك أكثر من حافز بالنسبة لهن ليكن مستقلات ماديا ومكتفيات ذاتيا ويكون هذا النوع من الحكم الذاتي”. مع ذلك يمكن للنساء العمل في الوزارات والمؤسسات الحكومية.

 إذا لماذا لا تسعى النساء الخليجيات للحصول على عمل بعد التخرج؟

 بالنسبة للبعض، إنها مسألة تفضيل شخصي أو حساسية ثقافية.

 “إذا كان طلابنا القطريون يرغبون بالعمل، فبإمكانهم إيجاد العمل بسهولة. ولكن هناك دائما بين ثلاث إلى خمسة في المئة من طلابنا الذين لا يريدون وظائف”، قال كينت تود العميد المساعد للشؤون الأكاديمية في جامعة تكساس A&M في قطر. “عادة الإناث اللواتي جئن إلى المدرسة، وحصلن على شهادة، وربما تزوجن وليس لديهن حاجة أو رغبة في العمل”.

 وأضاف كينت أنه في بعض الأحيان قد لا ترغب عائلة المرأة بأن تعمل، أو تحصل المرأة على شهادة بكالوريوس في تخصص لا ترغب بالعمل فيه، لكونه يتطلب السفر إلى مواقع العمل البعيدة، مثل هندسة البترول. “ولكني أود القول إن غالبيتهن لم يخططن للعمل”، مضيفا “يرغبن بالشهادة لأن هذا شي جيد يجب القيام به ولأنهن أطفال أذكياء. ولكن بمجرد زواجهن يصبح الأمر أكثر تعقيدا”.

 وقالت منيرة جمجوم، كبيرة الاختصاصيين في الأبحاث في “بوز أند كومباني” والتي تعيش في السعودية، إن بعض النساء لا يلتحقن بقوة العمل لأنهن بحاجة إلى المساعدة والنقل ورعاية الأطفال. هذا ينطبق بشكل خاص على النساء من خلفيات اجتماعية واقتصادية لا تستطيع تحمل تكاليف سائقين خاصة بهن (في السعودية، لا يسمح للمرأة بقيادة السيارة) أو الذين ليس لديهم عائلة كبيرة لتقديم دعم كهذا. لكنها أضافت أن خيارات المرأة في التعليم تعيق أيضا خياراتهن في العمل.

 “إذ ركز قدر كبير من تعليم المرأة على العلوم الإنسانية في الماضي، لذلك ينصح بتنويع هذه الاختصاصات، فلا تركز فقط على مجالي العلوم والتكنولوجيا، بل على الإبداع أيضا. في الواقع، إن دعامة الابتكار والاقتصاد القائم على المعرفة هي العلوم، التكنولوجيا والإبداع “، قالت جمجموم.

 ويتفق نائب الرئيس للتسجيل في الجامعة الأميركية في الشارقة علي شوهيمي مع ما قالته جمجوم.

“تقريبا كل امرأة في الإمارات متحمسة جدا لأن تكون متعلمة، وهن تتنافسن بقوة مع الرجال، فهن متحمسات أكثر للحصول على درجة الدراسات العليا”، قال شوهيمي. “ولكنني أعتقد أن الغالبية العظمى من السيدات يواجهن مشكلة في ضعف الطلب على تخصصهن. دعونا نأخذ مثالا تخصص الفلسفة. يتم استخدامه أساسا في التدريس، ومعظمه في المدارس العامة. ولكن كم من معلمي الفلسفة نحتاج؟ “

وأضاف، مع ذلك، فإن شركات التكنولوجيا والعلوم ترعى الدراسات الجامعية للنساء من خلال دفع الرسوم عنهن إذا وافقن على العمل في الشركة لعدد من السنوات بعد التخرج. ويتوقع رؤية زيادة في عدد النساء في تخصصات الهندسة والعلوم في وقت قريب.

 وقال شوهيمي أيضا إن مكان العمل هو عامل رئيسي محدد للمرأة الإماراتية بسبب التوقعات الاجتماعية المحافظة في البلاد. “هناك بعض القيود الاجتماعية. ففي داخل الإمارات، إذا كنت من إمارة العين، التي هي قريبة 180 كيلومترا من أبو ظبي، فأنت لا تزال في نفس الإمارة، لكن طالباتنا لا يمكنهن الذهاب إلى أبو ظبي والعيش هناك”.

تتردد النساء الخليجيات مثل الرجال في العمل لدى شركات القطاع الخاص بسبب سمعة هذا القطاع من ساعات أطول مقابل رواتب أقل. لكن جمجوم تقول حتى عندما توظف شركات خاصة النساء فإنهن لا يفعلن ما يكفي للحفاظ على مساهمتهن. يتم توظيف النساء ولكنهن غير منتجات، إنه شكل من أشكال “البطالة المقنعة”، لأن الشركات لا تقوم أبدا بتدريبهم بشكل صحيح لأداء وظائفهن.

 بغض النظر عن أسباب البطالة النسائية، إلا أن اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي تخسر، حسب بعض المراقبين.

 “إذا كان لديك العمالة الكاملة في دول مثل الإمارات، يمكنك بالفعل زيادة الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 12 في المئة.. الشيء نفسه ينطبق على بلدان أخرى في المنطقة”، أوضح حاتم السمان مدير مركز التفكير في بوز أند كومباني.

أضاف “نحن ندرك أن هناك عادات وتقاليد ثقافية نحن بحاجة إلى الالتزام بها في المنطقة. ولكننا بحاجة لتوفير هذا الخيار للنساء إذا أردن العمل”.

 انظر أيضا مقالة ذات صلة: “الطلاب الخليجيون: تعليمنا بحاجة إلى تطوير” و”لا وظائف متوفرة خصوصا للنساء”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى