أخبار وتقارير

جهود أكاديمية دولية لمساعدة الطلاب السوريين

نيويورك- “التعليم هو يتيم كل حرب”، قال هنري جاريكي، مؤسس صندوق إنقاذ العلماء.

في حلقة نقاش بجامعة “نيو سكول” في نيويورك، ناقش أكاديميون الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لحماية أحدث الأيتام في العالم، الطلاب وأساتذة الجامعات السورية التي دمرت أثناء النزاع السوري.

“لا أعرف إذا كان في تاريخ صندوق إنقاذ العلماء واجهنا كافة عناصر العاصفة بشكل مكثف كما يحدث في سوريا”، قال مارك أنجلسون، رئيس مجلس إدارة الصندوق الذي دعم 517 باحثا من بلدان مزقتها الصراعات للدراسة في الخارج في السنوات الـ11 الماضية.

ووصف أنجلسون كيف قصفت الجامعات في وقت مبكر من الانتفاضة، وهوجم الأساتذة والطلاب واستهدفوا، والذي شعروا بالأمان في أحيائهم وحاولوا الوصول إلى المدرسة كيف تم توقيفهم عند نقاط التفتيش، وكيف تعرض الطلاب للاحتجاز من قبل القوات الحكومية أو القوات المعارضة.

وقد قتل ما لا يقل عن 53 أستاذا، وفر العديد من السوريين من المدن. ووفقا لبعض التقديرات، فقد غادر 30 في المئة من الأكاديميين السوريين البلاد منذ اندلاع الانتفاضة.

حضر الحلقة النقاشية أكثر من أربعة آلاف شخص من بلدان حيث الأكاديميين معرضون للخطر وتقدموا بطلبات للصندوق، الذي دعم 270 باحثا عراقيا و14 باحثا سوريا.

” لم نكن قد التقطنا أنفاسنا بعد من العراق عندما بدأت تصلنا طلبات من السوريين القادمين قبل عامين. إن إنقاذ الباحثين قطاع يتنامى”، قال أنجلسون.

جاءت المناقشة بعد أسبوعين من إعلان معهد التعليم الدولي، الذي يدير الصندوق، عن وضع خطة واسعة لمساعدة الباحثين السوريين، في الاجتماع السنوي لمبادرة كلينتون العالمية. إذ ينضم معهد التعليم الدولي إلى المنتدى العالمي لطلبة سورية وغيرها من الجماعات في التعهد بتقديم 7 مليون دولار لتوفير ما لا يقل عن 600 منحة دراسية للطلاب السوريين. وتضم المنظمات المشاركة جامعة الدول العربية، الأمانة العامة لاتحاد من أجل المتوسط، مجلس أوروبا، وزارة الخارجية الأميركية، جسور (وهي منظمة غير حكومية من المغتربين السوريين)، والعديد من الحكومات، وقد التزموا توفير اختبارات مجانية على الانترنت لنحو 500 طالب، وتقديم 15 زمالة من خلال صندوق إنقاذ العلماء وموجهي الطلاب.

وخلال جلسة “نيو سكول”، تحدث اثنان من الباحثين السوريين حول المخاطر التي واجهتهم في بلادهم.

كانت أمل الأشقر، المتخصصة بصيدلة الأعصاب في جامعة حلب، تبحث في الأسباب العصبية لسرطان الثدي، ومرض باركنسون وانفصام الشخصية قبل اندلاع الثورة. وقالت إنها وعدد قليل جدا من أعضاء هيئة التدريس دعموا المظاهرات السلمية. إلا أنه تم التحقيق معها من قبل ضباط الاستخبارات العسكرية، وكانت محظوظة بما فيه الكفاية للحصول على فرصة للقدوم إلى الولايات المتحدة.

“أنا متأكدة من أني لو بقيت هناك، كنت سأُقتل، أو أُعذب، أو أُعتقل”، قالت أمل التي قُبلت لاحقا من قبل صندوق إنقاذ العلماء.

وأضافت أمل، وهي الآن أستاذة مشاركة زائرة في علم الصيدلة في جامعة كاليفورنيا – إيرفاين أن الدعم أنقذ حياتها وحياة عائلتها.

أما معاذ الرجب فهو حاليا باحث في “University in Exile Scholar” في بارسونز نيو سكول للتصميم، في مانهاتن. شارك في تنظيم المظاهرات والتواصل مع الخارج من خلال وسائل الإعلام خلال الأيام الأولى للثورة. واعتقل ثلاث مرات قبل أن يخسر وظيفته في جامعة البعث في مدينة حمص، التي شهدت صراعا شديدا بشكل خاص. هرب إلى تركيا، حيث فاز بدعم من صندوق إنقاذ العلماء، ومن ثم انتقل إلى نيويورك.

وانضم إلى السوريين كيث ديفيد ويتنبو، رئيس مبادرة حقوق الإنسان في جامعة كاليفورنيا في ديفيز، الذي أجرى بحثا في مخيمات اللاجئين السوريين. وتحدث عن طلاب الجامعات الذين زارهم في مخيم الزعتري للاجئين في الأردن والذي يضم 14 ألف نسمة”.

https://www.bue.edu.eg/

“إنهم لا يفعلون شيئا، ولكنهم على قيد الحياة” قال ويتنبو، مضيفا “إن المكان آمن نسبيا، ولكنه مكان للبؤس أيضا”. وقال إن الاستثمار في مستقبل الشباب السوريين هو من الحكمة، لأنهم أظهروا بالفعل قدرة فكرية كبيرة: “سيصبحون أعضاء فاعلين في المجتمعات التي يتخذونها كملجأ أو سيسهمون في بناء سوريا الجديدة في إطار مرحلة ما بعد الصراع”.

وأضاف أنه إذا كان الطلاب قادرين على مواصلة دراستهم، فإنهم سيكونون أقل عرضة للتحول إلى متشددين في مخيمات اللاجئين.

وتحدث عن الحاجة إلى “جامعة في صندوق”، مجموعة من المقررات التعليمية التي يمكن تدريسها في مخيمات اللاجئين، فيتمكن الأساتذة من خارج المنطقة تدريس الرياضيات، العلوم، أو اللغات لعدة أسابيع تُمنح بعدها شهادات رسمية. هكذا برنامج هو مشابه لآخر في كينيا. العديد من سكان المخيم يترددون في المشاركة في دورات طويلة، لأنهم غالبا ما يريدون أن يصدقوا أنهم سيغادرون قريبا حتى لو كان هذا ليس هو الحال.

وقال الطلاب الذين هم بحاجة إلى المساعدة، هم الذين تركوا المدرسة منذ نحو 18-20 شهرا الماضية، لأن علاقتهم بالعلم أضحت ضعيفة. وتتردد العديد من البلدان المضيفة في قبول هؤلاء الطلاب وآخرين كثرا، خوفا من سعيهم ليصبحوا مقيمين لفترات طويلة.

أثناء فترة الأسئلة والأجوبة، تحدث معاذ الرجب عن محاولة لتأسيس جامعة في تركيا للاجئين السوريين، ولكنه ثبت أنه من الصعب جدا تأسيس هكذا مدرسة، خاصة وأن أرباب العمل السوريين يعترفون بالدرجات العلمية الصادرة من قبل النظام الحالي فقط.

وأعربت أمل الأشقر عن رغبتها في تمكن كل جامعة حول العالم من دعم طالب واحد وعضو هيئة تدريس واحد من سوريا. وأشادت بسماح تركيا للطلاب السوريين بحضور جامعاتها الحكومية مجانا. وقالت لو حذت الجامعات في دول أخرى حذوها، فإن إعادة بناء البلاد سوف تكون أمرا سهلا.

وتحدث جيرالد دويل، نائب عميد معهد إلينوي للتكنولوجيا، حول كيفية استضافة الجامعة في شيكاغو لـ35 طالبا سوريا. وأن صيبا في فريق كرة القدم الذي يدربه لديه أقارب محاصرين في الانتفاضة.

“أصبحت سوريا تهمه، ولم تعد مجرد مجموعة من القضايا”، مضيفا “أنا أتحدث معه على الدوام عن عدم الوقوف على الهامش”.

عمل مع إدارته والتقى مع معهد التعليم الدولي وجسور. كان ذلك قبل ثمانية أسابيع من بدء العام الدراسي، وفكرة جمع 600 ألف دولار لتمويل دعم الباحثين غلبت عليه، ولكن الانتظار لم يكن خيارا. شعر بالسعادة لعمله مع المنظمات الأخرى. أكثر من 450 طالبا سوريا تقدموا بطلبات للمدرسة خلال الأسبوع الأول بعد أن إعلانها عزمها دعمهم.

وأضاف “يجب أن لا نفعل كل شيء بأنفسنا. يمكننا فقط أن نفعل شيئا واحدا يمكننا القيام به”.

اضغط لمشاهدة شريط فيديو عن حلقة النقاش.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى