نصائح ومصادر

أمريكا الشمالية تصبح الوجهة الأكثر شعبية للطلاب العرب

كثيراً ما يدفع تعطش الطلاب العرب للحصول على تعليم ذي جودة عالية للخروج من المنطقة، حيث يتوجهون أكثر فأكثر إلى كندا والولايات المتحدة ويتجنبون أماكن أخرى ناطقة بالإنجليزية.

يقل الاهتمام بالمملكة المتحدة وكذلك باستراليا اللتين كانتا في وقت من الأوقات نقطتي جذب شرستين للطلبة الأجانب، إذ انخفض عددهم بشكل حاد، وفقاً لتحليل أرقام صادرة عن وكالات مختلفة ومقابلات مع الطلبة أنفسهم.

وكان أحد أكبر المصادر لزيادة الطلاب الدوليين في الولايات المتحدة بنسبة 7.2 في المئة للعام الدراسي 2013/2012 المملكة العربية السعودية، والتي احتلت المرتبة  الثانية بعد الصين . يمثل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حوالي 77049 من مجموع 819644 من الطلاب الدوليين في الولايات المتحدة، وفقاً لتفريرالأبواب المفتوحة السنوي، المعد من قبل معهد التعليم الدولي .

يقول عبد الله حيدر البالغ من العمر 30 عاماً ، وهو طالب دكتوراه من المملكة العربية السعودية في جامعة جورج ميسون ” أستطيع أن أرى لماذا يزداد عدد الطلاب الوافدين”.  وأضاف ” لم يعد لدينا خوف من الترحيل أو عدم تجديد تأشيرة دخول”.  فبالنسبة له “الولايات المتحدة لديها أفضل الجامعات في العالم. لن تحتاج حتى لتبرير السبب وراء الرغبة في الدراسة هنا “.

وبحسب دراسة أجراها معهد سياسات الهجرة عام2011، فإن الهجرة للولايات المتحدة قد خففت من الاجراءات الصارمة التي أعقبت أحداث 9/11 ، مثل ذلك الإجراء الذي وضع طلاباً من 17 بلداً ، معظمهم من العرب و المسلمين، تحت فحص دقيق.

يقول راجيكا بانداري، مدير مركز بحوث التنقل الأكاديمي في المعهد الدولي للتعليم،” انخفضت نسبة المؤسسات الأمريكية التي أبلغت عن أي نوع من العقبات في طلبات التأشيرة للطلاب الدوليين (من جميع البلدان، وليس فقط في منطقة الشرق الأوسط ) بشكل كبير عن السنوات الماضية”.

هذا التغيير مرحب به من الطلاب العرب. يقول محمد عفيفي، وهو مصري عمره 29عاماً تخرج مؤخراً من برنامج ماجستير إدارة الأعمال في جامعة جورج تاون، ” إن فرصة الحصول على معرفة عالية المستوى في طرق حل المشكلات، والعمل الجماعي، والتواصل هو شيء لم أستطع الحصول عليه في بلادي”.  عفيفي، الذي لم يتمكن من التقدم للدراسة بالولايات المتحدة في عام 2002 بسبب ” قصص التأشيرة المرعبة” كان سعيداً بفرصة التسجيل في مؤسسة في الولايات المتحدة. ” مع كل من الاضطرابات في مصر ، كانت فرصة جيدة بالنسبة لي للتراجع و للدراسة،” قال عفيفي.

تمتلك منطقة الشرق الأوسط  عدداً قليلاً من أفضل 500 جامعة في العالم ، لذلك يقوم الطلاب الباحثون عن  فرص للدراسة في أفضل الجامعات في كثير من الأحيان بالبحث في أي مكان آخر . في المملكة العربية السعودية ، غالبا ما يتم تشجيع الطلاب على البحث خارج بلدهم من قبل الحكومة نفسها. يعتبر برنامج الملك عبد الله للمنح الدراسية، والذي يقدم مجموعة من المنح الدراسية المدعومة من الحكومة، الصندوق الممول الأكبر مقارنة بكل ما هو متاح في أي دولة عربية .

ونتيجة لبرنامج المنح الدراسية هذا  يفوق عدد الطلاب السعوديين كل نظرائهم من الدول العربية في الكثير من الوجهات الأجنبية. يبلغ عدد الطلبة السعوديين أكثر من نصف طلاب الشرق الأوسط و شمال إفريقيا في الولايات المتحدة، وأهم أيضآً يمثلون أكبر نسبة من طلاب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المملكة المتحدة واستراليا و كندا.

تحتل الكويت بدخل الفرد المرتفع بها المرتبة الثانية  بعد السعودية في إرسال الطلاب إلى الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وأستراليا. تأتي مصر، مع عدد سكانها الكبير والذي ليس دائما غني، عادة في المركز الثالث مع قطر والأردن، وأيضاً الإمارات العربية المتحدة ليست بعيدة عن الركب. إذ لا تزال الإمارات، والتي تبني نظامها في التعليم العالي عن طريق الحصول على امتيازات افتتاح فروع للجامعات من الغرب، ترسل حصة كبيرة نسبياً من مواطنيها للدراسة في الخارج.

في الولايات المتحدة، ارتفع عدد الطلاب السعوديين وحدهم بنسبة 30 في المئة، مما يجعل السعودية واحدة من أكبر خمس دول في إرسال الطلاب إلى الولايات المتحدة. كما أصبحت الكويت واحدة من أكثر 25 دولة ترسل طلابها إلى الولايات المتحدة أيضاً، حيث بلغت نسبة زيادة عدد الطلاب الموفدين 28 في المئة.

 نمت حصة الشرق الأوسط من الطلاب بنسبة 26 في المئة. شهدت الجزائر ولبنان وفلسطين فقط تراجعاً في معدلات الالتحاق خلال العام الدراسي 2012/2011. وأرسلت مصر والعراق وعمان وقطر واليمن أكثر من15 في المئة من الطلاب إلى الولايات المتحدة في العام الدراسي 2011/12 زيادة عن العام الأسبق .

قالت زينب مالك، مديرة الأبحاث في استخبارات التعليم، ذراع المجلس الثقافي البريطاني الذي يحلل الاتجاهات في التعليم الدولي، إن طلاب الشرق الأوسط غير عاديين مقارنة مع الطلاب الدوليين في سرد ” التجربة الثقافية” حول معيشتهم في الخارج كواحدة من ثلاثة أسباب تدفعهم للدراسة خارج منطقتهم. (السببين الآخرين يتعلقان ببحثهم عن جودة أفضل للتعليم وتوسيع فرصهم الوظيفية).

 تجذب كندا باستمرار المزيد من الطلاب العرب كل عام  وذلك لأكثر من عقد من الزمان إلى الآن . فيما يتعلق بالمملكة المتحدة وأستراليا ، سوف يحدد كل من توفر المنح الدراسية وسياسة الهجرة إذا ما كانتا ستعودان لاجتذاب أعداد كبيرة من الطلاب كما  فعلتا في بداية العقد الماضي.

من جهة أخرى، شهدت المملكة المتحدة، ثاني أكبر جهة في العالم للطلاب الدوليين، أول انخفاض بنسبة ( 0.4 في المئة ) في عدد الطلاب الجدد في السنة الأولى من خارج الاتحاد الاوروبي في العام الدراسي 2012/2011 ( آخر سنة تتوفر عنها إحصاءات عن عدد الطلاب الدوليين). كما انخفض عدد الطلاب السعوديين الملتحقين للمرة الأولى منذ أكثر من عقد من الزمان بنسبة 4 في المئة مقارنة بالعام السابق .

في 10 تشرين الأول/ أكتوبر، أصدرت دائرة الهجرة الوطنية في المملكة المتحدة مشروع قانون الهجرة يشدد من الفحوصات على الطلاب الدوليين ويزيد من مساهماتهم في التأمين الصحي الوطني. “إنه من المحير عندما تفكر في أن (الحكومة ) قد أعلنت مؤخراً فقط عن رغبتها في توسيع أعداد الطلاب الدوليين لنحو 90.000 طالب على مدى السنوات الخمس المقبلة، ” قال دانيال ستيفنز، مسؤول الطلبة الدوليين للاتحاد الوطني للطلبة .

يقول الطلاب العرب الذين اجتازوا سابقاً إجراءات الدخول للملكة المتحدة إنهم يتمتعون بالإعداد الأكاديمي. ” إن النطاق العالمي لدراستي هنا وطبيعة العاصمة لندن تعطي لشهادتي البريطانية معنى أكبر”  قال محمد عياد، طالب فلسطيني في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية .

وفقاً لبحث مالك في استخبارات التعليم ، فإنه على الرغم من استقرار عدد الطلاب من منطقة الشرق الأوسط في المملكة المتحدة العام الماضي، سيشهد عدد المسجلين ارتفاعاً مرة أخرى هذا العام والعام المقبل، جنبا إلى جنب مع الولايات المتحدة. إلا أنه ووفقاً لأبحاث مركز التعليم. فإن الالتحاق بالتعليم العالي في جميع أنحاء العالم لن يرتفع على مدى السنوات ال 10 المقبلة نتيجة لتباطؤ الاقتصادات وأسواق العمل المتغيرة وتوسيع نطاق الأحكام في الجامعات والمراكز المهنية المحلية.

تحتل أستراليا الجزء الأخير في قائمة سوق الطلاب الدولية، وتشهد انخفاضاً حاداً . منذ عام 2010، انخفض عدد الطلاب الدوليين بما يقرب من 50 في المئة إلى حوالي 415.000 وفقاً للأرقام الصادرة عن موقع التعليم الدولي بأستراليا . بالمثل انخفض طلاب منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنحو 58 في المئة. وقد يكون ارتفاع قيمة الدولار الأسترالي قد أثر علي اقرار ختيار استراليا كوجهة للدراسة حسب ما يقول الاسترالي ريان جوه ، مدير التسويق الإقليمي في جامعة الخدمات التعليمية الدولية كوينزلاند.

يعد عدد طلاب منطقة الشرق الأوسط صغيراً نسبياً في أستراليا حيث يقدر بنحو 14.000. أحد الأسباب وراء هذا الانخفاض، كان قرار الحكومة السعودية  استبعاد أستراليا من برنامج المنح الدراسية الحكومية في الآونة الأخيرة، طبقاً لكلام غوه.

ولكن بعض الطلبة العرب سعداء هناك. ” كانت هناك فرص لبحث وتجارب لم أحصل عليها في مصر، ووجدت الكثير منها في أستراليا،” قال طه رشدي، الحاصل على درجتين ماجستير في الهندسة والهندسة الطبية الحيوية من جامعة ويسترن سيدني. ” إنها جنة لمحبي الخروج  في الهواء الطلق ” قال رشدي.

وفقاً لاستخبارات لتعليم، فإن الاتجاه في العقود القادمة سيكون نحو زيادة عولمة التعليم، ولكن مع الزيادة، التحرك بوتيرة أبطأ. وتتوقع أبحاث استخبارات التعليم أنه وبحلول عام 2024 ، فإن 50 في المئة من الذين تتراوح أعمارهم (18-22) من الشباب الجامعي في العالم سوف يعيشون في الولايات المتحدة، والصين، والهند. ومن المرجح أن يكون طلاب الشرق الأوسط جزء من هذا الاتجاه.

هذه المقالة هي واحدة من سلسلة مقالات تبحث في تنقل الطلاب العرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى