نصائح ومصادر

تحليل للفجوة النوعية في المنطقة العربية

على الرغم من مرور بضع سنوات على اكتساح التغيرات الاجتماعية وعلى الرغم من كون بعض بلدان الشرق الأوسط أغني مواطن للموارد في العالم، مازالت منطقة الشرق الأوسط في مراتب متأخرة مقارنة بمناطق أخرى من العالم فيما يتعلق بسد الفجوة بين المرأة الرجل في الحياة الاجتماعية والسياسية.

لكن تقريراً صدر هذا الشهر من قبل المنتدى الاقتصادي العالمي تحت عنوان “التقرير العالمي للفجوة بين الجنسين عام 2013 ،” يسلط الضوء على التحسن التدريجي في مستوى التحصيل التعليمي للمرأة بالمقارنة مع الرجل. تستند الفرضية الأساسية للتقرير على عدم قدرة أي بلد على المنافسة حقاً من دون الاستفادة من النصف الأنثوي للمواهب لديها.

“سد الفجوة بين الجنسين في التعليم هو مؤشر إيجابي، ومع ذلك، ينبغي دائما أن ينظر إلى هذه الأنواع من المؤشرات في سياق التشريعات والممارسات مع مؤشرات أخرى”، قالت مايا مرسي رئيسة الفريق الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة التنموي للنوع الاجتماعي.

من ضمن 136 دولة تم تقييمها في التقرير، احتلت 14 دولة عربية المرتبة ذاتها في الربع الأخير من قاع الترتيب العام، بحيث تأتي الإمارات العربية المتحدة في المرتبة ( 109 ) كأعلى تصنيف بين الدول العربية واليمن في المرتبة (136 ) كأقل دولة عربية ضمن التصنيف.

ومع حلول موعد التقرير، أغلق العالم العربي 59 في المئة من إجمالي الفجوة بين الجنسين لهذا العام، أو حقق نسبة تعادل بلغت 59 في المئة بين الرجال والنساء. وذلك بانخفاض طفيف عن العام الماضي، ولكنه تحسن مقارنة بعام انطلاق التقرير 2006 . تحتل أمريكا الشمالية المركز الأول بعد أن تمكنت من إغلاق 74 في المئة من هذه الفجوة.

وفي الوقت الذي لا يمكن فيه تحليل المنطقة العربية ككتلة واحدة، خصوصاً بسبب التفاوت الكبير في متوسط الدخل، يقوم التقرير بإجراء المقارنات ما بين الرجال والنساء داخل البلدان، بحيث أنه يبحث في الفجوة بين الجنسين، وليس في مستوى التنمية في البلاد. تسعى النسخة الثامنة من التقرير السنوي “لقياس مدى الإنصاف في توزيع الدخل المتاح والموارد والفرص بين الرجال والنساء.”

تم تجميع التقرير من قبل أكاديميين بارزين من جامعة هارفارد، بيركلي، والمنتدى الاقتصادي العالمي، ويبحث في أربع فئات هي: الصحة / البقاء على قيد الحياة، والمشاركة السياسية، والمشاركة الاقتصادية، والتحصيل العلمي.

تعتبر الدول الأكثر ثراءاً في العالم العربي أفضل حالاً في سد الفجوة بين الجنسين في التحصيل العلمي. إذ تلتحق النساء في كل من قطر، البحرين، الكويت، الجزائر، عمان، الأردن، لبنان والمملكة العربية السعودية بالجامعات بمعدلات أعلى من الرجال. جنباً إلى جنب مع دولة الإمارات العربية المتحدة والتي يقول التقرير إنها “أغلقت بالكامل” فجوة التحصيل العلمي، استثمرت العديد من هذه البلدان بشكل كبير في مجال تعليم المرأة.

ذلك أن قطر والكويت والبحرين ليسوا بعيدين عن إغلاق الفجوات بين الجنسين في التعليم. “أمر لاحظته خلال التدريس في أماكن مثل قطر والإمارات العربية المتحدة حيث تبدو نسبة حضور ومشاركة الإناث والإناث في حرم الجامعات مرتفعة جداً،” هكذا قالت أميمة. م. أبو بكر، أستاذة اللغة الإنجليزية في جامعة القاهرة، وعضو مجلس إدارة منتدى المرأة والذاكرة، وهي منظمة غير ربحية تسعى إلى تحسين التمثيل الثقافي للمرأة العربية وتمكينها.

بالنسبة لمايا مرسي، يستدعي هذا الاتجاه التصفيق عندما يكون مصحوباً بزيادة جودة التعليم.  وقالت “قطر والإمارات العربية المتحدة، على سبيل المثال، أرفقا زيادة إنفاقهما على تعليم المرأة مع تعزيز جودة التعليم العالي. الأمر الذي يجعل تقليل الفجوة بين الجنسين أكثر أهمية”.

حققت منطقة الشرق الأوسط بعض التقدم في سد الفجوة بين الجنسين في التحصيل العلمي. لكنه لا يزال لديها طرق للوصول إلى التكافؤ. تحتل منطقة الشرق الاوسط وشمال إفريقيا المرتبة الثانية في هذه الفئة متقدمة على جنوب الصحراء الإفريقية. لا تظهر الدول العربية الفردية اتجاهاً موحداً في الوصول إلى التحصيل العلمي العادل بين الرجل والمرأة. تظهر معظم البلدان تكافؤ قريب، وعموماً يظهر في المنطقة ما يقرب من 91 في المئة من نسبة المساواة في التعليم بين الجنسين. لا تزال المغرب واليمن فقط تقدمان فرصاً أكثر للرجال عن النساء في التعليم. (لم تقدم مصر والمملكة العربية السعودية أي إحصاءات عن الإلتحاق بالتعليم الثانوي.)

وشهدت العديد من الدول في منطقة الشرق الأوسط تراجعاً في الترتيب الإجمالي خلال العام الماضي. وازداد تراجع بعض الأنظمة في المنطقة في مجال دعم المشاركة السياسية للمرأة. في مصر وحدها، انخفضت مشاركة المرأة في البرلمان من حوالي 13 في المئة في عام 2010 إلى أقل من 2 في المئة في السنوات اللاحقة. كما انخفض مؤشر فجوة النوع الاجتماعي بين الجنسين عموماً في مصر بنسبة 0.4 في المئة عن العام الماضي.

وعلى الرغم من التقدم الذي أحرزته المرأة في بعض البلدان في الحصول على التعليم، فإنها لم تنجح دائماً في الانضمام إلى القوى العاملة، وكسب المال كالرجال، أو المشاركة في الحياة السياسية. تحتل المغرب وموريتانيا وسوريا مراكز متدنية في التصنيف العالمي بسبب الفقر الشديد في مؤشر المشاركة الاقتصادية. وتحتل الدول العربية عشرة مراتب من آخر خمسة عشر مرتبة في تلك الفئة.

” إن العمل على التعليم وخاصة في البلدان التي تمر بمرحلة انتقالية يمكن أن يكون علاجاً جذرياً،” قالت مايا مرسي.

بالترتيب، احتلت الدول العربية المراكز التالية في المؤشر: دولة الإمارات العربية المتحدة ( 109 )، البحرين (112 )، قطر (115 )، الكويت ( 116 ) والأردن ( 119 )، عمان ( 122 )، لبنان ( 123 ) ، الجزائر ( 124 )، مصر.( 125 )، السعودية ( 127 )، المغرب ( 129 ) وموريتانيا ( 132 ) وسوريا ( 133 )، اليمن ( 136 )

لقراءة النسخة الكاملة من التقرير يمكن تحميلها من هنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى