أخبار وتقارير

بوابة جديدة لتطبيق “موكس ” للعالم العربي

عمان-   أحيا الإعلان عن إطلاق بوابة الكترونية عربية للمساقات الجماعية “MOOCs” هذا الشهر الآمال بإمكانية المساهمة في إصلاح التعليم في المنطقة، في حين يحذر البعض من اعتبارها حلاً سحرياً.

 تقدم بوابة “إدارك“، المتوقع أن تنطلق في ربيع 2014، فرصة للملايين للوصول إلى ترجمات باللغة العربية مجاناً لمجموعة من الدورات التي تدرس في جامعات عالمية رائدة مثل هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وجامعة كاليفورنيا في بيركلي.

” تقدم منصتنا العالم العربي مع فرص فريدة وحيوية يمكن أن تكون جزءاً من الثورة الضرورية في التعليم والتعلم،” قالت هيفاء ضياء العطية، الرئيس التنفيذي لـمؤسسة الملكة رانيا للتعليم والتنمية في الأردن التي تقوم بإنشاء البوابة بالشراكة مع مؤسسة “اد اكس edx ” الغير ربحية والتي تتخذ من كامبريدج مقراً لها والتي تأسست العام الماضي من قبل  جامعة هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT).

 يحذر آخرون من أن مثل هذه البوابات، المساقات الجماعية مفتوحة المصادر أو (موكس) هي جديدة جداً.

“من المهم أن نفهم أن (موكس) هي نموذج لا يزال في مرحلة تجريبية،” قالت جيهان عثمان، أستاذة مساعدة في كلية الدراسات العليا للتعليم في الجامعة الأميركية في القاهرة. “هناك تحفظات كبيرة بشأن إمكاناتها فيما يخص جودة التعليم”.

 تم تصميم “موكس” بحيث يسمح لأستاذ واحد تدريس صف فيه آلاف من الطلاب. يقول بعض المدافعين أنه بإمكان هذا النموذج المساعدة في  حل مشكلة المركزية في الجامعات الحكومية العربية، حيث يوجد فارق كبير بين عدد الأساتذة والطلاب (يمكن لأستاذ واحد أن يدرس ألف طالب وطالبة).

ومع ذلك، مازال دورات (موكس) تثير الجدل.  يقول بعض المشجعين أنها تشكل مستقبل التعليم العالي لكونها مجانية، ومرنة بحيث صممت لضمان مواكبة الطلاب لكل جديد. إلا أن منتقدين موكس يرونها سقوط للجامعات في نهاية المطاف، متوقعين أنها تجبر الأساتذة ليصبحوا مجرد معيدين مساعدين في عملية التعليم. فضلاً عن كونها تسهل تسرب الطلاب من مباني الجامعات وتجبرهم على التوقف عن العمل.

 يأمل المسؤولون في مؤسسة الملكة رانيا بأن تساعد المنصة الجديدة الطلاب العرب على الحصول على دفعة جديدة تزيد من فرص العمل المتاحة أمامهم.  تقول العطية إن المؤسسة تعمل على تطوير دورات بالتعاون مع شركات تجارية كبرى لتزويد الطلاب العرب بالمهارات اللازمة لتلبية متطلبات سوق العمل.

تعاني العديد من الدول العربية كمصر – على سبيل المثال-  من معدلات تسرب مرتفعة من الدراسة الجامعية مع ارتفاع معدلات البطالة بين الخريجين وعدم وجود مهارات مناسبة لسوق العمل.

 من جهة أخرى، يعتقد داعمو (موكس) أن المنصة الجديدة ستسمح للعالم العربي بالاستفادة من الاهتمام الدولي في المنطقة.

توقيع اتفاقية الشراكة بين مؤسسة الملكة رانيا ومؤسسة Edx

“يمكن للأساتذة العرب والخبراء الإقليميين استخدام المنصة لتقديم دورات باللغة الإنجليزية عن المنطقة وتاريخها،” قالت العطية. “هذا سيساعدنا على تقديم قضايانا من وجهة نظرنا للجمهور العالمي المهتم بمنطقتنا.”

 ويعتقد مسؤولو المؤسسة أن “إدراك” ستساعد في سد فجوة بين التأثير الهائل لـ (موكس)  في العالم الناطق باللغة الإنجليزية والاستخدام المتواضع له في أوساط الناطقين باللغة العربية.

إذ يشير التقرير السنوي الثالث لمؤشر الكفاءة باللغة الانكليزية، الصادر الأسبوع الماضي عن شركة تدريب عالمية تجري أبحاثاً في 60 بلداً،  إلى أن معظم البلدان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحتل الربع الثالث الأخير في مؤشر إتقان السكان للغة الإنجليزية.

ويأتي خبر إطلاق المنصة باللغة العربية بعد أخبار عن إطلاق منصتين لتطبيق دورات (موكس) في كل من الصين وفرنسا. إلا أن المنصة الجديدة باللغة العربية تواجه عقبات أكبر، خاصة فيما يتعلق بالوصول إلى أجهزة الكمبيوتر والإنترنت.

” التحديات تبدأ ولاتنتهي،” قال نافذ الدقاق مدير مشروع إدارك للفنار للإعلام. ” لايخفى على أحد معاناتنا من ضعف البنية التحتية لشبكة المعلومات في المنطقة. وحيث أن منصتنا إقليمية فإننا نرغب بإقامة شركات مع مؤسسات يمكن للطلاب من خلالها استخدام أجهزة الكمبيوتر والحصول على خدمة الانترنت”.

 لايزال معدل انتشار الانترنت في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، عند النظر إليها ككل، منخفض نسبياً، إذ من المتوقع أن يصل إلى 17.4 في المئة من السكان هذا العام وفقاً لتوقعات شركة اي ماركيترز، شركة لأبحاث السوق مستقلة مقرها نيويورك.

 وإلى جانب التحديات التقنية، فإنه من المرجح أن يفوت العديد من الطلاب العرب الفرص التي تقدمها (موكس) بسبب محدودية فرص الحصول على شهادات. إن تغيير عقلية المنطقة بهذا الخصوص سيستغرق وقتاً طويلاً، بحسب ما يقول الدقاق.

“في المنطقة، حيث يوجد طلب كبير على الشهادات الجامعية، بغض النظر عن التخصص والخبرة العملية، فإن نشر التعليم على الانترنت هو أيضا تحدي خطير” قال الدقاق مضيفاً “عندما ننظر لـ(لموكس) كوسيلة للحصول على التعليم الذي يوفر سهولة الوصول والمرونة عوضاً عن مجرد دورات تمنح شهادات، سنتمكن عندها فقط من التخلص من ترددنا الأصلي حول نقاط الضعف المتصورة لهذا النموذج التعليمي”.

 وبحسب ما يقول أكاديميون، فإن هنالك أيضاً القضايا الثقافية المتعلقة بالتعليم والتعلم. إذ يرجع ذلك إلى أسلوب، (موكس) المعتمد في التدريس والقائم على مناقشات بين الأقران.

 “يعتمد نظام التعليم لدينا بشكل كبير على النماذج التي تركز على المعلم،” قالت عزيزة رجائي اللوزي، المديرة المؤسسة وريئسة مركز التعلم والتعليم في الجامعة الأميركية في القاهرة. “إن الغالبية العظمى من الطلاب في منطقتنا غير مستعدين لهذه الدروس المختلفة والتي ستسهم في زيادة نسبة المتسربين من الجامعات”.

 ومع ذلك، تعتقد اللوزي أن (موكس) يمكن أن تلعب دوراً هاماً.

 “إن نظامنا التعليمي بحاجة ماسة إلى تعزيز ورعاية وزراعة عادات التفكير النقدي،” قالت اللوزي مضيفة “أن تعزيز (موكس)  للتفكير النقدي مع التركيز على حل النزاعات يجعلها  خياري الأول”.

 بدورها، تقول عثمان إن المنصة العربية الجديدة تدفع المعلمين العرب إلى أن يكونوا أكثر نشاطاً عند النظر في أفضل السبل لوضع دورات طلابهم.

“هذا هو السبب في أنني شخصياً متحمسة للغاية لمبادرة جلالة الملكة رانيا العبدالله،” قالت عثمان ” إن ترجمة الدورات الموجودة حالياً إلى اللغة العربية ومن ثم تصميم (موكس) من قبل الخبراء العرب في اللغة العربية سيساعدنا ليس فقط على التركيز على سياق الخبرات، وتطوير الخبرات المحلية ولكن أيضاً على رعاية المبدعين العرب”.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى