أخبار وتقارير

مركز تعليم قطري يحسن أداء المدارس

نجح مركز قطري، يركز على تحسين التعليم، في رفع مستوى آداء المدارس التي واجهت في وقت ما تحديات في جعل طلابها يجتازون الاختبارات الأساسية. يقدم المركز الوطني لتطوير التربويين التابع لجامعه قطر، والذي تأسس عام 2010، 11 برامجاً تدريبياً مختلفاً يستغرق كل منهم ما بين 12 إلى 15 ساعة أسبوعيا.ً يستقطب المركز مدرسين قطريين وغيرهم من الناطقين باللغة العربية والذين لديهم تخصص في المواضيع الأساسية، مثل الفيزياء والرياضيات، ولكنهم لا يعرفون بالضرورة أساليب التدريس.

يقول مدير المركز، عبد الله أبو تينة، إن برنامج دعم المدارس على وجه الخصوص لاقى نجاحاً. إذ يقوم المركز بإرسال فريق من المتخصصين المؤهلين في مجالات العلوم والرياضيات واللغة العربية والإنجليزية والقيادة للعمل مع المدارس ذات الأداء المنخفض لمدة أربعة أيام، حيث يقوم الفريق بتحديد احتياجات مديري المدارس والمعلمين ويضع خطة التطوير المهني لهم. وقال أبو تينة إنه وبعد عامين من العمل مع اثنين من المدارس على امتحانات التخرج الثانوية، ارتفعت نسبة الطلاب الذين اجتازوا الاختبارات من 73 في المئة إلى 96 في المئة. كما رأى أيضا تحسناً في انضباط الطلاب، وإشراك الوالدين، والأبحاث التي تجري في المدارس.

يقول المدربون في المركز إن هذا بسبب قيام المركز بتوفيراستراتيجيات محددة للمدارس حول كيفية التعامل مع هذه المشاكل. وقالت حنان فراج، أخصائية التطوير المهني في قسم تعليم العلوم في المركز، إنها في كثير من الأحيان تزور المدارس لتعليم المدرسين كيفية استخدام المعدات المختبرية واقتراح إجراء تجارب ذات صلة. فعلى سبيل المثال، يمكنها أن توضح لمدرس علم الأحياء للصف العاشر كيفية استخدام شرائح الطماطم كوسيلة لشرح أقسام القلب البشري.

يمكن لمثل هذه الوسائل التوضيحية البسيطة أن تساعد الطلاب على فهم الموضوع بشكل أفضل. ولكن وبحسب كلام فراج، فإن الكثير من المعلمين هنا لا يدركون ذلك لكونهم لم يدرسوا التدريس ولكونهم لم يعتادوا تقديم الدروس من وجهة نظر الطالب. للتصدي لهذا، تقوم فراج بإرشاد المعلمين حول كيفية استخدام استراتيجية تدريس تسمى ” 5 E’s” عند تقديم الدروس. إذ يتوجب على المعلم إشراك الطلاب في كل خطوة من التجربة مع شرح الخطوة باستفاضة، واستكشاف ما يمكن أن يحدث أيضاً، والتمديد أو التفصيل في التجربة، ثم تقييم نجاحها.

“إن الأطر الثابتة، مثل الكتب أو الموارد للمدرسة، [NCED] لا يمكن أن تتغيير. لكن يمكن تعديل أسلوب ومعايير تقديم الدروس” قالت فراج. توصي فراج، التي عملت كمدرسة لمدة 16 عاماً قبل أن تنضم إلى المركز، بأن يقوم المعلم بتقسيم الطلاب إلى مجموعات منفصلة على أساس المهارات ومستويات التعلم. ثم ينبغي على المعلم تكييف خطط الدروس والأنشطة لكل مستوى حتى يبقى جميع الطلاب منشغلون بنشاط وحتى لا يتخلف أي طالب. وأضافت أنه لا يتوجب على المعلمين التخوف من السماح للطلاب بالإبداع. ففي تلك المدارس التي قدمت فيها خدمات استشارية، تم تشجيع الطلاب على انتاج تجاربهم الخاصة، وعروض تقديمية، وحتى أفلام وأغاني راب حول المواد العلمية التي يدرسونها. يبدو أن هذه الاستراتيجيات مفيدة. وأشارت فراج إلى مدرسة ثانوية محلية تسمى “رابعة ” رسب فيها 14 طالباً في فئة الكيمياء في الصف العاشر قبل توفير التدريب اللازم للمعلم..ولكن بعد شهرين فقط من تطبيق استراتيجيات فراج في التدريس، فإن طالبين اثنين فقط فشلوا في اجتياز الامتحان التالي بحسب ما قال المعلم.

وقال معلمون ومسؤولون في المدرسة حضروا ورشة عمل حول التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة مؤخراً إن مؤسساتهم قد لاحظت تقدماً منذ أن بدأوا بتلقي تدريب المركز. تعمل مريم الهاجري كمنسقة للتعليم في روضة للأطفال لمدرسة ذكور تسمى”الرشاد”. حضرت الهاجري العديد من ورش العمل في المركز حول تقنيات تدريس الكتابة والقراءة، وهي مسؤولة عن تقديم الاستراتيجيات التي تعلمتها لغيرها من المنسقين والمعلمين في مدرستها. وقالت إنها ومنذ بدأت القيام بذلك، شهدت تحسناً كبيرا في مهارة الكتابة لدى الطلاب. “اليوم حصلت على الكثير من الأفكار وكيفية تطبيقها في الدروس،” قالت الهاجري. في ورشة العمل، تلقى المدرسون عينة من أوراق عمل للطلاب، وعرض عليهم ألعاباً مختلفة يمكن استخدامها لتشجيع الأطفال على فهم القراءة والكتابة.

وعلى الرغم من كونه جزءاً من جامعة قطر للتعليم، إلا أن المركز يعمل بشكل منفصل ولا يعمل بشكل مباشر مع طلاب الكلية. ومع ذلك، قال أبو التينة إنه ومنذ قرار المجلس الأعلى للتعليم في العام الماضي بالعودة إلى اللغة العربية كلغة تعليمية رئيسية في المدارس المستقلة (العامة)، لاحظ زيادة في معدل التحاق الطلاب بكلية التربية..في برامج الدرجات العلمية، ارتفع عدد الطلاب من “عدد قليل جداً” إلى ما يقرب من 1.300 طالب وفقاً لأبو تينة. ويتوقع الإداريون أن يرتفع إلى 2.000 طالب في العام المقبل. وأضاف أن التحول إلى اللغة العربية جعل المهنة أكثر جاذبية لكونه سمح للمعلمين بالتواصل بشكل أفضل مع طلابهم والتركيز على المناهج الدراسية، عوضاً عن القلق حول اتقانهم للغة الإنجليزية. وقال إنه بالاضافة الى ذلك، فإن المجلس الأعلى للتعليم يقوم برعاية الكثير من الطلاب القطريين لدراسة التدريس كما قام بزيادة رواتب المعلمين.

وبسبب هذا، يتوقع أبو تينة أن يتجاوز عدد المعلمين القطريين عدد المعلمين العرب المغتربين في السنوات القادمة. وقال إن هذا أمر مهم لأن الكثير من المدرسين الوافدين يكافحون لتحفيز الطلاب وانضباطهم لكونهم لا يفهمون المجتمع القطري بشكل كامل وكيف يؤثر المجتمع على طموح الطالب. فعلى سبيل المثال، من الشائع في بعض الدول العربية أن يحفز المعلمون الطلاب من خلال منحهم الجوائز، مثل أجهزة الكمبيوتر المحمولة أو حتى أجهزة iPhone إذا أدوا جيداً في امتحان. ولكن نظراً لكون ثروة قطر قد رفعت مستوى معيشة مواطنيها، فإن هذا النهج قد لا ينجح هنا.

وقالت رشا مصلح، متخصصة في تطوير القيادة في المركز، إنها تعتقد أن العمالة الوافدة العربية يجب أن تمضي ما لا يقل عن خمس سنوات في التفاعل مع القطريين قبل التقدم لوظائف تدريس بقطر. ” بهذه الطريقة يمكن للمعلمة فهم ما هو مقبول من الناحية الثقافية، من دون محاولة إدخال القيم الخاصة بها على الثقافة والطلاب،” قالت مصلح التي بالرغم من أصولها الأردنية إلا أنها نشأت في الإمارات العربية المتحدة وعملت مدرسة لمدة 13 عاماً في قطر. وأضافت “الناس هنا أذكياء جداً، ولكن المعلمين غير القطريين لا يعرفون كيف يتواصلون معهم”.

وأضافت أنه لإشراك الطلاب القطريين وتحسين إدارة سلوكهم يتوجب على المعلمين “إقناع الطلاب القطريين بقيمة أن يكونوا أذكى، وقيمة أن يكونوا مجتهدين، وكيف يمكنهم إفادة بلادهم.” إلا أن مصلح تؤكد أن أفضل طريقة يستطيع المعلمون من خلالها تحسين إدارة الفصل وأيضاً منع السلوك الصعب هي الإبقاء على مشاركة واندماج الطلاب في الموضوع. وشرحت مصلح “عليك أن تبقي الطلاب مشغولين عن طريق إعطائهم] مهمة[ وفقاً لتفضيلاتهم الشخصية، وذكاءهم، وأسلوب ومستوى التعلم الخاص بهم. يتصرف الأولاد والبنات بشكل] سيئ[ عندما يشعرون بالملل.”

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى