أخبار وتقارير

اتهام باحث مصري بارز بالتجسس

القاهرة- يواجه الأستاذ في الجامعة الأمريكية في القاهرة والباحث المصري الشهير عماد شاهين سلسلة طويلة من الاتهامات الجنائية، بما فيها التجسس، من قبل قادة الحكومة المؤقتة في مصر، الأمر الذي شكل صدمة لطلابه السابقين وجماعات حقوق الإنسان والمراقبين السياسيين في مصر.

تقول ثريا بهجت، والتي التحقت بأحد صفوف  شاهين في عام 2005، ” إنه أمر لا يمكن تصديقه، إنه أستاذ محبوب والأكثر شعبية في الجامعة الأمريكية. لدى هذا الرجل الكثير من الطلاب الذين يمتلكون الكثير من الانطباعات الإيجابية عن أسلوب تدريسه. لقد كان رجلاً وطنياً ومصدر إلهام لنا بشكل هائل”.  حصل شاهين على جائزة في الجامعة بسبب تدريسه.

وكان شاهين قد قال في بيان نشر على الإنترنت، إنه يواجه اتهامات بـ “التجسس ” وقيادة منظمة غير مشروعة ضمن سلسلة من الاتهامات الأخرى. “إنني أنفي كافة تلك التهم التي وردت ضدي جملة وتفصيلاً باعتبارها ليس لها أي أساس من الصحة، وأتحدى نيابة أمن الدولة العليا أن تأتي بأدلة حقيقية لإثبات أي من هذه التهم.” مضيفاً ” كنت دوماً ومازلت أكاديميا مستقلاً أدافع عن الديموقراطية، وسيادة القانون، وحقوق الإنسان. وسأظل مؤيداً لأهداف ثورة ٢٥ يناير المتمثلة في الحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الإجتماعية.”

يعمل شاهين كأستاذ للسياسة العامة في الجامعة الأميركية في القاهرة وهو ليس عضواً في جماعة الإخوان المسلمين، التي تحاربها الحكومة المصرية منذ الصيف الماضي. وشغل سابقاً منصب أستاذ مشارك زائر في جامعة هارفارد، وكان عضو هيئة التدريس في كلية هارفارد كينيدي للإدارة الحكومية. كما قام بالتدريس في جامعة نوتردام، فضلاً عن كونه كاتب غزير الإنتاج حيث يعمل حالياً محرراً ورئيساً  لموسوعة  أكسفورد للإسلام والسياسة.

يقول جو ستورك، نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش، ” إذا كانت الكتابة، بطريقة علمية أو بأسلوب فكري عن السياسة الإسلامية والإسلام السياسي كافية لتحصل على تهم بالتجسس في مصر هذه الأيام، فإن هذا يوضح كيف تحدث الامور السيئة”. وأضاف ستورك “إنه من الصعب أن نتذكر إذا كان هذا هو الحال حتى لو عدنا إلى أيام حسني مبارك، وبالتأكيد العقود الأخيرة من من حكم حسني مبارك. إنه حقاً شيء مدهش. هذا كل ما أستطيع وصفه به”.

بدورها قالت الجامعة الأمريكية بالقاهرة، في بيان أرسل عن طريق البريد الإلكتروني إلى الفنار للإعلام، إنه وعلى الرغم من عدم إمكانية التعليق على حالات قانونية محددة، فإن الجامعة تؤكد تمسكها القوي بمبدأ حرية التعبير. وبحسب البيان فإن “الجامعة لا تؤيد ولا تدين المعتقدات أو الأحكام الصادرة بحق أعضاء هيئتها التدريسية ولكننا ندافع بقوة عن حقهم في الاعتقاد والتعبير عن وجهات نظرهم”.

وتأتي التهم الموجهة لشاهين وسط محاولة لتكثيف قمع المعارضة السياسية التي امتدت إلى الأكاديميين والطلاب في مصر. (راجع المقالة ذات الصلة ” السجن: المقر الجديد للعديد من  الأكاديميين المصريين).

في السياق ذاته،  يتعرض عمرو حمزاوي، الباحث في العلوم السياسية والشخصية الليبرالية مع 26 شخص آخر لمحاكمة بتهمة إهانة القضاء. ويرتبط هذا الاتهام بتعليق كتبه على تويتر، وفقاً لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية. كما جرى توجيه اتهامات لمرسي وإسلاميين أخرين في القضية.

وتعليقاً على هذه الحادثة، كتب شادي حامد، زميل في مركز سابان لسياسة الشرق الأوسط في معهد بروكينغز،على تويتر ” اتخذت مصر الآن إجراءات قانونية ضد إثنين من أفضل العلماء السياسيين وهما عمرو حمزاوي وعماد شاهين. العبثية لا تعرف حدوداً. لم يتم تقديم الأدلة بعد بخصوص التهم الموجهة لحمزاوي وشاهين وهذا نوع مختلف من الاستبداد، أكثر مما فعله نظام مبارك” .

ووفقاً لمؤسسة حرية الفكر والتعبير والتي تتخذ من القاهرة مقراً لها، فقد تم القبض على أكثر من 700 طالب منذ بداية العام الدراسي في شهر أيلول/سبتمبر، كما تم سجن أكاديميين.

يقول ستورك من هيومن وتش ” يبدو أن أي شخص ذو مكانة لايتفق مع جدول أعمال الحكومة المدعومة من الجيش يصبح هدفاً محتملا”.

في الوقت نفسه، تقول بهجت إنها تحاول التفكير في طريقة لتنظيم لدعم شاهين، وقالت” لا أعتقد أنه بإمكاننا السكوت. هناك الكثير من الطلاب الذين يشعرون بالغضب”.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى