مقالات رأي

عماد شاهين: رسالة من أكاديمي متهم

23 كانون الثاني/ يناير 2014

بيان إلى طلبتي وأسرتي واصدقائي

فوجئت بالاتهامات التي وجهتها إلي نيابة أمن الدولة وبورود اسمي ضمن “قضية التخابر الكبرى” التي ضمت الرئيس السابق الدكتور محمد مرسي وبعض قادة الإخوان.

تتضمن لائحة الاتهام الموجهة ضدي اتهامات غير معقولة بل ويعتبرها أصدقائي المقربين  منافية للمنطق أيضاً. إذ تشمل التهم: التجسس، وقيادة تنظيم غير مشروع، وتقديم معلومات ودعم مالي لمنظمة محظورة ، والدعوة إلى تعليق الدستور، ومنع مؤسسات الدولة والسلطات من أداء مهامها، والإضرار بالوحدة الوطنية والانسجام الاجتماعي، والتسبب في تغيير الحكومة بالقوة.

إنني أنفي كافة تلك التهم التي وردت ضدي جملة وتفصيلاً باعتبارها ليس لها أي أساس من الصحة، وأتحدى نيابة أمن الدولة العليا أن تأتي بأدلة حقيقية لإثبات أي من هذه التهم. لقد كنت دوماً ومازلت أكاديميا مستقلاً أدافع عن الديموقراطية، وسيادة القانون، وحقوق الإنسان. وسأظل مؤيداً لأهداف ثورة ٢٥ يناير المتمثلة في الحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الإجتماعية.

وللشهادة، أنا أقر بشدة أنني لم أكن أبداً عضواً بجماعة الإخوان المسلمين في أي نقطة في حياتي، ولم أمنحها أية مساعدات مادية أو عينية كما زعم الإتهام.

لقد اعتبرتني نيابة أمن الدولة “هارباً” على غير الحقيقة. فكيف يمكن اعتباري “هارباً” وأنا لم يصلني استدعاء رسمي للتحقيق، وأنا أيضاً مقيم بمصر منذ عام ٢٠١١؟ وقد سافرت للمشاركة في مؤتمرات وحضور أحداث علمية بالخارج عدة مرات ولم أكن مدرجاً على قائمة المطلوبين أوالممنوعين من السفر. كما أن محل إقامتي وكذلك محل عملي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة معلوم لدى النيابة، ولم أغادر محل إقامتي أو أغيره.وقد ظهرت عدة مرات في التلفزيون كمحلل ومعلق لمناقشة الوضع السياسي بمصر وقد حرصت على المظهر العام. هذا وأوكد استعدادي التام للمثول للتحقيقات فور استدعائي رسمياً وحال توفر ضمانات سيادة القانون والتحقيقات السليمة والمحاكمة العادلة.

ورغم  أنني كنت دائما ناقداً لاذعاً للحكم الاستبدادي في مصر، فقد أعربت دائماً عن دعمي القوي للاحتجاجات السلمية لاستعادة الديمقراطية والتعبير عن المعارضة الشعبية ضد القمع الحكومي.

وغني عن القول أنني شخصية أكاديمية وفكرية معروفة ولدي سجل حافل من الإنجازات التعليمية والعلمية. حصلت على شهادة الدكتوراه من جامعة جونز هوبكنز (كلية الدراسات الدولية المتقدمة) وكنت عضو هيئة التدريس في جامعات بارزة في الولايات المتحدة، ومصر، والشرق الأوسط، بما في ذلك الجامعة الأمريكية في القاهرة، وجامعة هارفارد، وجورج تاون، وونوتردام، جورج واشنطن، وجامعات بوسطن. لقد أنتجت العديد من الأعمال العلمية الرئيسية بما في ذلك كوني رئيس تحرير موسوعة أكسفورد للإسلام والسياسة.

لقد أنتقدت مسار الأحداث السياسية في مصر منذ الصيف الماضي، ويمكن القول إن هذه الانتقادات التي – تنحصر فقط في الكلام وغير مرتبطة إطلاقاً بأي جماعة منظمة، أوحركة، أو حزب- هي تهمتي الحقيقية. مثل العديد من زملائي المصريين، أدعم التحرك السلمي للدفاع عن الديموقراطية والحرية والمساواة في الحقوق، والشمول. سأواصل الدعوة إلى هذه القيم، وممارسة الحق في الاحتجاج المكرس في القانون المصري والذي ترسخ عميقاً في الممارسة المصرية خلال السنوات الأخيرة.

دكتور عماد الدين شاهين

أستاذ السياسة العامة – الجامعة الامريكية بالقاهرة

أستاذ كرسي الأديان والنزعات وبناء السلام جامعة نوتردام (2009-2012)

أستاذ زائر جامعة هارفارد (2006-2009)

المحرر الرئيسي لموسوعة أكسفورد للإسلام والسياسة

عضو بالمجلس الاكاديمي لمركز التفاهم الاسلامي-المسيحي ، جامعة جورج تاون

عضو بمجلس التحرير الاستشاري، الاتجاهات البحثية لأكسفورد

محرر استشاري لموسوعة أكسفورد للعالم الاسلامي (2009)

عضو الهيئة العلمية لمركز الحضارة للدراسات السياسة

عضو المجلس العلمي لإصدار مختارات من التراث الاسلامي ، مكتبة الاسكندرية

استشاري خارجي لمركز الدراسات الشرقية ، جامعة أوسلو

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى