أخبار وتقارير

معاناة الجامعات الليبية للاتصال بشبكة الإنترنت

يحصل كل قسم أكاديمي في جامعة طرابلس في ليبيا على جهاز صغير للدخول على شبكة الإنترنت، حيث من من المفترض أن تساعد أجهزة واي ماكس WiMAX – أجهزة محمولة للاتصال بالإنترنت منتشرة في العالم النامي- أعضاء هيئة التدريس على تنزيل البيانات، ونشر الأبحاث على شبكة الإنترنت، وإدارة شئون آلاف الطلاب.

إلا أن أعضاء هيئة التدريس لا يستخدمون هذه الأجهزة بالضرورة في العمل الأكاديمي بحسب ما يقول الأستاذ فرج دردور، أستاذ الآداب في جامعة طرابلس. يقول دردور “يأخذ رؤساء الأقسام الأجهزة معهم إلى منازلهم ليلعب أطفالهم بالألعاب الموجودة عليها. إنهم يتعاملون مع الأجهزة كما لو كانت ملكًا لهم وليست من ممتلكات الجامعة.”

يبطئ الفساد من وتيرة التوسع في الاتصال بشبكة الإنترنت على نطاق واسع في ليبيا.

فقبل اندلاع الحرب في ليبيا في 2011، أبرمت جامعة الرفاق الخاصة في طرابلس اتفاقية مع شركة خاصة لتوصيل خدمة الإنترنت من خلال الكابلات. لكن بعد الإطاحة بالدكتاتور الليبي معمر القذافي، حاولت الشركة رفع رسوم الاشتراك لأن اسم هذه الجامعة كان عادة ما يرتبط بالخطأ باسم مجموعة من المؤيدين المقربين من القذافي والمعروفة باسم “الرفاق”.

تعليقًا على ذلك، تقول بسمة المدني، المدير المالي للجامعة ” بسبب الثورة، تأخر تنفيذ الاتفاقية. وبعد نجاحها، لم تلتزم الشركة بما تعهدت به لتوفير خدمة الإنترنت للجامعة في العام الأول مجاناً. بل على العكس طالبت الشركة من الجامعة دفع أرقام خيالية تقدر بحوالي 250000 دينار ليبي، وهو مبلغ لا يمكن للجامعة أن تتحمله.” وأضافت المدني أن هذا الرقم يعادل إجمالي المصروفات السنوية لحوالي 140 طالبًا في الجامعة.

تجسد التجربتان الجهد المبذول للحصول على اتصال مستمر بشبكة الإنترنت في ليبيا. ففي الوقت الذي يتوقع فيه الكثير زيادة استخدام الإنترنت في ليبيا في السنوات القادمة يحاول الأساتذة والطلاب والعاملين في الجامعة التكيف حالياً مع البنية التحتية لشبكة الإنترنت والتي تعد من ضمن الأسوأ على مستوى المنطقة.

يتصل 20 في المئة من سكان ليبيا بشبكة الإنترنت، بحسب تقارير البنك الدولي. في حين أنها لم تتجاوز 11في المئة في عام 2009، عندما كانت حكومة القذافي لا زالت تحكم سيطرتها على تداول المعلومات في البلاد. اليوم، ترتفع نسبة الاتصال بالإنترنت في ليبيا عنها في الجزائر والتي تصل إلى 15.2في المئة، لكنها ما تزال أقل بكثير من باقي دول الجوار. حيث ترتفع النسبة في تونس لتصل إلى 41في المئة، بينما تصل نسبة الاتصال بالإنترنت في مصر إلى 44 في المئة.

استفادت ضحى النامي من التوسع في الاتصال بالإنترنت في جامعة زاوية على بعد 50 كيلومترًا من طرابلس؛ تقول “يوجد هناك اتصال لاسلكي بشبكة الإنترنت يمكن للجميع استخدامه داخل منطقة الحرم الجامعي ودون الحاجة إلى كلمة سر.”

لا يزال ضعف الاتصال بشبكة الإنترنت يلقي بظلاله السوداء على التعليم العالي، كما يقول أسعد الشعاب، وكيل كلية الهندسة في جامعة طرابلس. لايستخدم الكثير من طلاب الهندسة الإنترنت من خلال شبكة القسم حتى لو كانت تعمل، كما يقول، إذ يعاني الكثير من طلاب جامعة طرابلس من الجهل التكنولوجي.

يقول الشعاب “لا يتمتع كل الطلاب بالمهارات الأساسية اللازمة لاستخدام لتكنولوجيا المعلومات. والكثير منهم لا يجيد مهارات استخدام الإنترنت أو أجهزة الكمبيوتر. ومع الأسف، يسلم الكثير منهم واجباتهم الدراسية مكتوبة بخط اليد.”

وبسبب عدم وجود اتصال بشبكة الإنترنت في المدارس، يتصل معظم الطلاب الليبيين الذين يجيدون استخدام التكنولوجيا بشبكة الإنترنت من منازلهم أو داخل مقاهي الإنترنت بتكلفة دينار ليبي- أقل من دولار- في الساعة. في الحالتين يكون الاتصال بالإنترنت ضعيفًا وغير ثابت. ومع ذلك، يحرص الطلاب الذين يجيدون استخدام التكنولوجيا على الاتصال بشبكة الإنترنت لاستكمال دراساتهم وزيادة معارفهم.

بدوره، يقول بدر الدين الورفلي، طالب الطب في جامعة طرابلس ” استخدم الإنترنت بحثًا عن المزيد من المعرفة. ففي بعض الأحيان، أحتاج إلى مشاهدة بعض المحاضرات على اليوتيوب، سواءً باللغة العربية أو الإنجليزية، عندما يتعسر علي فهمها من الأساتذة بالجامعة. ولكن كما تعلمون الاتصال بالإنترنت في ليبيا بطيء للغاية، فقد يستغرق فتح صفحة واحدة على الإنترنت وقتًا طويلاً.”

تسعى جامعة طرابلس لتحسين الاتصال بشبكة الإنترنت بشكل ملحوظ، كما يقول هلال المنتصر، عميد كلية تكنولوجيا المعلومات. إذ تسبب النقص في التمويل في أعقاب الحرب الأهلية في تأجيل تفعيل خدمة الاتصال بالإنترنت لحوالي 107,000 طالب. حاليًا، تضع شركة اتصالات سلكية ولا سلكية دولية الكابلات اللازمة للنظام الجديد المزمع تشغيله خلال شهر أو شهرين.

يقول المنتصر “نحتاج إلى هذا التغيير لتحديث معظم الأشياء داخل الجامعة، وعلى رأسها استخدام التكنولوجيا في الإدارة. فهناك خطة موضوعة للتحول للإدارة الإلكترونية.”

وفي جامعة الرفاق الخاصة، تقول المدني إنه على الرغم من المنازعات مع شركة الإنترنت، ولكنها تفكر مع باقي الإداريين في تمثيل الكلية على شبكة الإنترنت وكيف يمكنهم تيسير بعض المهام الإدارية باستخدام موقع إلكتروني.

في جامعة الرفاق الخاصة وبعيداً عن الخلافات مع شركة الإنترنت، تقول المدني إنها وزملائها يفكرون في موقع جامعتهم الغلأكتروني وكيفية الاستفادة منه لتنفيذ بعض المهام الإدارية.

تقول “تعمل مجموعة من طلاب قسم علوم الحاسب الآلي على تصميم موقع إلكتروني للجامعة كمشروع للتخرج. وبمجرد استكمال هذا المشروع، نأمل أن يتمكن الطلاب من الحصول على موارد تعليمية والاتصال بفاعلية مع أساتذتهم وإدارة الجامعة من خلاله .”

ويأمل دردور، أستاذ الآداب، أن تؤتي جهود الإداريين ثمارها. إذ بدأت الجامعات في البلدان العربية الأخرى في اعتماد نظام حفظ السجلات والاتصالات الإلكترونية. بينما مازالت ليبيا متأخرة جداً في هذا المجال كما يقول ” مع الأسف، م تستهلك جامعاتنا أكوام من الورق يمكن أن تضيع أحيانًا، في حين يمكن استبدال الورق بالتسجيل الإلكتروني بطريقة فعالة وأكثر كفاءة.”

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى