أخبار وتقارير

“التعليم للجميع” لم يتحقق بعد!

ناقش 300 مشارك في اجتماع “التعليم للجميع” الذي انعقد في العاصمة العمانية مسقط، هذا الشهر، الإجراءات التي ما زال يتعين القيام بها لضمان حصول الجميع على تعليم جيد ومدى بعدهم عن تحقيقه.

إذ استعرض وزراء حكومات وممثلو المنظمات والأكاديميون والباحثون الأهداف الستة للحركة المعروفة باسم “التعليم للجميع” التي وافقت عليها 164 دولة في عام 2000 في داكار بالسنغال، والتي كان من المفترض أن تتحقق بحلول عام 2015. تشمل الأهداف الستة: مرحلة الطفولة المبكرة والتعليم الابتدائي والتعلم مدى الحياة ومحو أمية الكبار والتكافؤ والمساواة بين الجنسين ونوعية التعليم.

عالمياً، لم يتم تحقيق أي هدف من الأهداف الستة بحسب تقريرالرصد العالمي للتعليم للجميع 2013-2014. يقول التقرير” يبدو واضحاً استمرار حرمان أشد الفئات المهمشة من فرص التعليم على مدى عشر سنوات.”

عربياً، قال حمد الهمامي مدير مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية إن معظم البلدان لا تزال بعيدة عن تحقيق الأهداف. ” إن جودة التعليم هي مصدر رئيسي للقلق. فعلى الرغم من الجهد المبذول في العالم العربي، خاصة في البلدان ذات الدخل المرتفع، إلا أن نوعية التعليم مازالت أمراً مشكوكاً فيه جداً.” وبحسب الهمامي، تحتاج البلدان في المنطقة لإعادة النظر في ميزانياتها واستراتيجيات تحسين التعليم “يتوجب إنفاق المزيد من الأموال لدعم التعليم.”

لكن الدول حققت بعض التقدم.

تقول بولين روز المديرة السابقة لتقرير الرصد العالمي، الذي تدعمه منظمة اليونسكو وينشر سنوياً “الرسالة الأساسية: تم تحقيق بعض التقدم. حققت بعض الأهداف على وجه الخصوص تقدماً أسرع خلال السنوات الأولى من العقد الحالي.” وأضافت روز أستاذة التعليم الدولي في جامعة كامبريدج والتي قدمت التقرير في المؤتمر “في السنوات الأخيرة، على سبيل المثال، انخفض عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس. كان التقدم بطيئاً بسبب الفشل في الوصول إلى الفئات الأكثر تهميشا”.

في العالم العربي، تبقى نسبة الأمية عند الكبار هي التحدي الاكبر إلى جانب نوعية التعليم. ففي عام 2011 بلغت نسبة الأمية في الدول العربية 54 في المئة بحسب الهمامي. 

بينما بلغ عدد الأشخاص البالغين الأميين في جميع أنحاء العالم 774 مليون شخص في العام ذاته، وهو تقريبا نفس عدد الأميين البالغين عندما تم تعيين الأهداف قبل 14 عاماً.

كان هناك تقدم في مجالات أخرى. فبحسب الهمامي، ارتفع عدد الشباب العربي الملتحقين بالتعليم الابتدائي من 79 في المئة عام 1999 إلى 89 في المئة في عام 2011، وهي زيادة كبيرة لا سيما في ضوء النمو السكاني. وأضاف أنه وعلاوة على ذلك، حققت نصف البلدان في المنطقة بما فيها لبنان والأردن والكويت وفلسطين وقطر وسلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة والمغرب والمملكة العربية السعودية وسوريا التكافؤ بين الجنسين في التعليم الابتدائي في عام 2011. أيضاً انخفض عدد الأطفال في سن التعليم الأساسي الغير ملتحقين بالمدرسة من 5 ملايين في عام 2010 إلى 4.8 مليون طفل في عام 2011.

ركز المؤتمر، الذي عُقد في سلطنة عمان في منتصف شهر أيار/ مايو، ليس فقط على مراجعة الماضي ولكن أيضا على البحث في الخطوات المستقبلية. وقالت روز إن من نتائج الاجتماع الرئيسية الإجماع على أهداف للفترة مابعد عام 2015 والتي تشبه، إلى حد كبير، أهداف حركة التعليم للجميع الأصلية. وأضافت “لم يكن هناك الكثير من النقاش حول حقيقة الحاجة إلى هذه الأهداف.”

ركز المشاركون على أهمية تحديد المهارات التي يحتاجها الشباب ليكونوا مواطنين عالميين والحصول على عمل. تكتسب هذه القضايا أهمية خاصة للعالم العربي، حيث ترتفع نسبة الشباب، والذي يواجه تحديات في مهارات العمالة وعدم التطابق بين العمل والدراسة. 

وكما يحاول المربون تحقيق الأهداف الستة الأصلية للتعليم للجميع، فإنهم يحاولون أيضا جعلها أكثر وضوحاً. تقول روز”هذه النقاط، بمعنى من المعاني، أكثر دقة وأكثر تركيزا مما كانت عليه في أهداف التعليم للجميع.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى