نصائح ومصادر

شبكة طلابية لدعم الابتكار في العالم العربي

عمان— بعد تعرضها لحادث سيارة مع صديقتها، ابتكرت ألاء أبو ليل كرسي متحرك بالأوامر الصوتية. فبينما نجت هي من الحادثة بجروح طفيفة، أصيبت صديقتها بشلل رباعي وعادت إلى بلدها الكويت. تقول ألاء التي كانت طالبة في جامعـة العلـوم والتكنولوجيـا الأردنيـة في تلك الفترة “كنت أود القيام بشئ من أجلها.”

فاز الكرسي المتحرك بالأوامر الصوتية، مشروع تخرج ألاء من الجامعة، بجائزة الشبكة العربية للابتكار (عين) عن فئة الصحة في عام 2012. تقول ألاء ” لم يعد الكرسي مجرد فكرة على ورقة امتحان.” 

في عام 2011، أطلق مجموعة من الطلاب والخريجين الجدد من جامعة كامبردج الشبكة العربية للابتكار لربط الطلاب العرب مع الباحثين والمهنيين وردم الفجوة بين الأوساط الأكاديمية والصناعة في العالم العربي. 

تنمو شبكة عين افتراضياً على شبكة الانترنت وأيضاً على أرض الواقع. إذ أصبح لديها الآن فروع في دولة الإمارات العربية المتحدة والأردن وفلسطين ولبنان. تستقبل الشبكة الطلاب من مختلف الجامعات العربية لعرض مشاريعهم العلمية والمشاركة في مسابقة سنوية لإيجاد حلول للتحديات الإقليمية الرئيسية في المنطقة والمتمثلة في: البيئة، والصحة، والهندسة.

تقول غدير صيام، عضو مؤسس في الشبكة العربية للابتكار، ” نحن مجموعة من الباحثين الشباب الراغبين بخلق أثر إيجابي في مجتمعاتنا من خلال ريادة الأعمال والابتكار.”

تحتل المنطقة العربية مراتب متأخرة دائماً في استطلاعات الابتكار العالمي. إذ لا تتجاوز مشاركة العرب في نشر الأوراق العلمية 1.4 في المئة على مستوى العالم. كما أن عدد براءات الاختراع المسجلة لا يتجاوز 0.1 في المئة من براءات الاختراع المسجلة دولياً، وفقا لتقرير نظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، اليونسكو، لعام 2010. 

من جهة أخرى، لا تزال معظم الدول العربية تفتقر إلى استراتيجية لتطوير ودعم العلوم والتكنولوجيا الوطنية وفقا لذات التقرير. إذ لا تتجاوز استثمارات الدول العربية في مجال البحث 0.3 في المئة من ناتجها المحلي الإجمالي، في حين أن 97 في المئة من البحث العلمي في البلدان العربية يعتمد على التمويل الحكومي، وفقا لتقرير المعرفة العربي لعام 2009.

تقول صيام “تعمل الشبكة لملء هذه الفجوات من خلال تحفيز الشباب العربي على الابتكار وخلق فرص للتعاون بين الجامعات والشركات والمنظمات غير الربحية.” 

بحسب صيام فإن جهود الابتكار في المنطقة العربية تتزايد بشكل كبير. ولكن، كما تقول، “تعاني معظم المشاريع من البطء، كما أنها محصورة في عدد محدد من البلدان، ويحركها غالباً دوافع تجارية.” 

لمواجهة هذه المشكلات، تقيم الشبكة مؤتمراً سنوياً بقيادة ومشاركة مجموعة من الأكاديميين والباحثين ورواد الأعمال من خريجي جامعة كامبردج. تقول فرح التاجي، مسؤولة العمليات والميزانية في الشبكة، ” يمكن للمبدعين العرب عرض نماذج لابتكاراتهم الخلاقة أمام جمهور واسع من الباحثين والمستثمرين والرعاة.” وتوضح التاجي ” لا يمكننا تقديم الدعم المالي ولكننا نبذل قصارى جهدنا لتوفير فرص كبيرة للتشبيك.”

يواجه داعمو الابتكار في المنطقة تحديات كبيرة. تقول صيام ” نواجه صعوبات في العثور على موارد لمواصلة إقامة الفعاليات بانتظام والحفاظ على الأنشطة اليومية للشبكة.” مشيرة إلى أهمية وجود دعم من قبل الحكومات ورجال الأعمال. تقول ” لايمكننا دعم الابتكار في المنطقة لوحدنا، فنحن متطوعون. هذه مهمة حكومية.” 

لم تتمكن ألاء، لسوء الحظ، من تنفيذ اختراعها بصورة فعلية لعدم توفر التمويل اللازم. لكنها قامت بتسجيل براءة اختراع لحماية ابتكارها من السرقة. تعتقد ألاء أنه حتى وإن لم تتمكن من تنفيذ مشروعها بصورة فعلية إلا أنها تعلمت درساً في غاية الأهمية. تقول ” لايوجد شئ مستحيل.”

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى