أخبار وتقارير

حل جديد لأزمة المياه في المنطقة

الرباط – قبل نحو 20 عاماً، تنبأ نائب مدير البنك الدولي بأن حروب القرن الــ 21 ستشن على المياه.

في ذلك الوقت، كان يحاول أن يلفت النظر إلى مشكلة ندرة موارد المياه العذبة المتزايدة حول العالم. إذ تقدر الأمم المتحدة أن ما يقرب من نصف سكان العالم سيعيشون على أراضي تعاني من نقص المياه بحلول عام 2030، وأن عدداً كبيراً منهم يعيش في العالم العربي.

يود أحد المهندسين المغاربة مساعدة بلده للتخلص من الجفاف المقبل عن طريق نظم محطات مياه صغيرة النطاق لتحويل مياه البحر المالحة إلى مياه شرب عذبة. إلا أن خبراء آخرين أعربوا عن شكوكهم في واقعية النظام الجديد الناحية المالية.

تشير إحصائيات البنك الدولي إلى أن أكثر من ثلث المجتمعات الريفية في المغرب تفتقر الوصول للمياه العذبة بطرق حديثة مثل الصنابير الخاصة والعامة. ولا تزال الكثير من القرى تعتمد على الآبار الغير محمية، التي قد تجف تدريجياً. يقول محمد طاهري، وهو مهندس بجامعة محمد الخامس بأجدال في الرباط، “يعيش المغاربة في منطقة شبه قاحلة، ومن الوارد أن التغير المناخي سيؤدي لانخفاض توافر المياه في البلاد.”

وفي نفس الوقت، تفتقد المغرب خاصية الاستقلال من حيث الطاقة. يقول طاهري “نحن من الدول العربية التي التي لا تمتلك نفطاً.” ويضيف “لكننا لدينا ساحل شاسع والكثير من الشمس. وبالنسة إلي، فهذا سبب منطقي لاستخدام الطاقة الشمسية لتحلية المياه. الفكرة هي أن تقدم حلاً من مشكلتين.”

يقوم طاهري بتطوير نموذج أولي لمحطة تحلية تعمل بالطاقة الشمسية الصغيرة، طولها 2 متر×1.5 متر عرض. تقوم محطته التي ما تزال في طور التجربة بتسخين ماء البحر، ثم يتم إدخال الهواء الجاف إلى النظام، حيث يتم امتصاص الرطوبة من البخار. ينتقل الهواء بعدها إلى غرفة أخرى حيث يتم تبريده لإستخراج مياه  كمياه الأمطار خالية من الملح. يقول طاهري “نحن نحاول محاكاة دورة المياه الطبيعية على نطاق صغير.” الفرق الوحيد بين ما يحدث في الطبيعة هو أن في الغرفة الأولى يتبقى محلول ملحي مركز بشكل كبير يتم تخلص منه.

لا يُقدر طاهري كم ستكلف إحدى وحداته، قائلاً بأن لديه الكثير ليقوم بتطويره قبل أن يستطيع تقديم رقماً دقيقاً. ولكنه قال إنه يود أن يرى محطاته الصغيرة على طول سواحل البحر المتوسط والمحيط الأطلسي في المجتمعات الريفية. “إن قدرة الهواء على امتصاص الرطوبة ليست كافية للقيام بهذا على نطاق كبير، فلن ترى محطة كبيرة في الدار البيضاء.”  توفر  المحطات إمدادات مياه كافية لما يقرب من 30,000 منزل وفقاً لحساباته.

يقول يوق يورام كوهين،  مهندس كيميائي في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، “يبدو أنه اقتراح مكلف للغاية”. على مدى السنوات الماضية، تعاون كوهين مع وفود من وزارة الزراعة والمياه من المملكة العربية السعودية بشأن قضايا تحلية المياه. ويضيف “يظن الناس أن الطاقة الشمسية مصدر مجاني للطاقة. لكنهم ينسون أن تركيب اللوحات وحدها يعني تكلفة كبيرة مقدماً.”

بجانب مصادر الطاقة، يعتقد كوهين أن وسيلة بديلة لتحلية المياه تسمى “التناضح العكسي” ستكون خطة أكثر عقلانية وأقل تكلفة. وهي تنطوي على دفع مياه البحر من خلال غشاء صطناعي تحت ضغط عال. تعتبر جزيئات الملح كبيرة جداً على المرور عبر الغشاء وبالتالي فإن النتيجة هي مياه عذبة على الجانب الآخر. تستخدم هذه العملية الطاقة فقط في المضخة، في حين أن محاكاة دورة المياه تعني استخدام الطاقة لتسخين المياه والمزيد من الطاقة لاحقاً لتبريد الهواء.

قبل أن يحدد طاهري تكلفة وحدات تحلية المياه الصغيرة الخاصة به، يقوم بالعمل على اتقان مستويات درجات الحرارة، والرطوبة، والضغط لاستخراج أقصى حد ممكن من المياه العذبة.

لا يمكن لكوهين أن يتحدث عن نموذج طاهري دون رؤية التفاصيل. لكنه قال إن محطة تحلية المياه التي توفر المياه العذبة إلى حوالي 50 منزلاً في المجتمعات الأمريكية النائية ستكلف ما بين 150,000 إلى 200,000 دولار. (المنزل الأمريكي المتوسط يستهلك مياهاً أكثر بنسبة 40 في المئة من نظيره المغربي).

وبينما لا يزال  كوهين متشككاً من الناحية المالية العملية للاقتراح، إلا أن طاهري يأمل في أن يساعد الاستثمار الخاص في دعم بعض التكاليف، يقول “إذا أرادت شركة جنرال إلكتريك أو أي أحد في مساعدتنا، فأموالهم مرحب بها.”

Countries

‫2 تعليقات

  1. اضن ان التناضح العكسي RO قد بلغ مشوار ممتاز من ناحية التكلف وسهولة التعامل معه وكذلك النتائج المتطورة والمجدية…فقط يمكن الاستفادة من الطاقة الشمسية لتوفير الكهرباء لتشغيل مضخات دفع المياه خلال وحدات التناضح العكسي…طبعا نسبة الملح والأملاح في مياة البحر عالية جدا تصل إلى
    60,0000 وحدة ذائبة TDS مقارنة بالمياة العادية 180-900 TDS ولذلك يجب عدم التوقع للحصول على ميزة عذبة جدا أي لابد من تحمل قليل من طعم الملوحة في الماء المنتج…

  2. مع احترامى لفكرة الباشمهندس طاهرى , لكن أبحاثى فى موضوع المياه قد مرت على ما يقول وتجاوزته , وتبين لى أمران :
    الأول : إمكانية استخدام جهاز تجفيف اللبن بالرذاذ كجهاز تحلية مع بعض التعديلات عليه .
    والثانى : أن تجميد الماء المالح كنمط تحلية أقل كلفة وأقل استخداما للطاقة من تسخين المياه وتبخيرها وتقطيرها ولو تحت ضغط .
    وأخيرا أؤكد على أن حل مشكلة المياه غالبا سيخرج من داخل مبنى نقابة المهندسين المصريين , وإحدى أفكارى المبتكرة فى هذا الصدد قد استقيتها من سير العمل فى البنزينة المقابلة للمبنى .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى