أخبار وتقارير

مشروع جديد لترجمة كتب عن الديمقراطية

بيروت— يتعاون مركز دراسة الديمقراطية والتسامح والدين في جامعة كولومبيا مع شركة المطبوعات للتوزيع والنشر في بيروت لترجمة عشرات الكتب حول الديمقراطية والمنشورة باللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية. حيث سيتم لاحقاً توزيع الكتب في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. 

يعتقد ناشرو الكتب أنها ستكون مصدراً حيوياً للباحثين العرب والطلاب وصانعي السياسات. قالت عزة الطويل، مديرة النشر في شركة المطبوعات للتوزيع والنشر “تمتاز هذه الكتب بكونها أكاديمية، تستهدف الممارسين وغيرهم من المهتمين، كما يمكن أن يقرأها الجمهور العام أيضاً.” مضيفة أن بعض الكتب ” مناسبة لطلاب الجامعات الجدد أو الذين يحضرون لنيل شهادة الدكتوراة.” 

بدورها، قالت كارين باركي، مدير الدراسات الجامعية في مركز دراسة الديمقراطية والتسامح والدين في جامعة كولومبيا “وجدنا عدداً قليلاً جداً من الكتب باللغة العربية التي تبحث في النظم الديمقراطية في العالم. ومؤخراً بدأت الكتابة عن التحولات الديمقراطية في الدول العربية، وبالتأكيد سيكتب المزيد في المستقبل.”

يهدف المشروع إلى تحسين الوصول إلى معلومات عن أصناف من الحكومات التمثيلية والمسارات والعثرات المحتملة في عملية التحول الديمقراطي. كما يسعى المشروع إلى توفير دراسات حالة مفصلة حول التحولات الديمقراطية في دول مثل اندونيسيا وتركيا واسبانيا. قالت باركي ” قد يعود واضعو السياسات والباحثون إلى هذه الكتب عند وضع الهياكل الحكومية والتشريعات.” 

يستخدم مصطلح الديمقراطية على نطاق واسع في العالم العربي، بحسب ما تقول الطويل، ولكنه غالباً ما يكون غير مفهوم تماماً. لذا يعمل المشروع على توفير فهم أفضل للموضوع ” تقدم العناوين المختارة أسس لمناقشات سياسية للمساعدة في دمج مفاهيم الديمقراطية في عقول الناس.” 

صدر أول كتاب في هذه السلسلة مؤخراً بعنوان الديمقراطيات في خطر والذي حرره البروفيسور ألفريد ستيبان أستاذ الحوكمة في جامعة كولومبيا والرئيس المؤسس جامعة الأوروبية المركزية. يناقش الكتاب النقاط الأكثر صعوبة في عمليات التحول الديمقراطي: الصراعات العرقية والوطنية، والأمن الداخلي ودور الشرطة والجيش، وتقاسم السلطة في النظم الرئاسية وشبه الرئاسية.

كما يتم العمل على ترجمة كتاب عن الديمقراطية تحرير روبرت دال، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ييل. وكتاب أنماط الديمقراطية: أشكال الحكم وأداؤها في ست وثلاثين دولة تحرير أريند لييبهارت، أستاذ العلوم السياسية في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو والمعروف بدراساته المقارنة للمؤسسات الديمقراطية. 

https://www.bue.edu.eg/

قالت الطويل ” من الضروري بالطبع تعميق المعرفة الديمقراطية كمفهوم سياسي. لكن من المهم أيضاً اعتبارها عملية معرفية وأسلوب حياة.”

يسعى مركز دراسة الديمقراطية والتسامح والدين للعمل على كلاسيكيات العلوم الاجتماعية ذات التأثير الكبيرو التي ولدت العديد من المناقشات حول التحولات الديمقراطية والعوامل التي تؤثر عليها. يعتبر هذا المشروع هو أول مشروع ترجمة للغة العربية للمركز. 

قالت باركي ” مع صدور الكتب، نقوم بقراءتها وتقييم جودتها ومن ثم نختار الأفضل ليضاف إلى قائمة الكتب التي نسعى لترجمتها.”

لا تتوفر إحصاءات موثوقة عن حجم الأعمال المترجمة إلى اللغة العربية، مما يجعل من المستحيل تقدير عدد الأعمال المترجمة سنوياً. قدر تقرير التنمية البشرية العربية لعام 2003 المتوسط السنوي بـ 330 عنوان مترجم فقط. بينما يقدر أستاذ الأدب العربي ريتشارد جاكوموند إجمالي عدد العناوين المترجمة سنويا في العقد الماضي بحوالي 2000 عنوان.

وبحسب الطويل، فهناك نحو 1500 ناشر في جميع أنحاء المنطقة العربية. ” إذا قام كل ناشر بترجمة كتاب واحد في العام، فسيكون لدينا 1500 كتاب مترجم سنوياً.”

تعتزم شركة المطبوعات للتوزيع والنشر توزيع الكتب المترجمة في جميع أنحاء العالم العربي من خلال القنوات الأكاديمية والتجارية، مثل معارض الكتب. ستقوم الشركة أيضاً بتوزيع الكتب لدول غير عربية مثل تركيا وإيران والولايات المتحدة وكندا وفرنسا. إضافة إلى توفير إصدارات الإلكترونية من الكتب ليتم توزيعها عبر المنصات الرقمية في العالم العربي وعبر موقعها الإلكتروني. 

يدرك ناشرو الكتب التحديات التي تواجه مشروعهم بما في ذلك مشكلة التوزيع بسبب ارتفاع تكاليف الشحن في المنطقة، إضافة إلى القرصنة ورقابة الحكومة التي أصبحت أمراً واقعاً لايمكن للناشرين إنكاره. قالت الطويل “تخضع العديد من منشوراتنا للرقابة. نحن لا نمانع في ذلك.” 

تدرك الطويل أيضاً أن العنف المتزايد في المنطقة يخرج الكتب من قائمة أولويات الكثيرين. ” يكافح الناس من أجل توفير احتياجاتهم الأساسية، والقراءة بالطبع في أخر أولوياتهم. إنه أمر محزن ولكنه مفهوم، خاصة إذا نظرنا إلى الأوضاع السياسية والاجتماعية.”

Countries

‫2 تعليقات

  1. بعد التحية،

    يسعدني ان اعرفكم بنفسي… انا مترجمة مصرية ذات خبرة طويلة… اعجبتني فكرة ترجمة هذه النوعية من الكتب… وأود إن أمكن أن تتاح لي فرصة
    المشاركة فيها…

    مع الشكر وتمنياتي بالتوفيق

    نشوة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى