أخبار وتقارير

داعش تغلق ثماني جامعات في العراق

أغلقت ثماني جامعات في شمال العراق أبوابها، ولا يبدو أنها ستُفتح قريبًا بعد اجتياح المقاتلين المتطرفين للمنطقة. فبعد هروب الطلاب وأعضاء هيئة التدريس بسبب قدوم مسلحين تنظيم “الدولة الإسلامية”، المعروف إعلاميا بـ”داعش”، استقر المسلحون في مهجع في أحد المباني، بينما يستخدم الجنود العراقيون مبنى آخر كمقر لهم. تحاول الحكومة العراقية استعياب الطلاب اللاجئين الذين غمروا المباني التي لا تزال تحت سيطرة الحكومة.

أعلن علي الديب، وزير التعليم العالي، عن إغلاق ثماني مؤسسات تعليمية واصفاً الأوضاع بـ” المأساوية” خلال مخاطبته البرلمان العراقي في 21 أب/أغسطس. حيث أُغلقت مؤسسات كبيرة مثل جامعة الفلوجة، وجامعة الموصل، وجامعة تكريت. كما أُغلقت مؤسسات عامة جديدة ومدارس خاصة أصغر حجمًا وجامعات إسلامية التوجه في أقاليم الدولة الإسلامية.

تحولت جامعة تكريت، والتي تستوعب 16000 طالب، إلى منطقة حرب. إذ دُمر جناح المستشفى التعليمي والذي كان يضم 150 سريرًا للسيدات والأطفال. كما استولت القوات العراقية على جامعة تكريت.

وقال تمام نزار، 21 عامًا وطالب في علوم الحاسب والرياضيات في جامعة تكريت ” أخذ الجيش كلية الزراعة كمقر له منذ شهرين. وكل المعارك تجري هناك.”

يعيش الطلاب والأساتذة الذين تعلموا أو درَّسُوا في المناطق الخاضعة لسيطرة الدولة الإسلامية، والتي أعلنها المسلحون خلافة جديدة، في حالة غير مستقرة مع قرب بداية العام الدراسي. في نهاية فصل الربيع وخلال فترة الامتحانات هجمت الدولة الإسلامية، واضطر الكثير من الطلاب إلى الهرب في الوقت الذي كانوا ينتظرون تسلم درجاتهم.

قالت نوران الجبوري، طالبة في طب الأسنان في جامعة تكريت والتي انتقلت إلى مسقط رأسها في كركوك، وهي بلدة تسيطر عليها القوات الكردية ” تم إخلاء الجامعة ولا يزال أمامي أربعة امتحانات ولكن يبدو أنه من المستحل إجراؤها، لقد تحولت الجامعة إلى ساحة حرب.”

بدورها، قالت غيداء الرسول، أخصائية في علم الأحياء في جامعة الموصل “إن الإداريين تصرفوا بحكمة بالغة بغلقهم للجامعة في 6 حزيران/يونيو عندما اجتاح المسلحون سامراء، وهي بلدة بين موصل وبغداد؛ حيث أُجبرت جامعة سامراء والتي أسست منذ عامين على غلق أبوابها. ولا توجد أية خطط لإعادة تشغيل أيٍّ منهما.” مضيفة “حافظ المحاربون في الدولة الإسلامية بصورة عامة على جامعة الموصل سليمة؛ لأنهم يعيشون فيها ويستخدمون مرافقها بما في ذلك الأسلحة والتجهيزات الأمنية الخاصة بأمن الجامعة. قطعت الحكومة العراقية الكهرباء عن المبنى الجامعي ودمرت أجزاء من أبنية الجامعة أثناء قصف محاربي الدولة الإسلامية.”

وأكدت غيداء أن”كل المختبرات العلمية سليمة وآمنة، لم تنهب إلا كلية الزراعة. لكن محاربي الدولة الإسلامية لسوريا والعراق أوقفوا ذلك. فهم المجموعة الوحيدة الباقية في الجامعة الآن. وقد استولوا على كافة السيارات والأسلحة في الجامعة.”

وبحسب غيداء فإن الفصول الدراسية لفصل الخريف لم تكن ستقدم بعد اندلاع الحرب حتى لو لم يستولِ محاربو الدولة الإسلامية على المبنى الجامعي.

وقالت غيداء في إشارة إلى الرحلة من وإلى موصل باعتبارها ثاني أكبر مدينة في العراق مليئة بالمخاطر، “لن تسمح أية أسرة لابنها أو ابنتها بالذهاب إلى الجامعة. فكافة الطرق إلى موصل غير آمنة وقد تحولت كلها إلى ساحات معارك، فكيف يمكن أن تستأنف الامتحانات. وأنا لا أدري ماذا سيكون مصير هؤلاء الطلاب.”

في الأبنية الجامعية في المناطق التي احتلتها الدولة الإسلامية مثل جامعة الأنبار في الرمادي، يحاول الإداريون أن يستعدوا لبداية الفصل الدراسي، لكن حاليًّا لا تزال المدارس في العطلة الصيفية.

لم يتضح بعد إذا كان الكثير من الطلاب سيعودون إذا فتحت المدارس. وصفت نوران الجبوري تجربتها في الهرب إلى تكريت، مسقط رأس الدكتاتور العراقي السابق صدام حسين، بأنها مؤلمة. وقالت “كان هناك أفراد من محاربي الدولة الإسلامية لسوريا والعراق أحرقوا نقاط التفتيش والحافلات، خفت كثيرًا. وكان هناك نقاط تفتيش أخرى تابعة لمحاربي الدولة الإسلامية لسوريا والعراق كان أفرادها من العراقيين والعرب يرتدون سراويل أفغانية ولحاهم طويلة.”

تعيد بعض الجامعات في أراضي الدولة الإسلامية فتح أبوابها ببطء؛ حيث يسمح المسلحون لأعضاء هيئة التدريس من غير المسيحيين أو اليزيديين أو غيرها من الأقليات الدينية بالعودة إلى العمل.

لكن حتى عندما تسمح لهم الدولة الإسلامية بالعودة إلى وظائفهم، يفرض الإسلاميون الراديكاليون رؤيتهم على المناهج والسياسات الجامعية، بما في ذلك التفريق بين الجنسين، وإجبار الإناث على تغطية وجوههن، ومنع أقسام الفنون واللغات والمواد المتعلقة بالثقافة الأوروبية والتاريخ وما شابهها من موضوعات.

تعقد بعض الجامعات في المناطق الخاضعة تحت سيطرة “داعش” بعض الفصول الدراسية في جامعات أخرى في المناطق الكردية أو الخاضعة لسيطرة الحكومة، مما يمنح الطلاب فرصة استكمال دراستهم والحصول على الدرجة الأكاديمية. فيمكن لطلاب جامعة تكريت الدراسة في جامعة كيركوك على سبيل المثال.

ويستمر النظام في العمل تحت ضغط شديد. إذ لم يحصل معظم الأساتذة في الجامعات المغلقة على رواتبهم لشهور، على الرغم من استعدادهم للعمل في مرافق بعيدة.

وقال الديب، وزير التعليم العالي “إن التأكد من وجود أماكن للطلاب لاستئناف دراستهم كان مهمة شاقة ومكلفة.” مضيفاً “بلغ عدد الطلاب النازحين الآلاف. ومن ثم علينا أن نخصص أموالاً لبناء قاعات جديدة للمحاضرات في المباني البديلة لاستيعاب الطلاب وأساتذتهم.”

وعلى الرغم من ذلك، فإنه لا يزال يحدوه الأمل في تغيير الوضع القائم حاليًّا مع وجود بعض الانتصارات للحكومة العراقية والقوات الكردية ضد الدولة الإسلامية. “نحن الآن في الإجازة الصيفية. وسننتظر شهرًا آخر لنرى إمكانية استئناف الدراسة من عدمه.”

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى