أخبار وتقارير

العنف في اليمن يغلق الجامعات

صنعاء —اضطرت ثلاث جامعات وجميع المدارس في العاصمة اليمنية إلى إغلاق أبوابها حتى إشعار آخر، بعد اندلاع اشتباكات بين المتمردين المسلحين وقوات الجيش.

يعود النزاع بين الحكومة والمسلحين الحوثيين، الذين ينتمون الى المذهب الزيدي الشيعي، إلى عام 2005. إذ يسعى الحوثيون للاستيلاء على المناطق الشمالية، كما تمكنوا مؤخراً من الاستلاء على المزيد من المناطق.

في 16 أيلول/ سبتمبر، شهدت صنعاء نوعاً من الفوضى لم تشهدها منذ عام 2011، حيث دعا المتمردون الحكومة إلى التنحي. وتعرضت العاصمة إلى قصف وإطلاق نار مع وصول ميليشيات الحوثيين من محافظة صعدة، شمال اليمن، وسيطرتهم على مواقع استراتيجية، بما في ذلك العديد من المباني الحكومية ومنزل قائد عسكري.

المؤسسات التعليمية كانت أيضاً تحت مرمى النيران. حيث سقطت قذائف داخل حرم جامعة صنعاء بالقرب من سكن الاساتذة. اقتصرت الخسائر على الموجودات المادية من دون وقوع ضحايا في صفوف المدنيين. إلا أن الجامعة، التي تعد أكبر وأقدم جامعة في البلاد، أغلقت أبوابها.

قال عبد الحكيم الشرجبي، رئيس جامعة صنعاء، ” قررنا إيقاف كل الدروس لحماية أرواح الطلاب والأساتذة.” وألقى الشرجبي باللوم على كل أطراف النزاع “الجميع مسؤول عن كل قطرة دم، وكل التخريب وتأجيل العام الدراسي.”

كما أغلقت جامعة الإيمان، شمال غرب صنعاء، أبوابها أيضا خاصة بعد محاولات الميليشيات الحوثية السيطرة على تلة مقابلة لموقع الجامعة وانتشار الجيش في المناطق المحيطة بالجامعة وداخلها بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء اليمنية.

وتحسباً لأي خطر، قررت جامعة العلوم والتكنولوجيا إيقاف الدراسة حتى انتهاء عطلة عيد الأضحى المبارك. في الوقت نفسه، أعلنت وزارة التربية والتعليم تعليق الدراسة في جميع المدارس في المدينة حتى إشعار آخر.

وبحسب التقديرات الرسمية، قتل نحو 200 مدني وعسكري خلال المواجهات الأخيرة وجرح نحو 461 أخرين.

قال علي البريهي، نائب عميد كلية الاعلام في جامعة صنعاء، “أطالب جميع القوات والأحزاب السياسية باختيار مكان أخر للنزاع بعيد عن المدارس والجامعات والمناطق السكنية. لقد دبوا الخوف والرعب بين صفوف الطلاب والأساتذة وأولياء الأمور. يخاف الكثيرون من العودة للفصول الآن.”

في 21 أيلول/ سبتمبر، وقعت فصائل الحوثيين والحكومة اليمنية على اتفاق سلام بواسطة الأمم المتحدة.مع ذلك، لا يلوح الاستقرار السياسي في الأفق. كما يعاني الكثير من الطلاب من ذكريات سيئة بسبب الأحداث الأخيرة.

قالت ابتسام عبدالله، طالبة سنة ثانية في كلية الأداب في جامعة صنعاء، “كان يوماً رهيباً. لم أنتبه لاتصالات أهلي المتكررة لكون موبايلي في وضع الصامت. عندما خرجت من الجامعة، وجدت والدي بانتظاري قرب بوابة الجامعة. ركضنا جميعاً من الخوف.”

دب الذعر في قلوب الأساتذة أيضاً.

قال طارق الأغبري، أستاذ في كلية الزراعة جامعة صنعاء ” كنا قلقين بشدة على زملائنا في السكن الجامعي. اضطروا للمغادرة لمنازل بعض أقاربهم في المدينة. كما عاد كثيرون منهم لقراهم خوفاً من استمرار العنف.”

عاد محمد الجميمي، طالب سنة رابعة في كلية التجارة مع عائلته إلى قريته في محافظة ذمار جنوب 120 كيلو متر صنعاء. قال “لم يعد الوضع أمناً هنا. لقد استهدفوا الجامعة. لاشئ مضمون حتى بعد توقيع اتفاقية السلام، فالسلاح مازال منتشراً في كل مكان.”

تبدي سلوى، طالبة سنة أولى في كلية الطب، مخاوف أكبر. قالت “منعي أهلي من الذهاب للجامعة حتى قبل أن تغلق أبوابها نظراً لوقوعها في مكان قريب من منطقة الاشتباكات. بعد الأحداث الأخيرة، أخشى أن لايسمحوا لي بالذهاب للجامعة مجدداً.”

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى