أخبار وتقارير

بداية متشنجة للعام الدراسي في غزة

التحق معظم الطلاب العرب بجامعاتهم وبدأوا بمراجعة دروسهم. لكن في غزة، عاد الطلاب لمقاعدهم الدراسية المدمرة وصفوفهم المتداعية بعد أكثر من شهر على انتهاء الحرب الإسرائيلية على القطاع.

يدرك طلاب غزة حجم الصعوبات التي تلف عامهم الدراسي الجديد.

تقول أميرة شنان، 19 عاماً طالبة أدب إنكليزي في جامعة الأزهر، “سابقاً، كنا نحصل على التيار الكهربائي لمدة 9 ساعات فقط. اليوم، نحصل عليه لست ساعات فقط وأحياناً أقل. في بعض الأوقات، لاتتوفر المياه أيضاً.”

في 26 أب/ أغسطس، انتهى الهجوم الجوي والبري الإسرائيلي، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 2.100  فلسطيني وجرح آلاف آخرين، بعد هدنة مؤقتة بواسطة مصرية. لكن الأضرار التي لحقت بالمباني الجامعية والمدرسية تسببت في تأخير إنطلاقة العام الدراسي لمدة ثلاثة أسابيع.

تضررت  نحو 277 مدرسة في غزة نتيجة الهجمات، وفقاً للتقرير الأخير لوزارة التربية والتعليم الفلسطينية. كما كانت مؤسسات التعليم العالي في  مرمى النيران الإسرائيلية، حيث تعرضت 12 جامعة ( 3 جامعات حكومية و9 خاصة) إلى تدمير كلي أو جزئي بسبب القصف لتبلغ قيمة الاضرار الكلية 11 مليون دولار أميركي.

يقول يحيى السراج نائب رئيس الشؤون الخارجية في الجامعة الإسلامية في غزة،”أعاقت الحرب عملنا. لكن موظفينا يبذلون مافي وسعهم لاستئناف عملهم خاصة بعدما تسبب الهجوم على مبنى الإدارة بتلف أجهزة الكمبيوتر وفقدان قواعد البيانات والملفات والوثائق.”

تعرضت الجامعة الإسلامية في غزة، من أكبر وأقدم المؤسسات الأكاديمية في القطاع، إلى هجوم من قبل الطائرات الإسرائيلية تسبب بتدمير مبنى الإدارة الرئيسي. لكن الجامعة فتحت أبوابها مجدداً في 20 ايلول/ سبتمبر.

كما تعرضت الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، واحدة من مؤسسات التعليم المهني الرئيسية في غزة والتي تضم نحو 9.000 طالب وطالبة، إلى أضرار بليغة قدرت بـ3 ملايين دولار أميركي. إلا أنها تمكنت أيضاً من فتح أبوابها للعام الدراسي الجديد.

يقول المتحدث باسم الجامعة محمد العشي،”لقد تمت إزالة الأنقاض بمشاركة تطوعية من جميع العمال والموظفين. بالطبع، إعادة الإعمار جزئية نظراً لنقص مواد البناء والموارد بسبب الحصار.” مشيراً الى الحصار المفروض منذ سبع سنوات من قبل إسرائيل على قطاع غزة، والذي يقيد استيراد مواد البناء وغيرها. يقول العشي “ليس لدينا خيار آخر سوى الاستمرار.”

بدورهم، يحاول الطلاب أيضا المضي قدماً رغم تأثير الحرب السلبي على دراستهم.

خلال الحرب، توقف الفصل الدراسي الصيفي. وقال الطلاب إنهم لم يتمكنوا من مغادرة منازلهم والالتحاق بالدروس بسبب الضربات الجوية. مما تسبب في ضغط الجدول الزمني  للمقررات الدراسية  لوقت قصير جداً.

يقول محمد أبو زنون، طالب طب في السنة الخامسة في جامعة الأزهر ويبلغ من العمر 22 عاماً، “في أوقات الهدنة، كنا نحضر الدروس. لكن العدوان الإسرائيلي استغرق (أسابيع)، وعليه تم ضغط برنامج الفصل الصيفي لبضعة أسابيع. لقد نجونا للتو من العدوان الإسرائيلي، وكان علينا دراسة كمية ضخمة من المعلومات في وقت قصير جداً ومن ثم التقدم للامتحانات. كان كل شيء مرهق ومجهد.”

ترك العدوان الإسرائيلي آثاراً نفسية سلبية أيضاً. يقول أبو زنون ” لقد ترك ندبة عميقة في داخل كل منا. نحن الفلسطينيون معرفون بقدرتنا على تحمل الصعوبات. لكن العدوان الإسرائيلي الأخير كان ثقيلاً وعنيفاً حقاً. كان غير متوقع.”

أظهرت دراسة حديثة، أعدتها جامعة ليستر وجامعة القدس الفلسطينية وتم نشرها في المجلة العربية للطب النفسي، أن المراهقين في قطاع غزة يعانون من اضطرابات القلق نتيجة تعرضهم للحرب. كما تعاني الإناث من الصدمة أكثر من الذكور بحسب الدراسة.

يقول البروفيسور بانوس فوستانيس، الذي قاد الدراسة في بيان صحفي،”يمتد الأثر السلبي على الصحة العقلية لهؤلاء الشباب بسبب تفاقم الفقر أيضاً، وهو مرض متوطن في غزة. يعاني الكثيرون من ضربة مزدوجة اليوم.”

تركت الحرب الأخيرة الناس من دون مأوى أو مصدر للدخل، إذ تعرضت المعامل والشركات للتدمير أيضاً.

لايبدو الكثير من من الطلاب قادرين على تسديد الرسوم الجامعية هذا العام. في 17 أيلول/ سبتمبر، تظاهر مجموعة من الطلاب أمام الجامعات مطالبين بإعفائهم من الرسوم. يقول السراج نائب رئيس الجامعة الإسلامية للشؤون الخارجية إن أكثر من 60 في المئة من طلاب الجامعة لا يستطيعون دفع الرسوم الدراسية هذا الفصل الدراسي.

تقول دانيا صلاح، طالبة في السنة الثانية في الجامعة الإسلامية،”لقد فقدنا بيوتنا والعديد من أفراد عائلتنا، كثيرون منا بلا معيل اليوم. ليس بإمكاننا دفع الرسوم.”.

 في الوقت نفسه، يعيش ما يقارب 65 ألف نازح في حوالي 25 مدرسة تابعة للأمم المتحدة للآن. مما يزيد من اكتظاظ مدارس غزة ويعرقل التعليم، وفقاً لبيان صدر مؤخراً للأمم المتحدة.

تقول آلاء أبو العينين، طالبة ماجستير في الجامعة الإسلامية ومعلمة في مدرسة ابتدائية، إن الجميع بدءاً من طلاب الصف الأول الإبتدائي وحتى طلاب الجامعات خسروا شيئاً خلال الحرب الأخيرة. لذلك فإن تجاوز ما حدث ليس سريعاً.

تقول” يعيش تلاميذي في ظروف سيئة جداً، ليس لديهم ما يرتدونه بعد قصف بيوتهم خلال الحرب. إنهم يأتون إلى المدرسة بدون أي شئ. لا أحد لديه حماس للدراسة.”

https://www.bue.edu.eg/

تبدو ألاء متشائمة بشأن مستقبلها الشخصي أيضاً. تحاول تغيير عملها والتحول للعمل التجاري عوضاً عن التعليم. لكنها تقول إن فرص نجاحها ليس مؤكدة. “لقد انجزت الكثير من أجل شهادة الماجستير، لا أريد التوقف في منتصف الطريق. هذا مكلف أيضاً. لكن بمجرد أن أنتهي من دراستي، ماذا يمكن أن أعمل؟”

ساهم في إعداد التقرير: جنيفر كولينز في برلين، يوسف الحلو في لندن، لارا عبد الرحمن من  مدينة غزة، ومحمد عوض في مدينة غزة.

Countries

تعليق واحد

  1. العراق يتعرض لمشاكل جمة في التعليم …. اهمها نزوح العوائل وثانيا المناهج التي اكل الددهر عليها وشرب
    ثالثا التسرب الدراسي
    رابعا المستوى المتدني للوسائل التعليمية والمعلمين الذين لايتعاملون مع الطلبة وفق منظور متطور ووووو

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى