أخبار وتقارير

دراسة تساعد الأهالي على موازنة جودة التعليم بالتكلفة

على الرغم من كون استراليا من أكثر الدول غلاء بالنسبة للطلاب الدوليين، إلا أنها احتلت المركز الرابع فيما يخص جودة التعليم بالنسبة لأولياء الأمور بحسب دراستين صدرتا مؤخراً. إذ تشير دراسة نشرت الشهر الماضي من قبل  مصرف HSBC إلى أن استراليا وجهة مكلفة جداً بالنسبة للطلاب الدوليين، حيث يبلغ متوسط التكلفة السنوي 42.093 دولار أميركي. لكن دراسة سابقة لنفس المؤسسة أظهرت استراليا في المركز الرابع فيما يخص تصور أولياء الأمورعن جودة التعليم في البلاد.

شملت الدراسة أراء 4.500 من أولياء الأمور في 15 دولة لتحديد الدول الثلاث التي يعتقدون أنها تقدم أفضل جودة في التعليم الجامعي. ( ربما يرد الأكاديميون الاستراليون على الانتقادات بأن البلد بعدد سكانه القليل، يمتلك 7 جامعات من أفضل 100 جامعة في العالم).

ووجدت الدراسة، التي أعدتها شركة  ايبسوس موري لأبحاث السوق ومقرها المملكة المتحدة، أن 51 في المئة من أولياء الأمور الذين شملهم الاستطلاع وضعوا الولايات المتحدة في المركز الأول فيما يخص جودة التعليم. وبينما ينظر إلى الولايات المتحدة على أنها تقدم أفضل تعليم، فإنها حلت في المركز الثالث من حيث التكلفة بمتوسط سنوي يبلغ 36.564 دولار اميركي. بطبيعة الحال، يحتاج الطلاب العرب لإضافة تكاليف السفر الباهظة أيضاً.

تحتل المملكة المتحدة المركز الثاني فيما يخص جودة التعليم. واعتبرها 38 في المئة من الأهالي ضمن المراتب الثلاث الأولى. لكنها حلت في المركز الرابع فيما يتعلق بارتفاع التكاليف بمعدل سنوي يبلغ 35.045 دولار أميركي.

في المقابل، تعتبر ألمانيا من أرخص الدول المتقدمة بالنسبة للطلاب الدوليين بتكلفة رسوم ومصاريف معيشة تبلغ 6.285 ألف دولار أميركي سنوياً. كما تحتل المركز الثالث فيما يخص جودة التعليم.

لم تشمل الدراسة الدول العربية، إلا أن التصور حول أفضل الوجهات للتعليم تبدو واحدة بالنسبة لأولياء الأمور في المنطقة العربية.

تعتقد نرمين طوبالا، أم لطفلين وتعيش في دبي، أن  للولايات المتحدة والمملكة المتحدة تقدم أفضل الفرص التعليمية لإبنها البالغ من العمر 15 عاماً، على الرغم من دراسته بالفرنسية في المدرسة. تقول “عندما تنظر إلى ترتيب  أفضل 10 جامعات، تجد أن معظمهم من هاتين الوجهتين.” مضيفة أن تصنيف الجامعات أمر أساسي لاختيار الجامعة. “أنت تتحدث عن أكسفورد وهارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة كامبريدج.” ولأن معظم الناس في دبي هم من العمالة الوافدة، فإن الأهالي، بحسب طوبالا، يرسلون أبنائهن للدراسة الجامعية في بلدانهم الأصلية أو إلى الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة.

انتقل ابنها علي سيف الدين إلى مدرسة تعلم الإنكليزية بهدف اكتساب مهارات جديدة، بما في ذلك العرض والاتصال والأنشطة اللاصفية التي تعتقد والدته أن المدارس الفرنسية لا تقدمها. يستعد علي أيضا للالتحاق بمخيم صيفي في إحدى الجامعات الأميركية في العام المقبل. حيث تأمل أسرته  بمساعدته للوصول إلى الجامعة التي يختارها.

لا يبدي الكثير من أولياء الأمور إهتماماً بالدراسة في فرنسا. يقول علي ” لا أعتبر فرنسا بمستوى جودة المملكة المتحدة أو الولايات المتحدة.” مضيفاُ “نسمع عن الجامعات الكبرى مثل هارفارد، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة أكسفورد، ولكن فرنسا، أعرف فقط جامعة السوربون.”

وبالمثل، تركز ندى الشامي، 17 عاماً طالبة في مدرسة فرنسية في القاهرة، على الولايات المتحدة كخيار أول للدراسة الجامعية، ثم فرنسا. تقول”أرغب باستكمال تعليمي باللغة االانكليزية لأنها ستكون أفضل لمستقبلي المهني.” مضيفة أنها ورغم اعتقادها أن المملكة المتحدة تقدم تعليماً جيداً، إلا أن البلد تبدو أكثر صرامة  فيما يخص مستوى اللغة الانكليزية المطلوب مقارنة بالولايات المتحدة. لذلك فإنها لا تضع المملكة ضمن خياراتها لعدم ثقتها بقدراتها اللغوية.

تشجع والدتها، رانيا الشربيني، فكرة دراستها في الولايات المتحدة فقط في حال كانت ستلتحق بواحدة من جامعات ايفي ليج. خلاف ذلك، تقول الشربيني، إنها تفضل فرنسا، البلد الأرخص والأقرب جغرافياً. تقول “إذا درست ابنتي في فرنسا، يمكنني السفر إليها في غضون أربع ساعات إذا كانت بحاجة لي. لكن لو تم قبولها في في جامعات ايفي ليج، فلا يمكنني أن أدعها تخسر هذه الفرصة.”

وسواء كانت رغبة أولياء الأمور بإرسال أبنائهم وبناتهم للدراسة في جامعات الصف الأول في  المملكة المتحدة أو ايفي ليج في الولايات المتحدة واقعية أو لا. فإن جامعة هارفارد، على سبيل المثال، قبلت حوالي 6 في المئة من المتقدمين هذا العام فقط.

وبالرغم من ارتفاع تكاليف الدراسة والمعيشة في الوجهتين الناطقتين بالانكليزية، إلا أن أولياء الأمور يعتقدون أنهم بحاجة لمنح  أطفالهم الفرصة للدراسة هناك للحصول على فرص تنافسية أكبر في سوق العمل.

تشرح طوبالا وجهة نظرها بأنه وعلى الرغم من ارتفاع تكلفة السفر إلى الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة، إلا أن التحاق ابنها بجامعة رائدة ولكونه مجتهد ومبدع فإنها تعتبر ذلك استثماراً ناجعاً للمال. تقول” الآن المنافسة محتدمة حقا في جميع أنحاء العالم.”

وأعربت الشربيني عن مشاعر مماثلة، مضيفة أنه في حال لم تتمكن ابنتها من الالتحاق بجامعة رائدة في الولايات المتحدة فإنها ستختار فرنسا. تقول ” إذا لم تحصل على منحة فإننا نتحدث عن  60000 دولار أميركي في السنة  كرسوم فقط. بينما في فرنسا لا تتجاوز الرسوم الدراسية 200 يورو فقط. إذا لم تتمكن من الالتحاق بجامعة مرموقة، فلماذا نتكبد مصاريف كبيرة وتسافر بعيداً عن المنزل كل هذه المسافات؟”

أشارت الدراسة أيضاً أنه وعلى الرغم من حرص أولياء الأمور على جودة تعليم أطفالهم، فإن 4 من كل 5 عائلات تنفق على تعليم أطفالها من مواردها الحالية. وأعرب أكثر من نصف أولياء الأمور عن ندمهم لكونهم لم يدخروا في الماضي لتعليم أولادهم وبناتهم.

يتفاقم هذا الشعور في البلدان العربية، حيث يبدو أن الآباء نادراً ما يعملون على توفير المال اللازم لتعليم أطفالهم منذ وقت مبكر. وقالت مؤسسة HSBC إنها ترغب بتحسين التخطيط المالي للآباء والأمهات الذين قد يريدون لأبنائهم الحصول على تعليم دولي.

قال سايمون وليامز، رئيس مجموعة إدارة الثروات في HSBC في التقرير “يجلب التعليم الدولي بعداً إضافياً من التعقيد إلى التخطيط، وخاصة التخطيط المالي. يتم تمويل معظم الطلاب  في الخارج من قبل أولياء الأمور. وبينما تم تأسيس مفهوم صندوق الكلية بشكل جيد في الولايات المتحدة، فإنه لا يزال غير شائع في أماكن أخرى.”

تصنيف أولياء الأمورللبلدان الثلاث الأولى من حيث جودة التعليم:

1- الولايات المتحدة (51 في المئة)

2- المملكة المتحدة (38 في المئة)

3- ألمانيا (27 في المئة)

4- أستراليا (25في المئة)

5- اليابان (25 في المئة)

 تصنيف الدول بناء على متوسط الرسوم الدراسية بالإضافة إلى متوسط التكلفة السنوية المعيشة:

1- أستراليا (42,093 دولار أميركي)

2- سنغافورة (39,229 دولار أميركي)

3- الولايات المتحدة (36,564 دولار اميركي)

4- المملكة المتحدة  ( 35,045دولار أميركي)

5- هونج كونج ( 32,140 دولار أميركي)

6- كندا (29,947 دولار أميركي)

7- فرنسا (16,777 دولار أميركي)

8- ماليزيا (12,941 دولار أميركي)

9- اندونيسيا (12,905 دولار أميركي)

10-البرازيل (12,627 دولار أميركي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى