أخبار وتقارير

من بروكسل، نداء عاجل لدعم تعليم اللاجئين

بروكسل— قبل أيام قليلة فقط من بدء موسم الأعياد، توجه عدد كبير من الخبراء من مؤسسات دولية مختلفة إلى بلجيكا لمناقشة سبل توفير فرص للتعليم العالي خلال الطوارئ خاصة مع الارتفاع الغير مسبوق في عدد اللاجئين حول العالم.

لايعتبر موضوع تعليم اللاجئين أمراً جديداً. فخلال العام الماضي، تم بحثه في العديد من المؤتمرات والاجتماعات بالتزامن مع إعلان الأمم المتحدة لارتفاع عدد اللاجئين في العالم لنحو 51.2 مليون شخص، وهو الرقم الأعلى منذ الحرب العالمية الثانية.

مع ذلك، بدى المؤتمر الأخير الذي نظمته المنصة العالمية للطلبة السوريين في بروكسل الأول من نوعه من جهة جمعه لمبادرات تعليمية من مختلف أنحاء العالم تستهدف اللاجئين بهدف التواصل وتبادل الخبرات.

قال خورخي سامبيو، الرئيس السابق للبرتغال والرئيس المؤسس للمنصة العالمية للطلبة السوريين، “لم يسبق لنا وأن التقينا. هناك مبادرات كثيرة تعمل على الأرض في دول عديدة، نحن بحاجة للإطلاع عليها ومعرفة ما الذي يصلح القيام به وما الذي يمكن تجنبه حتى لانعيد اختراع العَجَلَة من جديد.”

واستناداً إلى الدروس المستفادة من الأزمات الأخيرة في أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط، حاول المؤتمر الإجابة على الأسئلة الأساسية حول كيفية دمج التعليم العالي في الاستجابات الإنسانية الدولية خلال الأزمات وتنسيق التدخلات. كما شدد المؤتمر على أهمية إيجاد الموارد المالية لذلك.

وكحال العديد من الاجتماعات المماثلة، لم يقدم مؤتمر بروكسل إجابات قاطعة. لكن حلولاً متعددة تمت مناقشتها تتراوح بين توفير المنح الدراسية الجامعية وتأمين فرص للتعليم المهني والدراسة على الانترنت.

كما ناقش المشاركون الصعوبات التي تعترض عملهم.

قالت دانييلا كايس، نائب رئيس معهد التعليم الدولي للشؤون الخارجية والذي يتخذ من الولايات المتحدة مقراً له، “لا يزال تمويل التعليم في حالات الطوارئ غير كاف رغم توسعه بشكل كبير في السنوات الأخيرة.” مشيرة إلى أن الميزانية المخصصة للتعليم العالي لاتشكل إلا 2 في المئة من إجمالي المساعدات الإنسانية.

لكن التمويل ليس كل شيء. إذ تظهر عقبات إدارية ولوجستية وقانونية أيضاً. قالت كايس “لايحمل الكثير من الطلاب جوازات سفر صالحة أو وثائق قانونية. إن الحصول على منحة دراسية هو مجرد خطوة واحدة في طريق طويل.”

وبوصفه رئيساً سابقاً، يدرك سامبيو جيداً الدور المؤثر الذي تلعبه السياسة. قال “علينا العمل كمجموعة ضغط لمساعدة صانعي القرار لاتخاذ القرارات اللازمة.”

وخلال الاجتماع الذي استمر ليومين، استعرض المشاركون حالات من هايتي وكينيا والعراق. لكن الأزمة السورية هيمنت على النقاشات نظراً لحجمها الكبير وعدم توفر حلول سريعة جلية وواضحة.

قال أرنولد بورشارد، رئيس قسم التطوير في وفد الاتحاد الأوروبي في سورية، “إن استمرار الصراع لسنوات يجعل الحصول على التعليم العالي في حالات الطوارئ جزءاً لا يتجزأ من المساعدة الإنسانية”.

واتفق  جويل بوبرز، المدير القطري للمجلس الثقافي البريطاني في سورية، مع بورشار في أهمية إدراج التعليم العالي كبند رئيسي في الجهود الإنسانية الدولية.

قال بوبرز “هذه ضرورة لإعداد المجتمعات لإعادة الإعمار والتنمية الاجتماعية والاقتصادية بعد انتهاء الصراع.” ووفقاً لبوبرز فإن مئات الطلاب من داخل سورية تقدموا لامتحانات ‘IELTS’ في البلدان المجاورة خلال عام 2014. مما يعكس وعيهم بأهمية التعليم، على حد قوله. مضيفاً “لايجب أن ننسى الطلاب داخل البلاد عندما نخطط لتوفير التعليم في حالات الطوارئ.”

وفي جلسة بعنوان “كيف يمكن بذل المزيد من الجهد بصورة أفضل وأسرع؟”، حاول المشاركون تقديم اقتراحات ملموسة. تضمنت المقترحات إقامة تحالف دولي للتعليم العالي خلال الخطر، وتأسيس جامعة في المنفى ليتمكن الأساتذة والطلاب من الالتحاق بها في حالات الطوارئ، وإنشاء صندوق مستقل لدعم التعليم خلال الطوارئ.

كما شملت المقترحات الأخرى تحسين استخدام التكنولوجيا في التعليم في حالات الطوارئ، وتوحيد معايير القبول الجامعي قدر الإمكان وبذل المزيد من الضغط السياسي لتخفيف القيود على منح تأشيرات السفر للطلاب في حالات الطوارئ.

لاقت الاقتراحات اهتماماً جدياً من قبل المشاركين رغم كونها أهدافاً بعيدة التحقيق. أما على المدى القصير، فقد اتفق معظم المشاركين على أهمية البقاء على تواصل عبر إنشاء أقنية للتواصل المنتظم.

وعلى الرغم من أن العالم العربي كان محل نقاش واسع خلال الاجتماع، إلا أن المشاركة العربية بدت ضعيفة ليس فقط في المؤتمر ولكن أيضا ضمن جميع البرامج والمبادرات التي تم استعراضها خلال اللقاء. قالت ماجدة زكي، مديرة إدارة التربية والبحث العلمي في جامعة الدول العربية، “تحاول الدول العربية المساعدة لكن وفق القدرات المتاحة لها.”

غياب المشاركة العربية عوضه جزيئاً حضور بعض الطلاب السوريين الذين حصلوا على منح دراسية من المنصة العالمية للطلبة السوريين. قالت مريم عيسى، طالبة سورية تدرس الماجستير في الهندسة المدنية في البرتغال، ” استكمال دراستي العليا لم يكن أكثر من مجرد حلم بعيد المنال قبل عام. لكن الحلم أصبح حقيقة اليوم. الآن، أنا في انتظار تحقيق الحلم الأكبر  للعودة إلى بلدي والمشاركة في إعادة الإعمار.”

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى