أخبار وتقارير

شبكة إنترنت خاصة لدعم الباحثين في الإمارات العربية المتحدة

أبو ظبي- أحيانًا تنساب التكنولوجيا بهدوء في الخلفية، لكن يمكنها في أي وقت أن تنطلق بقوة عند الحاجة إلى ذلك. هذا ما تتمناه الشبكة الأكاديمية للإمارات العربية المتحدة والمعروفة بـ “عنكبوت”.

تربط الشبكة الجامعات والمعاهد البحثية من مختلف أنحاء الإمارات العربية المتحدة ببعضها البعض من خلال عمود فقري من الألياف والأسلاك، والتي ترتبط أيضًا بشبكة بحثية مشابهة في الولايات المتحدة الأمريكية تعرف باسم “إنترنت 2”.

وتدير الشبكة جامعة خليفة في أبو ظبي. ولكن الشبكة تهدف إلى ما هو أكثر من مجرد تبادل البريد الإلكتروني السريع بين الموظفين والباحثين؛ حيث تربط ألياف النظام أيضًا الجامعات بالحاسوب الرئيسي في شبكة عنكبوت، والذي يوفر قوة حسابية فائقة.

يستخدم مختلف الأشخاص عنكبوت لأغراض متنوعة، حيث يستخدمه البعض لمجرد الحصول على اتصال أفضل على سكايب. ويجتمع مرة كل عام ممثلون من المؤسسات التي تشترك في شبكة عنكبوت ويتناقشون في الموضوعات المشتركة مثل البيانات الضخمة، والبث الحي، والتعاون بين الباحثين، وغيرها من وسائل استخدام إمكانات شبكة عنكبوت لخدمة التعليم.

بالنسبة للبعض، تعتبر شبكة عنكبوت منبرًا لتوفير الوثائق والمواد مفتوحة المصدر لجمهور أكبر. أما بالنسبة للبعض الآخر، أهم ما يميز عنكبوت هو إمكانية الوصول لنفس الملفات من مختلف الأبنية التعليمية. بينما يحتاج بعض علماء الحاسب الآلي رقاقات النظام ومعالجاته لإجراء أبحاثهم.

يمكن استكمال أي بحث يشمل مجموعات من البيانات الضخمة بشكل أسرع من خلال الاتصال بشبكة عنكبوت. قال أحد الباحثين من الإمارات العربية المتحدة، والذي يستخدم الحلول الحسابية للبحث عن عقاقير جديدة، إنه بدون استخدام الأداء المتميز لشبكة عنكبوت كان من الممكن أن ينتظر إلى الأبد للحصول على نتائج أبحاثه أو قد يضطر إلى السفر للخارج ليجري حساباته.

وأضاف رانجيت فيجايان، أستاذ مساعد في قسم علم الأحياء بجامعة الإمارات العربية المتحدة في العين، “بتقدير تقريبي، كنت سأنتهي من أبحاثي خلا عشرة أعوام. ولكن بفضل شبكة عنكبوت انتهيت منها في شهور.”

أجرى فيجايان محاكاة للعقاقير باستخدام معالجات شبكة عنكبوت من موقعه على بعد 170 كيلومترًا. قال “لم أرى في الواقع هذه الأجهزة الحسابية وهذا أفضل ما يميزها.” والآن لدى فيجايان اتصال مباشر بأجهزة حسابية مماثلة في الأداء من مكانه الحالي، ومن ثم لا يحتاج عنكبوت.

يستخدم بعض الأكاديميين شبكة عنكبوت لإجراء اتصالات مرئية عالية الجودة مع زملائهم بدلاً من إرسال الصور الثابتة أو الرسائل على شبكة الإنترنت. وعلى الرغم من أن متوسط سرعة الإنترنت في الإمارات العربية المتحدة تعد الأفضل على مستوى العالم العربي، إلا أنها لا تزال تحتل المرتبة الواحدة والستين على مستوى العالم، كما يمكن أن ينقطع الاتصال في أوقات الذروة.  

أما بالنسبة لمستخدمي البث المرئي، قد لا يختلف الأمر كثيرًا عن الإنترنت العادي إلا أنه أقل عناءً. وقد لا يدركون أنهم يتحدثون على شبكة تعليمية. في الواقع، فقط الباحثين من أمثال فيجايان تحديدًا الذين يستخدمون قوة عنكبوت الحسابية هم من يدركون وجود مثل هذه الشبكة، كما قال فاهم النعيمي، رئيس مجلس إدارة شبكة الإمارات المتقدمة للتعليم والبحوث (عنكبوت). “إذا سألت مهندسي تكنولوجيا المعلومات عن هذه الشبكة، ستجدهم على دراية بها. ولكن ليس من المهم أن يعرف الباحثون أنهم يستخدمونها. فهم لا يحتاجون لمعرفة ذلك.”

يأتي التمويل الأساسي لشبكة عنكبوت التعليمية من الهيئات الحكومية وجامعة خليفة. وبعد تسعة أعوام منذ بداية المشروع، بدأت الشبكة في تحصيل دخل بسيط من المؤسسات الشريكة والمتصلة بهذه الشبكة.

ويأمل فيجايان أن تساهم محاكاته الحسابية في الإسراع من اكتشاف العقاقير الجديدة لأمراض مثل السكري، والسرطان، والأمراض العصبية التنكسية.

عند تطوير عقار جديد، هناك آلاف المتغيرات المحتملة في التكوين الجزيئي. تسمح التجارب التقليدية والتي تبحث التفاعلات بين الدواء والخلايا باختبار فعالية أي دواء جديد، ولكنها تستهلك الكثير من الوقت والمال. ولكن من خلال إجراء المحاكاة الحسابية لتصميمات العقاقير الجديدة على مستوى الجزيء، يأمل فيجايان أن يتمكن من تقييم مدى نجاح العقار قبل اختباره في مختبر تقليدي، مما يقلل من الأعباء على الأبحاث التقليدية، على حد قوله.

لا تعتبر شبكة عنكبوت فريدة من نوعها، فالولايات المتحدة الأمريكية لديها شبكة إنترنت 2، والمملكة المتحدة لديها الشبكة الأكاديمية المشتركة، وهما أسرع من حيث الاتصال والربط بين عدد أكبر من المؤسسات التعليمية.

قد لا تتفوق شبكة عنكبوت على نظيراتها الدولية، على الرغم من التمويل المقدم من الحكومة الإماراتية والذي يبلغ 15 مليون دولار أمريكي لصندوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ولكنها تلعب بالفعل دورًا رئيسيًا في الوصول إلى الاقتصاد المعرفي والذي تسعى إليه الإمارات العربية المتحدة، كما قال مدير البرامج الدولية في شبكة إنترنت 2 إدوارد موينيهان. “إنها ساحة للابتكار، فالهدف الرئيسي من هذه الشبكة هو توفير المكان المناسب لكل من يرغب في ابتكار كل ما هو جديد.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى