أخبار وتقارير

محكمة صورية لتطوير مهارات طلاب القانون العملية

الدوحة— في محاولة لجعل تعلم القانون أكثر عملية وأقل نظرية، شاركت فرق من ثماني جامعات عربية في المسابقة الإقليمية الثانية للمحكمة الصورية والتي أقيمت في جامعة قطر في مطلع الشهر الحالي.

وحصل فريق جامعة بيرزيت من فلسطين على المرتبة الأولى في الجولة الأخيرة من المسابقة متقدماُ على فريق جامعة السلطان قابوس من سلطنة عمان.

توفر مسابقة المحكمة الصورية، والتي نظمتها كلية القانون في جامعة قطر بالتعاون مع مركز الدوحة لحرية الإعلام، وسيلة لطلاب القانون للتعود على إجراءات المحكمة الحقيقية.

وقال مصدق عادل طالب، أستاذ القانون الدستوري في جامعة بغداد، إن دراسة القانون تميل إلى أن تكون نظرية وبالتالي فإن مثل هذا النوع من المسابقات يساعد الطلاب على تعلم الجانب العملي للقانون. “إن المسابقة هي واحدة من التجارب الرائدة في العالم العربي، فهي تخلق فرصاً للطلاب لممارسة المرافعات وتحسين المهارات العملية.”

شارك طلاب من جامعات بيرزيت، والسلطان قابوس، والكويت، وتونس، وبغداد والأردن وقطر وجامعة بيروت العربية، في المسابقة التي اختتمت يوم 8 نيسان/ أبريل.

خلال المسابقة، يقوم المشاركون بمحاكاة محاكمات حقيقية فيقدمون مذكرات كتابية ويلقون مرافعات شفوية.

بدوره، قال ياسين الشاذلي، العميد المشارك لشؤون الاتصال والمجتمع في كلية القانون في جامعة قطر، إن المسابقة لاتستهدف الفوز أو الخسارة إذ أن جميع المشاركين يستفيدون من التجربة “تهدف المسابقة إلى نقل طلاب القانون من مرحلة الدراسة النظرية إلى المرحلة العملية. حيث تجري المنافسة في جولات شفوية وكتابية. لتتطور في نهاية المطاف مهارات المرافعة الشفوية الخاصة بهم.”

يعتقد عمار جابي، أحد المشاركين من لبنان، أن المنافسة كانت شديدة لكنها ممتعة. قال “كانت منافسة شرسة فكل الفرق قوية. مع ذلك، كانت مفيدة للغاية من حيث ممارسة كتابة المرافعات ومحاكاة المحكمة الحقيقية.”

تم تزويد الطلاب بمجموعة موحدة من القوانين لاستخدامها في مرافعتهم . إذ يأتي  القضاة من مدارس قانون مختلفة، لذا تحدث معرفة الطلاب بالقانون الدولي والإقليمي فرقا عند الرد على استفسار القضاة.

قال جابي “ينحدر القضاة من بلدان مختلفة، لذلك لديهم طرق مختلفة في التفكير. كان الرد على أسئلتهم صعباً بعض الشيء، لكن المشاركة في المسابقة مفيدة للتخفيف من رهبة مكانة القضاة.” وأضاف “إنها فرصة للتمرين على التحدث، والوقوف، والنقاش وضبط اللهجة الخاصة بك. وهي جميعها مهارات مهمة للمحامي.”

اختار منظمو المسابقة قضية تتعلق بحرية الإعلام لتكون موضوع المسابقة. حيث جرى دراسة التهم الموجهة لمذيع برنامج تلفزيوني والتي تضمنت إهانة رئيس الدولة وتشويه سمعة الدين على شاشات التلفزيون.

شارك فايز الفضلي، رئيس مكتب الجمعية الكويتية للمحاسبين في المسابقة كقاضي مع  15 قاضيا آخرين. وقال إن فكرة المسابقة جيدة لجمع الشباب لمناقشة موضوع ذو صلة بالأحداث الجارية في عدد من الدول العربية.

خلال المسابقة، تلقى جميع الطلاب المشاركين توجيهاً وتدريباً على الحجج الخطية والشفوية من أجل المحكمة الصورية باللغة العربية.

وقال خالد الماجري، أستاذ في كلية العلوم القانونية في تونس ومدرب الفريق التونسي، إن جذور القانون المدني في معظم الدول العربية  تستند على الشريعة الإسلامية لكن الحال مختلف في تونس. أما فيما يتعلق الأمر بالقانون الجنائي، موضوع بحث المسابقة، فإن معظم الدول العربية تتبع التقاليد الفرنسية العلمانية.

قال “على الصعيد الشخصي، ساعدت المسابقة الطلاب على التعرف على نقاط  الضعف والقوة لديهم وتطوير أساليب متميزة.”

يعتقد الماجري أن المسابقة ليست فرصة للطلاب فقط وإنما للمعلمين أيضاً. قال “فوجئت أن بعض الجامعات تدرس المرافعات الشفوية أمام المحكمة كموضوع مستقل. يمكن تبني شئ مماثل في تونس.”
AddThis Sharing ButtonsShare to FacebookShare to TwitterShare to ارسال ايميل

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى