أخبار وتقارير

إيقاف شبكة دولية من الجامعات الوهميّة

نيويورك– أوقفت السلطات الباكستانية أخيراً شبكة عالميّة من الجامعات التي عملت على الاحتيال على الطلاب من أجل الحصول على المال لقاء شهادات لا قيمة لها.

إذ توقّفت وظائف الدردشة على تلك المواقع الإلكترونيّة التي كانت تسعى لجذب الطلاب لدفع المال من أجل الحصول على منح لا قيمة لها، ولم يعد أحد يردّ على أرقام الهواتف المدرجة على تلك المواقع.

وكانت الفنار للإعلام قد كشفت في تقرير سابق بعنوان طلاّب عرب وأجانب يقعون فريسة شبكة دوليّة من الجامعات الوهميّة عن الممارسات غير القانونيّة لشبكة من الجامعات الوهميّة على الشبكة العنكبوتيّة والتي تستهدف الطلاب العرب في الغالب. من المعروف الآن بأنّ هذه الجامعات، والتي تتضمّن جامعة MUST، والتي قدمت تفسها بوصفها “أكبر جامعة في العالم، ومقرّها كاليفورنيا”، ما هي في الواقع إلاّ جزء من شبكة دوليّة من الجامعات الوهميّة تتّخذ من كراتشي في باكستان مقرّاً لها.

كما يبدو أنّ مؤسسة وهميّة تدعى منظّمة الإعتماد الدوليّة، والتي حاولت إضفاء الشرعيّة على جامعة MUST  ومؤسّسات أخرى كثيرة، سواء كانت من ضمن الشبكة التي تتّخذ من كراتشي مقرّاً لها أو من خارجها، قد تمّ إغلاقها هي الأخرى. (إقرأ الموضوع ذو الصلة: مراقبة وهميّة لجودة جامعات إلكترونيّة).

فقبل بضع أسابيع، نشرت صحيفة نيويورك تايمز نتائج تحقيقها الصحفي والذي جرى في وقتٍ لاحق وبشكلٍ مستقل عن تقرير الفنار للإعلام. كشفت الصحيفة عن شركة باكستانيّة تدعى Axact  تدير حوالي 370 موقعاً أكاديميّاً وهميّاً – يتضمّن جامعات، ومدارس ثانويّة، ومنظّمات إعتماد.

تقول صحيفة التايمز إنّ الأشخاص الذين يقفون وراء شركة Axact، تمتّعوا بإستحقاقات موظّفين تتضمّن بركة سباحة في الشركة ويختاً. وتشير تقديرات خبراء احتيال إلى أنّ شبكة Axact  كانت تجني ملايين الدولارات شهريّاً.

وبعد أن أدرجت صحيفة نيويورك تايمز قائمة بأسماء كلّ المؤسّسات الوهميّة، أصبح من الواضح تداخل نتائجها مع نتائج تحقيق الفنار للإعلام. فبينما لم تورد صحيفة التايمز إسم جامعة MUST، إلاّ إنّ قائمتها تضمّنت منظّمة الإعتماد الدوليّة والجامعات المرتبطة بها. (ومن المفارقات الطريفة، قيام منظّمة الإعتماد بنشر إعلانات “جذّابة” على الصفحة الرئيسيّة لموقع صحيفة نيويورك تايمز قبل أسابيع فقط من إجراء التحقيق.)

https://www.bue.edu.eg/
إعلان منظّمة الإعتماد على الصفحة الرئيسيّة لموقع صحيفة نيويورك تايمز قبل أسابيع فقط من إجراء التحقيق.

حدّدت صحيفة نيويورك تايمز الشركة التي يبدو أنّها خلقت الشبكة، وهي الفقرة التي لم يتوصّل إليها تحقيق الفنار للإعلام.

قال جورج غولن، الأستاذ في جامعة إيلينوي في أوربانا-شامبين والذي يتابع بإستمرار الجامعات الوهميّة، “أعتقد بأنّكم كنتم تحقّقون في أمر ذات المجموعة، من المرجّح أن تكون جامعة MUST  ومنظّمة الإعتماد الدوليّة جزءاً من إمبراطوريّة Axact.”

وما أن نُشر تحقيق النيويورك تايمز، حتّى داهم محقّقون باكستانيّون مكاتب شركة Axact  في كراتشي واعتقلوا مدير الشركة، شعيب أحمد شيخ – وهو رجل معروف ومؤثّر في باكستان. ويعتبر شيخ أيضاً مالكاً لمجموعة BOL  الإعلاميّة في باكستان، والتي تتضمّن محطّة أخبار تلفازيّة ومجلاّت مطبوعة.

في مقابلة شخصيّة عام 2013، وصفته صحيفة النيوزويك بـ”المحقّ تماما” Axactly right – في محاكاة لإسم شركته Axact، و”الرجل الذي يقف خلف ثاني أكبر وسيلة إعلاميّة في باكستان.”

منذ إعتقاله، تمّ إعتقال مدراء تنفيذّيين آخرين والتحقيق معهم من قبل السلطات الباكستانيّة واستقال العديد من الصحافيّين من الجناح الإعلامي لشركة شيخ.

قال غولن، “الأمر برمّته كبيرٌ جدّاً لدرجة مخيفة.”

وقالت شركة Axact، في عدّة بيانات مكتوبة، إنّ مزاعم صحيفة نيويورك تايمز لا أساس لها من الصحّة وتسعى للتشهير.

https://www.bue.edu.eg/

وقال غولن إنّه من غير المرجّح أن تنهي الحملة الأخيرة الجامعات الوهميّة  لأنّ هذا الأمر يدرّ من المال الكثير.

بدورها قالت لوري ويلسون، من مكتب سان فرانسيسكو التابع لمكتب أعمال أفضل Better Business Bureau، منظّمة غير ربحيّة ترصد حالات الإحتيال في الولايات المتّحدة الأميركيّة، “هنالك حاجة لأن يكون الطلاب المستقبليّون أكثر إطّلاعاً فيما يخص المواقع التي تعرض شهادات دراسيّة عبر الإنترنت.”

تلقّت منظّمة ويلسون شكاوٍ إضافيّة من طلاب سابقين في جامعة MUST  بعد نشر تحقيق الفنار للإعلام في شباط/ فبراير الماضي. وأضافت ويلسون، “عندما تفكّر في جامعة معيّنة، يجب على المتقدّمين أن يكونوا حذرين. على الطلاب أن يسألوا أنفسهم إذا ما كانوا قد سمعوا بهذه المنظّمة أم لا. وإذا لم يسمعوا بها فعليهم أن يعتبروا ذلك واجبهم للتحقّق ويأخذوا وقتهم للقيام بذلك.”

فغالبا ما تستعمل الجامعات الوهميّة أسماء تحاكي أسماء منظّمات حقيقيّة، وعليه فحتّى الإسم المألوف ليس ضماناً للجودة. مشيرة إلى أن وعود كإمكانيّة إنهاء الشهادة الدراسيّة في وقتٍ أسرع ممّا يستغرقه الأمر في جامعة تقليديّة تعدّ بمثابة إشارات حمراء. “إذا ما بدا الأمر جيّداً جدّاً لدرجة لا تصدّق، فإنّها على الأغلب وبالتأكيد وهميّة!”

بالنسبة  لويلسون الحل لا يعني بالضرورة أن تقوم الجامعات القانونيّة بإبتكار وسائل لتميّيز نفسها، لأنّ الجامعات الوهميّة ستقوم بتقليد تلك الإجراءات بأسرع ما يمكن. إنّ أفضل طريقة لمحاربة الجامعات الوهميّة، تكمن في أن يكون المتقدّمين  أكثر وعياً ودراية.

قالت “يجب على الطلاب التدقيق ليعرفوا إذا ما كانت المؤسّسة  معتمدة، لكنّ ذلك غير كافٍ أيضاً لأنّنا إكتشفنا وجود منظّمات إعتماد وهميّة كذلك.” (نشرت الفنار للإعلام قائمة بالجامعات والمؤسّسات التعليميّة المعتمدة دوليّاً).

توصي ويلسون الطلاب بضرورة التأكّد فيما إذا كانت الجامعات معتمدة من قبل منظّمات قانونيّة. وحتى إذا قالت الجامعات بأنّها معتمدة، فعلى الطلاب المضي في خطوة أبعد من ذلك للتحقّق من منظّمات الإعتماد للتثبّت من كون الجامعات لا تكذب في شأن وثائق إعتمادها.

https://www.bue.edu.eg/
Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى