أخبار وتقارير

طلاب أسيوط من ذوي الإعاقة خارج المدارس

أسيوط، مصر— يقطع مدحت محمود رسلان، طالب كفيف بالصف الثالث الثانوي، 20 كم يومياً من بيته بقرية باقور التابعة لمحافظة أسيوط جنوب القاهرة مستقلاً “توكتوك” ليصل إلى أقرب محطة سيارات أجرة تنقله إلى مدينة أسيوط وليستقل منها حافلة أخرى توصله لمدرسته.

لم يكن رسلان مضطراً لتحمل مشقة هذه الرحلة اليومية العام الماضي، إذ كان يقيم في السكن الداخلي الخاص بطلاب مدرسة النور للمكفوفين. لكن قرار وزارة التعليم بإجراء أعمال الصيانة للمدرسة خلال العام الدراسي الحالي حرمه من ذلك.

قال “فضلت الإقامة في المنزل بسبب أعمال الصيانة في المدرسة وحرصاً على التركيز على الدراسة.” مضيفاُ أن موعد الامتحانات اقترب ولم يتم الانتهاء من المنهج الدراسي بعد.

مدرسة رسلان واحدة من بين أربع مدارس حكومية لطلاب مكفوفين وصم وذوي إعاقة ذهنية تخضع لصيانة وترميم منذ أواخر العام الماضي. تسبب إغلاق المفاجئ بتوقف تعليم مئات الطلاب الذين تركوا دون تقديم أي بدايل تعليمية مناسبة.

ويقدر معتز عبد النبي، ممثل عن الاتحاد النوعي لجمعيات ذوي الإعاقة بأسيوط أن نحو 1500 طالب تضرروا من قرار إغلاق المدارس.

بينما قال مصطفى عبد الفتاح مدير عام هيئة الأبنية التعليمة بالمحافظة إن إغلاق المدارس خلال العام الدراسي يأتي لأسباب تتعلق بالميزانية وشروط العقود مع الشركات المعنية.

حتى الآن، تم الانتهاء من صيانة ثلاثة مدارس وجاري العمل على المدرسة الرابعة التي يفترض أن تنتهي أعمال الصيانة فيها الشهر الحالي بحسب ما قال عبد الفتاح أبو شامة وكيل وزارة التربية والتعليم. ” فعلياً لا يحتاج الطلاب للدراسة بها حالياً لأن التعليم سلوكي وسيتم ترفيعهم تلقائياً.”

مع ذلك، يقول بعض الطلاب إن المدارس التي تم إعادة فتحها مازلت تجري فيها أعمال صيانة ولا تستقبل إلا أعداداً محدودة من الطلاب. ففي مدرسة رسلان،على سبيل المثال، يدرس حالياً واعتباراً من الشهر الماضي 38 طالب فقط من أصل 168.

في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أصدر رئيس مجلس الوزراء ابراهيم محلب قراراً برفع كفاءة ومعايير السلامة والأمان بالمدارس بعد وقوع أكثر من حادث في مدارس المحافظة. حيث تم تصنيف أحد المدارس بالخطرة وتم تحويل طلابها لمدارس أخرى لا تتناسب مع احتياجات الطلاب الخاصة.

ووفقا لما قاله أستاذ طلب عدم الكشف عن اسمه، فقد بدأت أعمال الصيانة في مدرسة الأمل الثانوية الفنية للبنات العام الماضي قبل فصل الخريف. نتيجة لذلك، اضطرت الطالبات لإجراء الامتحانات في مطبخ المدرسة. قال “بعد إجازة نصف العام، تم تأجيل الدراسة أسبوعين لطالبات الشهادات العامة الإعدادي والثانوي بينما توقفت دراسة طالبات الابتدائية لنحو شهر.”

لا يعتبر إغلاق المدارس التحدي الوحيد الذي يواجه مدارس ذوي الإعاقة في المحافظة. إذ تعاني المدارس كمدرسة الأمل الثانوية الفنية للبنات من الاكتظاظ الشديد وعدم وجود عدد كافي من الموظفات المؤهلات لرعاية الطالبات خاصة في مساكن الطالبات.

قالت مها مجدي، مسؤولة في جمعية للصم ومترجمة لغة الإشارة، إن التعليم المقدم في المدارس العامة للصم لا قيمة له. كما أن الأساتذة غير مؤهلين لتدريس الطلاب ذوي الإعاقة. “معظمهم يتعلم لغة الإشارة من الطلاب، وينحدر غالبية الطلاب من أسر فقيرة غالباً غير قادرة على تسديد ثمن الدروس الخصوصية لتعويض ضعف التعليم في المدرسة.”

حضر أحمد الطالب بالصف الأول الثانوي بمدرسة النور أسبوعين فقط في الفصل الدراسي الثاني. قال “لم يتم شرح أي درس لنا بل قاموا بإعطائنا ثمانية أسئلة لنحفظهم في كل مادة وقالوا إن أربعة منها ستأتي في الامتحان.”

 حتى الآن، لا يوجد في المدرسة ماكينات برايل صالحة للاستخدام. قال أحمد “أخشى أن أحصل على ماكينة لا تعمل في الامتحان مما يعني أنني سأكتب بطريقة خاطئة ولن أتمكن من اجتياز الامتحان.”

يأمل الطلاب وأساتذتهم بانتهاء أعمال الصيانة خلال فصل الصيف، لكنهم لا يظهرون تفاؤلاً مماثلاً حيال تحسن نوعية التعليم قريبا.ً

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى