أخبار وتقارير

البحرين: إقبال ضعيف للطلاب الذكور على الجامعات

المنامه، البحرين— لم يندم سلمان موسى (28 عاماً) يوماً على عدم التحاقه بالجامعة. فبعد حصوله على الشهادة الثانوية، توجه مباشرة لسوق العمل.

قال”كنت أرغب بالحصول على المال والاعتماد على نفسي بأسرع وقت ممكن”. يعتقد موسى أنه كان محظوظاً بحصوله على فرصة عمل في مقهى مقابل 800 دولار أميركي شهرياً. قال “اشتريت سيارة وتزوجت، بينما معظم أقاربي الذين تخرجوا من الجامعة مازالوا بلا عمل حتى اليوم.”

موسى ليس الطالب البحريني الوحيد الذي لا يؤمن بأهمية الالتحاق بالجامعة. فوفقاً لإحصاءات جامعة البحرين، أكبر الجامعات الحكومية في المملكة، تشكل الطالبات 63 في المئة من مجموع طلاب الجامعة. وبالمثل تشكل الإناث 57 في المئة من خريجي الجامعات في المملكة العربية السعودية، و67 في المئة من خريجي الكويت، و54 في المئة من خريجي قطر، وفقاً لتقرير شركة بوز أند كومباني. (إقراً القصة ذات صلة: المرأة في الخليج.. أفضل تعليماً وأقل توظيفاً.)

بالطبع، هناك أسباب مختلفة.

قال وليد زيباري، أستاذ جامعي في جامعة الخليج العربي ومهتم بدارسة ظاهرة التسرب من التعليم في البحرين، “هذه ثقافة المجتمع، إذ يفضل العديد من الطلاب الذكور العمل في وقت مبكر ليشعروا باستقلاليتهم”، مضيفاً أن معظمهم يتزوج في سن مبكر أيضاً وبالتالي يحتاجون للعمل لدعم عائلاتهم.

تعود جذور المشكلة في كثير من الأحيان إلى سنوات سابقة خاصة في حال وجود ظروف اقتصادية صعبة. قالت  نورة البوفلاسة رئيسة قسم التعليم في الوزارة “تعود مشكلة التسرب إلى المدارس، حيث يتوقف الكثيرون عن التعليم لمساعدة ذويهم في العمل.” مع ذلك، تؤكد البوفلاسة أن معظم البحرينيين يحصلون على التعليم الأساسي حيث أن نسبة الأمية تنخفض إلى ما دون 2.46 في المئة.

في المقابل، يعتقد بعض الطلاب أن الالتحاق بالجامعة ليس مهمة سهلة في البحرين.

قال سلطان أحمد، مندوب مبيعات (25 سنة) ” إن معدلات القبول الجامعي مرتفعة جداً.”

يتوجب على الطلاب الحصول على أكثر من 70 في المئة في الثانوية العامة للانضمام إلى جامعة البحرين الحكومية. حصل أحمد على 68 في المئة في الثانوية العامة، فلم يلتحق بأي جامعة حكومية أو خاصة.  قال “إن رسوم الجامعات الخاصة باهظة جداً، لا يستطيع كثيرون تسديدها.” (انظر الرسم البياني الخاص برسوم الجامعات الخاصة في المنطقة العربية.)

يعتقد أحمد أن الفتيات يحظين بفرص تعليمية أكبر حيث تدعمهن أسرهن، بينما يتوقع من الطلاب الذكور الاعتماد على أنفسهم في سن مبكرة.

قالت فاطمة خليل، حاصلة على درجة البكالوريوس في المحاسبة وتعمل في شركة خاصة، “لم يكن بإمكاني إستكمال تعليمي لولا دعم عائلتي”، موضحة أن والدها لم يكمل دراسته الجامعية وكان مضطراً للعمل في سن مبكر لكنه “كان حريصاً على إستكمالي لدراستي الجامعية.”

لا توجد أرقام حول تأثير قلة عدد الذكور من خريجي الجامعات على اقتصاد البلاد أو سوق العمل. لكن الحكومة البحرينية خفضت مؤخراً من سياسة “البحرنة” التي تعطي المواطنين أولوية في التوظيف عن المغتربين. بدأت البحرين تطبيق سياسة البحرنة منذ عام 1990، لكن عدم توفر خبرات محلية كافية دفع الحكومة للتخفيف من سياستها.

قال زيباري “نحن بحاجة إلى المزيد من خريجي الجامعات لرفد سوق العمل بخبرات محلية والحد من العمالة الأجنبية”، مضيفاً “هذه مسؤولية الحكومة لتشجيع الطلاب على إكمال دراستهم الجامعية.”

يؤمن بعض الرجال بذلك بالفعل.

قال سالم النعيمي، طالب في السنة الثالثة في كلية التجارة في جامعة البحرين “غيرت دراستي في الجامعة حياتي تماماً. الأمر لا يتعلق كثيراً بالمال ولكنني أجد نفسي أفضل الآن.”

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى