نصائح ومصادر

قائمة بأفضل الكتب الصادرة في العالم العربي وعنه لعام 2015

بحلول نهاية العام، قمت بجمع قائمة بأبرز الكتب التي تم نشرها في العالم العربي أو حول مواضيع تتعلق به أو تلك التي تمت ترجمتها إلى اللغة الإنجليزية أو الفرنسية في عام 2015. كنت أبحث عن أكبر عدد ممكن من الكتب يمكن أن تكون متاحة باللغتين العربية والإنجليزية لقراء الفنار للإعلام. تضم القائمة أعمالاً روائية، وأخرى غير أدبية، ومؤلفات علمية. يوضح ذلك فيض الإبداع في الدول العربية، فضلاً عن بعض التحديات التي تواجهها المنطقة. سيجد القراء في القائمة أعمالاً كوميدية، وروايات ساخرة ودرامية، ومؤلفات في التاريخ والتحليل السياسي. وبينما تشهد ترجمة الأدب العربي – منذ القرن التاسع وحتى يومنا هذا – نمواً في السنوات الأخيرة، مع العديد من المطابع والجوائز الجديدة، تبدو ترجمة الأعمال العلمية المكتوبة باللغة العربية محدودة (أو أنه لا يتم الترويج لها وتوزيعها بشكل جيد). تتضمن القائمة بعض الإختيارات الشخصية، لكن الإقتراحات تم تجميعها من توصيات عديدة من الأصدقاء، والزملاء، والقراء، والمصادر. لذا، أنا لا أقدم القائمة على أنها نهائية: لكن أقصد أن تكون بداية لفتح حديث، وليست نقطة الختام له. لذا أرجو ألا تترددوا في إضافة الإقتراحات الخاصة بكم في التعليقات. الروابط المتوفرة هي بحكم العادة للمصادر الإنجليزية والفرنسية، ولكن وحيثما كان ذلك ممكناً بالنسبة للأعمال الروائية، حرصنا على تضمين رابط للأصل باللغة العربية بين قوسين.

رواية “ميرسو: تحقيق مضاد” للكاتب كامل داود، الصادرة عن مطبعة Other Press، المترجمة عن الفرنسية من قبل جون كولن. ألف داود، كاتب العمود الصحفي الجزائري الشهير، رواية مذهلة، حاكى فيها ببراعة رواية الغريب للكاتب ألبير كامو. الراوي في الكتاب هو شقيق شخص عربي لم تتم تسميته تم قتله في رواية كامو؛ حيث خيمت هواجس جريمة القتل التي لم يتم حلها تلك وعواقبها بظلالها على حياته الفاشلة.

رواية “صديق قديم جداً “للكاتب إبراهيم أصلان، الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب. أوصى الكاتب والصحافي المختص بأخبار الأدب أحمد ناجي بهذا الكتاب المنشور بعد وفاة مؤلفه – وهو مزيج من السيرة الذاتية والخيال – للروائي المصري الذي ألف رواية تعد من الكلاسيكيات بعنوان “مالك الحزين”. (لا يزال هذا الكتاب متوفراً باللغة العربية فقط، ولكنه مرشح قوي للترجمة.)

كما أوصت كنزة الصفريوي، الناقدة الأدبية ورئيسة  دار نشر أون توت ليتر المغربية، برواية “القندس” للكاتب محمد حسن علوان، الصادرة عن دار سوي Seuil، والتي ترجمتها من العربية إلى الفرنسية ستيفاني ديهولز، “رواية مسلية عن المجتمع السعودي”، ورواية “المهيمنون” Les Prépondérants الحائزة على جائزة، للكاتب التونسي الفرنسي هادي قدور، والصادرة عن دار غاليمار، حيث تقدم الرواية “بانوراما رائعة عن المجتمع الإستعماري في المغرب في عشرينيات القرن الماضي.”

ساق البامبو” للكاتب سعود السنعوسي، الصادرة عن دار بلومزبري قطر، والمترجمة عن العربية من قبل جوناثان رايت. وتستكشف الرواية الفائزة بجائزة البوكر العربية لعام 2014 قضية الهوية المعقدة في منطقة الخليج، والتمييز ضد العمال المهاجرين، من خلال إستعراض لقصة إبن مواطن كويتي وخادمة فلبينية.

تواصل المكتبة العربية – المطبعة التي أسستها جامعة نيويورك بدعم من أبو ظبي – نشر بعض الطبعات الرائعة والجديدة باللغتين لكلاسيكيات الأدب العربي مثل “أخبار أبي تمام“، للكاتب أبو بكر الصولي، والمترجمة عن اللغة العربية من قبل بياتريس غروندلر. وكمرافعة للدفاع عن الشاعر الشهير، يُغرق الكتاب القارئ في الحياة الأدبية في بغداد في القرن التاسع الميلادي. فيما أصدرت ترجمة همفري ديفيز الحائزة على جائزة لكتاب “الساق على الساق” الذي كتبه أحمد فارس الشدياق، في عام 2014، لكن تم نشر النسخة الورقية الأنسب سعراً في العام الماضي. وتمت مقارنة العمل الإستطرادي، المخرب، وغير القابل للتصنيف برواية تريستام شاندي. وصفت صحيفة نيويورك ريفيو أوف بوكس The New York Review of Books العمل بأنه “أول رواية عربية عظيمة.”

عرب المستقبل: شباب في الشرق الأوسط، 1978-1984

عرب المستقبل: شباب في الشرق الأوسط، 1978-1984“، مذكرات مصورة للفنان رياض سطوف، الصادرة عن دار كتب المتروبوليتان، والتي ترجمها سام تايلور من اللغة الفرنسية. أصبحت هذه الرواية المصورة للفنان السوري الفرنسي، والتي تدور حول طفولته المبكرة في ليبيا القذافي وسوريا في عهد الأسد، ظاهرة أدبية في فرنسا. وقد تم نشر جزئين من الأجزاء الأربعة المقرر نشرها باللغة الفرنسية في دار ألاري Allary Editions، والجزء الأول منها متوفر الآن باللغة الإنجليزية. كوميديا الكتاب سوداء وصورة القرية الصغيرة الواقعة خارج مدينة حمص في مطلع ثمانينيات القرن الماضي لاذعة؛ والكتاب عبارة عن لائحة إتهام كئيبة للإستبداد والقوميين العرب، بما في ذلك والد الكاتب، والذي كان يعتقد بأن الأمر ضروري للتقدم.

كما أوصى جوناثان غوير، المدون المختص بالرسوم الكاريكاتورية في العالم العربي في موقع  أم كرتون، بعدد نهاية العام من مجلة “السمندل” اللبنانية المختصة برسوم الكاريكاتور والقصص المصورة، فبعد “دعوى قضائية بتهمة التجديف كلفت المجلة اللبنانية الساخرة 20.000 دولار أميركي، تعود السمندل من جديد مع طبعة سنوية جديدة مستفزة بصورها تتمحور حول موضوع الجغرافيا. وتظهر النظرة الثاقبة للمحرر جوزيف قاعي بوضوح في الطبعة المؤلفة من مزيج من أنماط السرد والجماليات المتباينة، والموحدة من خلال عناصر تصميم متطورة.”

أوصت مارسيا لينكس كوالي من مدونة الأدب العربي (باللغة الإنجليزية) بكتاب بيروت نوار، الذي حررته إيمان حميدان وترجمته ميشيل هارتمان، والصادر عن دار أكاشيك بوكس، حيث قالت، “هذه المجموعة القصصة مليئة بالعديد من الكتاب اللبنانيين الموهوبين، وتصور بيروت المعاصرة وفسادها، وعنفها، وخسارتها.” كما اقترحت كوالي أيضا قراءة “علي وأمه الروسية” للكاتبة ألكساندرا شريتح، الصادر عن دار إنترلينك بوكس، واصفة إياه بأنه “مضحك بشكل حاد، ويقدم نظرة ذاتية ساخرة عن الجنسانية، والحرب، والهوية في بيروت المعاصرة.”

ما هو الإسلام؟ أهمية أن تكون إسلامياً” للكاتب شهاب أحمد، عن مطبعة جامعة برينستون. يبحث هذا العمل البحثي الطموح، والأصيل، والواسع النطاق (الذي توفي كاتبه في العام الماضي) عن “لغة مفاهيمية جديدة لتحليل الإسلام” و”نموذجاً جديداً للكيفية التي فهم بها المسلمون الوحي الإلهي تاريخياً – وهو أمر يمكننا من فهم كيفية وأسباب تبني المسلمين عبر التاريخ لقيم من قبيل الإستكشاف، والغموض، والتجميل، والضبابية، والنسبية، فضلاً عن الممارسات من قبيل الفن التصويري، والموسيقى، وحتى شرب الخمر بطريقة إسلامية.” يمكنك قراءة الفصل الأول من الكتاب على الإنترنت هنا.

نشرت العديد من الكتب العام الماضي التي تستعرض تاريخاً وتحليلات عن داعش. وأحد تلك الكتب كتاب “إنهيار داعش: التاريخ، الإستراتيجية، ورؤية يوم القيامة بالنسبة للدولة الإسلامية” للكاتب ويليام مكانتس، عن مطبعة سانت مارتن. تمت الإشادة بهذا العمل المكتوب والمدروس بشكلٍ جيد، والذي يتناول صعود هذه الجماعة المتطرفة، على نطاقٍ واسع. ومثل ذلك كتاب “داعش: داخل جيش الإرهاب تأليف حسن حسن ومايكل ويس، والصادر عن دار طباعة سايمون وشوستر. ويشكل الكتاب الأخير أيضاً دراسة شاملة عن نشأة هذه الجماعة، والعثرات المربكة للإحتلال الأميركي للعراق والتي ساهمت في ذلك.

يقدم كتاب من الدولة العميقة إلى الدولة الإسلامية: الثورات العربية المضادة وتراثها الجهادي” للكاتب جان بيير فيليو، عن مطبعة جامعة أكسفورد، خلفية تاريخية شاملة عن الإضطرابات الراهنة في المنطقة، ويعزو حدوث الإنتفاضات، وأشكال التطرف الديني إلى الممارسات غير المقبولة للطبقات الحاكمة القمعية. حيث وصفه ماكس رودينبيك، مدير مكتب الشرق الأوسط لمجلة ذي إيكونوميست بأنه “مسح سريع وشامل وثاقب للكيفية التي وصل العالم العربي من خلالها إلى حالته المؤسفة الراهنة.”

“الجغرافيا التخيلية للعنف الجزائري: علم الصراع، وإدارة الصراع، والسياسات المضادة” للكاتب جاكوب موندي

الجغرافيا التخيلية للعنف الجزائري: علم الصراع، وإدارة الصراع، والسياسات المضادة” للكاتب جاكوب موندي، الصادر عن مطبعة جامعة ستانفورد. كتب آدم شاتز، المحرر المساهم في صحيفة لندن ريفيو أوف بوكس والباحث الزائر بجامعة نيويورك، قائلا، “إن كتاب جاكوب موندي حول الحرب القذرة في الجزائر في تسعينيات القرن الماضي هو إعادة تقييم معقدة وشاملة لواحدة من أكثر الفصول ترويعاً – وأقلها فهما – في التاريخ المعاصر. كما إنها رواية تحذيرية، توضح كيف أثرت المفاهيم الخاطئة لتلك الحرب في إدارة الصراع الغربي، من مكافحة الإرهاب إلى مسؤولية حماية العقيدة والعدالة الإنتقالية.”

دائرة الخوف” للكاتب ليون غولدسميث، الصادر عن مطبعة جامعة أكسفورد. يُركز هذا الكتاب على الطائفة العلوية في سوريا والأسباب الكامنة وراء ولائها لنظام الأسد. يوثق غولدسميث الإضطهاد الذي تعرضت له الطائفة منذ تأسيسها في القرن التاسع. فقبل وصول حافظ الأسد للسلطة، كانت أقلية مسحوقة، ومعزولة في القرى الجبلية، وغالباً ما كان أبناؤها يقومون ببيع أطفالهم كعبيد في المدن. ويقول غولدسميث إن العديد منهم لم يستفد من صعود عائلة الأسد إلى السلطة، لكن مخاوفهم من إنتقام الأغلبية السُنية – المبررة اليوم للأسف – هي التي قادتهم للتمسك بالنظام الحالي.

إقترح إسكندر العمراني، مدير مشروع شمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، كتاب” العرب في الحرب الأفغانية” تأليف مصطفى حامد وليه فرّال، عن دار هرست Hurst. ويستند هذا الكتاب الذي يدور حول الحرب ضد الروس في أفغانستان (والأيام الأولى في حياة تنظيم القاعدة) على شهادات أحد المجاهدين المصريين. قال العمراني “يركز هذا التاريخ الدقيق على العلاقات الشخصية بين المجاهدين العرب، وينقل وجهة نظرهم كواقع معاش، قبل أن يصبحوا الوحش الأكبر الذي نعرفهم من خلاله اليوم.”

سقوط العثمانيين” تأليف مؤرخ جامعة أكسفورد يوجين روغان، والمنشور من قبل دار بيسك بوكس  Basic Books. يعتبر روغان مؤلف كتاب “تاريخ العرب” ماهراً في الكتابة بشكل جذاب عن التغيير التاريخي الجارف. يقسم المتطرفون اليوم على محو حدود دول الشرق الأوسط الحديث التي أنشئت من قبل القوى الإستعمارية من خلال إتفاقيات مثل إتفاقية سايكس-بيكو عام 1916، ويعيد هذا العمل النظر إلى تلك اللحظة التي إتخذت فيها المنطقة شكلها الحالي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى