أخبار وتقارير

النقاب: معركة جديدة داخل حرم جامعة القاهرة

القاهرة- وسعت جامعة القاهرة، من حظرها لارتداء النقاب الذي فرضته سابقاً داخل كلياتها، ليشمل عضوات هيئة التدريس بكلية الطب، والممرضات، العاملات بمستشفيات الجامعة، بدعوى “الحفاظ على مصلحة العمل وحقوق المرضى”. ويتضمن قرار حظر النقاب داخل المستشفيات الجامعية خلع النقاب خلال علاج المريض فقط وارتداءه بعد ذلك كيفما تريد المنتقبة.

قال جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة،فى تصريحات صحفية إن “مسألة حظر النقاب بالجامعة والمستشفيات الجامعية ليست دينية، وإنما لصالح العملية التعليمية والعلاجية.”

قرار نصار الجديد، كغيره من قراراته السابقة، لاقى إعتراضاً شديداً. إذ تشن قوات الأمن المصرية، بعد الإطاحة بالرئيس الاسلامي محمد مرسي، حملة مدعومة من وسائل الإعلام على الجماعات الإسلامية. ويعتقد البعض أن قرار حظر النقاب جزء من هذه الحملة.

قال أحمد مهران، مدير مركز القاهرة للدراسات القانونية، إنه تلقى اتصالات من عدد من المنتقبات بالمسشفيات الجامعية لرفع دعوى قضائية ضد رئيس الجامعة. قال “القرار يخالف القانون والدستور والأحكام القضائية.”

ويأتي قرار رئيس جامعة القاهرة امتداداً لقرار سابق في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، حظر بموجبه إلقاء عضوات هيئة التدريس بالجامعة لمحاضرات وهن منتقبات، وأيدت القرار محكمة مصرية في كانون الثاني/ ينايرالماضي. حيث رفضت أربع دعاوى قضائية أقامتها نحو 80 باحثة منقبة ضد القرار.

قالت غادة علي، نائب رئيس وحدة مناهضة التحرش والعنف ضد المرأة بجامعة القاهرة، “القرار صائب. فالمنع خلال المحاضرات فقط، ويسمح بارتدائه في كل الأماكن الأخرى بالجامعة.” مضيفة أن معظم الأبحاث العلمية تثبت أهمية تعابير الوجه في التواصل وإيصال المعلومات.

لكن أستاذة منتقبة في جامعة القاهرة، طلبت عدم الكشف عن إسمها، ترى القرار جائراً ويتعدى على حريتها الشخصية. قالت “أنا أعمل في التدريس منذ 16 عاماً ولم تردني يوماً شكوى من أي طالب حول صعوبة الفهم أو التواصل معي بسبب نقابي.”

وأوضحت الأستاذة أن كشف الوجه غير مؤثر في قاعات تدريسية كبيرة تضم في بعض الأحيان أكثر من ألف طالب وطالبة. قالت “لا يمكن للطالب في وسط أو أخر المدرج رؤية وجه وشفاه الأستاذ بطبيعة الحال. كما أننا نستخدم شاشة كبيرة لعرض المعلومات وبالتالي الطالب يتابع الشاشة وليس وجه الأستاذ.”

تتفق سندس، طالبة في جامعة القاهرة، مع رأي الأستاذة بكون النقاب لا يشكل عائق أمام الطلاب في تلقي المعلومات خلال المحاضرة. قالت “توصيل المعلومة يتوقف على مدى إلمام الأستاذة بالموضوع لدينا أستاذة منتقبة وتقوم بتوصيل المعلومة بدرجة ممتازة ولم يشكل النقاب أي مشكلة في التواصل معها.”

يسمح بالنقاب فى ما يقرب من خمسة عشر جامعة فى مصر.

طبيبات بـ”قصر العيني” يتظاهرن ضد قرار حظر النقاب.

قال رشدي زهران، رئيس جامعة الإسكندرية، في تصريح صحفي “اللحية والنقاب والحجاب حرية شخصية، لن نصدر قراراً مماثلاً فالمنتقبات يعملن في الجامعات منذ سنوات، ولم يشتك أحد.”

حتى الآن يشمل القرار الأساتذة والعاملات في جامعة القاهرة وليس الطالبات، اللواتي يتخوفن من خطوة مماثلة تشملهم.

قالت طالبة منتقبة في في جامعة القاهرة طلبت عدم الكشف عن أسمها، “أخشى أن تقوم الجامعة بتعميم القرار ليشمل الطالبات، عندها قد اضطر للتخلي عن دراستي.”

لا يعتبر قرار جامعة القاهرة بمنع النقاب هو الأول من نوعه، إذ سبق وأن أصدرت الجامعة عام 2010 قراراً مماثلاً لكن المحكمة قضت ببطلانه في حينها. أما عربياً، فقد حظرت الحكومة التونسية في شباط/ فبراير العام الماضي ارتداء الفتيات اللواتي تقل أعمارهن عن 12 سنة للحجاب. كما فرضت حظر كامل على النقاب في جميع المؤسسات التعليمية. وفي وقت لاحق من العام الماضي، أوقفت وزارة التعليم التونسية معلمة ومشرفة في مدرسة ثانوية لرفضهما نزع النقاب. أيضاً، أثار قرار جامعة منوبة في تونس بمنع ارتداء الطالبات للنقاب داخل الحرم الجامعي ضجة كبيرة قبل عامين وتسبب في أعمال شغب وإقفال للجامعة على إثره لفترة وجيزة.

قال محمد عبد السلام، باحث من مؤسسة حرية الفكر والتعبير، “إن القرار بهذا الشكل يتعارض مع حق الإنسان في اختيار ملبسه والتي تندرج ضمن إطار الحرية الشخصية التي كفلها الدستور.” مضيفاً أنه كان من الأفضل وضع معايير علمية وموضوعية تتركز في تحديد المواد الدراسية التي تتطلب متابعة الطلاب لوجه وشفاه الدكتور مثل تعليم اللغات أو النطق وغيرها، وتحديد المواد التي لا تتطلب بالضرورة كشف الوجه.

قال “عندها يمكن إعطاء الخيار لأعضاء هيئة التدريس المنتقبات بتدريس المواد التي لا تستلزم كشف الوجه وترك المواد الأخرى لغير المنتقبات.”

ولأن اللجوء للقضاء لم يُجدي نفعاً في السابق، فقد دعت عدد من طبيبات وممرضات مستشفيات قصر العيني، التابع لجامعة القاهرة لتنظيم وقفة احتجاجية الأحد المقبل في كلية طب قصر العيني، للتنديد بالقرار منع النقاب في الجامعة.

قالت الأستاذة المنتقبة في جامعة القاهرة “هذا حقنا ولن نتنازل عنه.”

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى