أخبار وتقارير

15 ألف منحة دراسية جديدة للطلاب العرب

أطلق ملياردير إماراتي واحداً من  أكبر برامج المنح الدراسية في المنطقة الأسبوع الماضي. إذ خصص عبد الله الغرير، الذي جمع ثروته من الحديد والصلب والعمل المصرفي،  ثلث ثروة عائلته لتقديم آلاف المنح الدراسية الجامعية للطلاب الإماراتيين والعرب.

تتمتع مؤسسة عبد الله الغرير للتعليم بميزانية مبدئية تبلغ 1,1 مليار دولار أميركي، بحسب ما أكدت ميساء جلبوط المدير التنفيذي للمؤسسة، بهدف تمكين 15 ألف طالب وطالبة من الالتحاق بالجامعة. قالت جلبوط “برنامجنا طموح، لكنني متحمسة لهذا العدد. علينا جميعاً البدء بالتفكير في نطاق كبير كهذا، رغم أنه يعد صغيراً مقارنة بحجم الطلب الموجود.”

ستدرس الدفعة الأولى من المستفيدين من المنح الدراسة في المنطقة، لكن جلبوط تؤكد أن مؤسستها تسعى للتوسع عالمياً لمنح الطلاب فرص لمواصلة تعليمهم مستقبلاً خارج العالم العربي. ويعتبر تقديم المنح الدراسية الهدف الأساسي للمؤسسة، كما أنها تساعد في إعداد الطلاب الإماراتيين للدراسة في الجامعة مع التدريب على اللغة الإنجليزية والرياضيات والعلوم.

حددت المؤسسة 30 أيار/ مايو كموعد نهائي للتقديم الإلكتروني على المنح لهذا العام ضمن مجموعة من المعايير. إذ ينبغي على المتقدمين أن يكونوا من مواطني إحدى الدول العربية، وألا تتجاوز أعمارهم 30 عاماً مع إتقان اللغة الإنكليزية والتمتع بخلفية أكاديمية جيدة. سيتم النظر في الطلبات المتعلقة بدراسة الماجستير أو البكالوريوس في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات فقط.

اختار قادة المؤسسة التركيز على العلوم لإعتقادهم أن المنطقة تحتاج للتقدم في هذا المجال. قالت جلبوط “نريد تدريب الناس في المجالات التي يحتاج إليها العالم العربي إلى مواكبتها.”

لا يتفق الجميع على توجه المؤسسة. إذ يقول بعض الباحثين إن عدم إضافة العلوم الإنسانية والاجتماعية في المناهج الدراسية، لا يسهل حصول المنطقة العربية على ما تحتاجه من المبدعين والقادة المفكرين. قال ساري حنفي، رئيس قسم علم الاجتماع في الجامعة الأميركية في بيروت، “عندما رأيت إعلان المنح الدراسية، كان واضحاً أنه وكالعادة تم تغييب العلوم الاجتماعية والإنسانية.”

بحسب حنفي، فإن الطلاب المتفوقين نادراً ما يختارون دراسة العلوم الاجتماعية نظراً للنظرة الإجتماعية المتدنية لهذا التخصص. قال “نحن بحاجة إلى تشجيع الطلاب المتفوقين لدراسة العلوم الاجتماعية، ربما من من خلال تقديم منح دراسية.” موضحاً أن الصراعات والإرهاب من أكثر القضايا إلحاحاً في العالم العربي ويحتاجان لدفعة قوية من العلوم الاجتماعية.

قال “كيف سنتمكن من حل مشكلات تنظيم الدولة الإسلامية والأنظمة الإستبدادية؟ نحن بحاجة حقيقية للعلوم الاجتماعية لدراسة هذه المشكلة بشكل صحيح وفهمها ومن ثم القيام بشيئ ما حيالها.”

تؤكد المؤسسة على موقعها على الانترنت أن الطلاب الجامعيين الذين سيدرسون العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات سيحصلون على فرص عمل برواتب جيدة في المنطقة التي تعاني من نسبة بطالة مرتفعة.

للحصول على منح دراسية ينبغي أن يتمتع الطلاب بالتفوق الدراسي، إضافة إلى محدودية الدخل والحاجة المالية. قالت جلبوط “ليكون الطلاب مؤهلين، يتوجب أن يكونوا غير قادرين فعلياً على الدراسة على نفقتهم الخاصة.”

ليس من السهل تحديد الوضع المالي في العديد من الدول العربية، إذ أن الحصول على وثائق حقيقية تؤكد الوضع المالي للمتقدم غير مضمون. لا تستهدف المؤسسة اللاجئين بشكل مباشر، لكن جلبوط تؤكد أن طلباتهم مرحب بها. وبحسب جلبوط، لايوجد مؤشر محدد لدخل أسر المتقدمين. قالت “معيار الدخل نسبي، إنه يعتمد على حجم عائلتك وما إذا كنت مواطناً في البلد الذي تقيم فيه. إننا نأخذ هذه الأمور في عين الاعتبار ونحاول أن نكون منصفين قدر الإمكان.”

ستقوم المؤسسة بإجراء المقابلات للمرشحين في حزيران/ يونيو القادم، وسيتم إعلان القائمة الكاملة للمقبولين في أب/ أغسطس، حيث من المفترض أن تبدأ الدراسة في شهر أيلول/ سبتمبر المقبل في مجموعة من المؤسسات التعليمية الرائدة في المنطقة والتي تضم: الجامعة الأميركية في القاهرة، الجامعة الأميركية في بيروت، والجامعة الأميركية في الشارقة أو جامعة خليفة في أبوظبي. سيحصل بعض الطلاب أيضاً على مساعدة لنفقات المعيشة وتكاليف النقل بحسب حاجتهم.

تأمل المؤسسة في توفير المزيد من المقاعد الدراسية في جامعات أخرى في السنوات المقبلة. قالت جلبوط “نريد حقاً إرسال الطلاب إلى أفضل الجامعات المتخصصة في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في مختلف دول العالم، إننا نبحث عن فرص في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا في المقام الأول.”

من خلال المنح الدراسية، تأمل جلبوط في خلق جيل من العلماء العرب الرائدين والمهندسين المبدعين. قالت “إن العالم العربي بحاجة حقا لأخبار سارة، نتمنى أن يكون هذا أحد هذه الأخبار.”

للتعرف على شروط التقديم، اضغط هنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى