أخبار وتقارير

فرص التعلم عبر الإنترنت على طاولة نقاشات الأكاديميين الأفارقة

هيمن الشعور بالحاجة الملحة لتحسين التعليم في أفريقيا على أجواء مؤتمر التعليم الإلكتروني في أفريقيا الذي جمع 1,200 من المربين والخبراء في القاهرة. إذ قال ياسر القاضي، وزير الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري والذي إستضافت وزارته المؤتمر، “لن ننتظر حتى حلول العام 2063.” في إشارة إلى الإتحاد الأفريقي الذي حدد عام 2063 على أنه العام الذي ستكون فيه أفريقيا “قارة متحولة”.

وقال الأكاديميون إنه وقت طويل جداً للإنتظار، لذلك قضوا المؤتمر في دراسة سبل تسخير إمكانات تكنولوجيا المعلومات والتعلم عبر الإنترنت لتحسين فرص التعليم ومخرجاته في القارة.

قال تشارلز سينكوندو، المدير التنفيذي لوكالة التعليم الدولي في تنزانيا، “هنالك إدراك واسع النطاق بين الأكاديميين، والسياسيين، ورجال الأعمال بأن من حقنا التحرك بسرعة الآن. جميعنا يدرك بأن أفريقيا قارة فتية وقريباً ستكون غالبية السكان فيها ما دون سن الـ24 من العمر. لا يمكننا ترك مستقبل 200 مليون شاب أفريقي للصدف. إذا لم نستثمر بقوة في التعليم والتدريب والتأكد من أن شبابنا مجهز تجهيزاً كاملاً للمنافسة في العصر الرقمي، فإننا سنبقي على بعض المشاكل الإجتماعية الخطيرة جداً بالنسبة لنا ولجيراننا.”

كان دور المساقات الهائلة المفتوحة عبر الإنترنت (MOOCs) الموضوع الرئيسي في الإجتماع، مع عروض تقدم أمثلة على الكيفية التي يمكن من خلالها إستخدام هذه المساقات بشكل فعال في المنطقة وخارجها.

قال آندي نوبير، من منصة التعلم عبر الإنترنت AuthorAid، إن نسبة كبيرة من أولئك الذين يشاركون في دورات منظمته المقدمة عبر الإنترنت من أفريقيا، مما يعكس الإهتمام المتزايد بالتعلم عبر الإنترنت في أوساط الأفارقة. لكن نوبير يقر بالتحديات – ففي دراسة أجريت مؤخراً على المشاركين في أحد مساقات الكتابة في منصة AuthorAid حضرها الأفارقة حصراً، بما في ذلك 42 مصرياً وأحد التونسيين، قال المشاركون إن العقبات الرئيسية تتضمن إلتزامات العمل، وبطء أو إنعدام الوصول إلى الإنترنت، فضلاً عن إنقطاع التيار الكهربائي.

وبهدف مساعدة المتعلمين الذين يتوفرون على وصلات إنترنت محدودة، وفرت منصة AuthorAid محتوى ذو نطاق تردد منخفض ومواد قابلة للتحميل بالإمكان إسترجاعها عندما يكون الإتصال بالإنترنت أفضل. قال نوبير إنه وعلى الرغم من التحديات، فإن 888 من أصل 1,683 شخص سجلوا في دورة الكتابة قد أتموها بالفعل، أي بنسبة إنجاز تبلغ 53 في المئة وهي ما يقول بأنها نسبة معتبرة.

إستخدمت ماجدة المازري، أستاذة الهندسة في المدرسة العليا لصناعات النسيج والألبسة في المغرب (ESITH)، وحدات التعلم عبر الإنترنت لتعزيز حصصها التي تحضرها شخصياً. وقالت بأن توفير المساقات الهائلة المفتوحة عبر الإنترنت MOOCs إلى جانب الوسائل التقليدية منح طلابها فرصة للمشاركة بفعالية في عملية التعلم.

https://www.bue.edu.eg/

وفي سؤال للفنار للإعلام حول كيفية تكيف طلابها لإستخدام أدوات التعلم الرقمية، قالت المازري “من أهم فوائد المساقات الهائلة المفتوحة عبر الإنترنت MOOCs هو تمكن طلابها من تقييم إحتياجاتهم وإختيار الدورات التي تلبي تلك الإحتياجات بشكلٍ أفضل. لقد رأيت كم كانوا نشيطين ومتحمسين، وقد أعطتني درجة نشاطهم، ومشاركتهم، وحضورهم إنطباعاً بأنهم كانوا مهتمين ومتقبلين بسهولة لفكرة خوض هذه التجربة.”

في تونس، قدم مركز الإعلام والتكوين والتوثيق والدراسات في تكنولوجيا المواصلات (CIFODE’COM)، تحت إشراف وزارة تكنولوجيا المعلومات والإتصال التونسية، مساقات هائلة مفتوحة عبر الإنترنت MOOCs كمنصة للمطورين ليستخدموها في خلق 1000 تطبيق للهواتف المحمولة التي يمكن أن يستخدمها الشباب للبدء بأعمال تجارية جديدة.

تم منح 8,000 شاب تونسي فرصة الوصول إلى التكنولوجيا. قال مراد بن رمضان، من المركز التونسي، إنه وعلى الرغم من مواجهة بعض المشاركين لقيود مالية وإتصالٍ بطيء بالإنترنت، فإن البرنامج الأولي كان ناجحاً إلى حد كبير، وهنالك خطط جارية لجعل المساقات الهائلة المفتوحة عبر الإنترنت MOOCs متاحة ل16,000 من المطورين من الشباب التونسي في منطقة تستخدم فيها اللغة العربية باللهجة التونسية.

كما عرض عدد من العروض في المؤتمر تطبيقات ناجحة لتقنيات التعليم عبر الإنترنت لتعليم اللاجئين في أفريقيا.

ومن المبادرات الرئيسية، برزت مبادرة تعليم عالي بلا حدود للاجئين، والتي تستهدف مخيمات داداب للاجئين في كينيا، من خلال شراكة بين مجموعة من الجامعات الكينية والكندية برئاسة جامعة يورك. بإستخدام المساقات الهائلة المفتوحة عبر الإنترنت MOOCs، قدم البرنامج برامج جامعية معترف بها دولياً على مستوى شهادات ودبلومات ودرجات علمية في التربية، والعلوم الإجتماعية، والعلوم الطبيعية، بحسب دون ديبو، الأستاذ بجامعة يورك.

يعطي ديبو دروساً حول العدالة الإجتماعية والإقتصادية والبيئية يتمكن خلالها طلابه الكنديين من التواصل مع الطلاب اللاجئين في كينيا من خلال منصة رقمية. قال ديبو “في البداية، خشي الطلاب اللاجئون من تلقيهم لتعليمٍ من الدرجة الثانية.” لكن ربط جميع الطلاب رقمياً ساعد في سد الثغرات، وخلق وعياً أكبر عن الظلم الإجتماعي العالمي لدى كلا الجانبين.

قال ديبو “طرح العمل مع اللاجئين العديد من التحديات، بدءاً من عدم فهم كيفية عمل أدوات التعلم عبر الإنترنت.” كما كان الطلاب اللاجئون يشهدون ظروفاً معيشية لا يمكن التنبؤ بها، من بينها إنتشار ظواهر الزواج المبكر والحمل والولادة في أوساطهم.

كما يعمل مشروع آخر بعنوان “مبرمج هاتف محمول لكل مدرب” (OMPT)، مع منظمات محلية في مخيمات اللاجئين لإنشاء فيديوهات تعليمية بسيطة حول مواضيع مثل الزراعة والتنمية الإقتصادية والتعليم، والمشاركة المدنية والصحة، تقدم من خلال وسائل عرض لاسلكية. ويستخدم المتعلمون المعدات التقنية للمبادرة، والتي تشمل كاميرات، وأجهزة عرض لاسلكية، وأجهزة إعادة الشحن، والمصممة خصيصاً للمناطق ذات الموارد المنخفضة.

قالت كلير بيلي، مديرة البرنامج، “يتصور برنامج OMPT عالماً لا تكون فيه الكهرباء، والأمية، والموقع، واللغة، والموارد بعد الآن حواجز تحول دون إحداث تغيير إجتماعي إيجابي.”

تعمل بعض المبادرات أيضاً لمراقبة جودة التعليم في أفريقيا. حيث يستخدم مشروع REACH، “نتائج للتعليم وصحة الطفل”، أداة لجمع البيانات وتقديم التقارير لتقييم البيئة المدرسية في مناطق اللاجئين من أجل فهم أفضل للحواجز القائمة التي تواجه التعلم. عادة ما يقيس مشروع REACH الوقت الفعلي الذي يقضيه الطلاب في التعلم في الفصول الدراسية، وإدارة المدرسة، وإذا ما كان الطلاب يتمتعون ببيئة صحية ومغذية ونظيفة يمكنهم من خلالها أن يتعلموا. ويتم الإنتهاء من جمع وتوحيد وتحليل البيانات التي تجمعها الأداة من مختلف المدارس بدون الحاجة للإنترنت، للتغلب على مشكلة خدمات الإنترنت السيئة في مناطق اللاجئين التي يعمل فيها المشروع.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى