مقالات رأي

مبادرة لتسهيل حصول الطلاب السوريين على منح جامعية أميركية

نُشر الحوار التالي لأول مرة على موقع نيوز ديبلي ويعاد نشره هنا مترجماً بموجب اتفاق مع الصحيفة.

كلما ازدادت صعوبة السفر والعمل في الخارج أمام السوريين، تضاعفت محاولات جورج بطح في مساعدة الطلاب السوريين في الحصول على منح في الولايات المتحدة.

سافر بطح إلى الولايات المتحدة من دمشق في العام 2013 ليدرس إدارة الأعمال، ثم باشر في مسيرة في إدارة الموارد المالية في مدينة شيكاغو. يعمل اليوم كمستشار في نيويورك، فيما يدافع في الوقت نفسه عن حقوق اللاجئين السوريين في الولايات المتحدة. في العام 2016، شارك في تأسيس منظمة تمكين الشباب السوري التي تساعد الطلاب السوريين في تقديم طلبات المنح للجامعات الأميركية.

يقول بطح “لاحظنا وجود هوّة في الفرص التربوية التي تُتاح أمام السوريين. وبما أن معظم المنظمات تجمع الأموال لإعطاء المنح للطلاب، فكرنا بالتالي: لمَ لا نساعد الطلاب في الاستعداد للمنافسة على المنح المتوفرة أساساً؟”

بدأت مبادرة تمكين الشباب السوري في العام الماضي بتقديم التوجيه والدروس الخصوصية المجانية على الإنترنت في عدد كبير من المدن السورية والبلدان المجاورة. وتمكنت المنظمة مع ميزانية تبلغ 2.700 دولار أميركي من مساعدة تسع طلاب سوريين في الحصول على قبول من جامعات أميركية شهيرة مثل هارفارد، براون وستانفورد – مع منح تبلغ قيمتها الإجمالية 4.032.000 دولار أميركي.

يتضمن مقدمي الطلبات في البرنامج طلاب من دمشق وضواحيها، حمص، حلب، حما ودير الزور. قال بطح الذي اهتم برنامجه للتو بجولة جديدة من الطلبات “هناك ناس من المدن والقرى، وناس من المدارس الدولية والمدارس الرسمية.”

أدناه حوار أجرته نيوز ديبلي مع بطح حول برنامج تمكين الشباب السوري والتحديات التي تلوح أفقه.

– لم كان من المهم بالنسبة إليك أن تساعد الطلاب السوريين في الحصول على منح في الولايات المتحدة؟

لدينا ثلاثة أهداف أساسية. الأول هو مساعدة الطلاب الذين طالتهم الحرب لكي يحققوا كل إمكانياتهم. إنهم أذكياء للغاية، ونعتقد أننا سنتمكن من خلال هذا البرنامج من أن نحرر قدراتهم، وسيكون لذلك تأثير ممتاز عليهم وعلى عائلاتهم وعلى مجتمعاتهم.

أما الهدف الثاني فهو أن يمثل هؤلاء الطلاب بلدنا وشعبنا. فنحن نعاني من نقص شديد في تمثيل الطلاب السوريين. ونعتقد من خبرتنا كشركاء في تأسيس هذه المنظمة أن وجودنا في حرم الجامعات في الولايات المتحدة يجعلنا أكثر فعالية في الضغط وفي تصغير هوة التفاهم بين الأميركيين والمجتمعات الدولية وسوريا وما يحصل هناك.

كما ونعتقد ثالثاً أن هذه هي الوسيلة الوحيدة لكي نتقدم في سوريا، أي عبر التعلم وعبر بناء جيل من القادة المستقبليين، مهما كان اختصاصهم. إنه من الضروري أن يكون لدينا أفراد أقوياء ومتعلمين قادرين على المساهمة في إعادة بناء البلاد.

-أيّ مجموعة تستهدفون عبر هذا البرنامج؟

إن هدفنا هو إيصالهم إلى أبرز الجامعات في أميركا، لذا من الطبيعي أن نبحث عن ألمع الناس أي الذين بمقدورهم الوصول إلى جامعات مثل هارفرد، أم آي تي، ستانفورد أو كولومبيا. ولكي يصل المرء إليها، عليه أن يكون جدي ودؤوب في عمله، ذكي جداً، بارع في اللغة الانكليزية أو أن يحسن لغته الانكليزية في خلال فترة عملنا معه.

نرحب كل الترحيب بطلب أي طالب سوري. وإذا رأينا أنه من الممكن أن نوصله إلى الجامعات الأبرز، نقبله بغض النظر عن خلفيته أو دينه. نميل عادة نحو الأفراد الذين يتمتعون بلغة انكليزية أفضل بقليل أو الذين حصلوا على نتائج أفضل في المدرسة. ولكننا نتطلع إلى التوسع في المستقبل وأن نبدأ العمل مع الأفراد منذ عمر مبكر، كي نستقبل الذين تضرروا إثر الحرب والذين اضطروا إلى إيقاف تعلمهم ونحضرهم لتقديم الطلبات إلى هذه الجامعات والحصول على القبول منها.

-حصلت طالبة واحدة فقط على منحة جامعية في الولايات المتحدة. هل كنتم قلقين إزاء التوازن بين الجنسين في عملية تقديم الطلبات؟

كان هناك طالبتان أخرتان في البرنامج إلا أنهما لم تحصلا على المنحة. ونعمل هذا العام على أن يكون لدينا توازن أكبر بين الجنسين. ففي العام الماضي، كان عدد الذكور أكبر من عدد الإناث بين مقدمي الطلبات. ولا يزال عددهم أكبر الآن، ولكننا نرى عدد متزايد من الإناث. لذا، نأمل أن تتبدل الأحوال. إن الأولوية بالنسبة لنا هي أن تكون مبادرتنا مبنية على جدارة الطالب حيث لن يكون جنسه عاملاً حاسماً. نريد أن نعطيه فرصة بصرف النظر عن جنسه ودينه وأحواله ومستواه الاجتماعي.

-ما هي التحديات التي واجهها الطلاب في خلال عملية تقديم الطلبات وإعطاء الدروس؟

يتمتع جميع الطلاب بالذكاء، لذا يفهمون كل شيء بسرعة في خلال الدروس، ويعملون كثيراً بمفردهم ليصبحوا على استعداد أكبر للامتحانات. لذا، لم نواجه الكثير من المشاكل في شق الدروس. إن التحدي الأكبر هو الفارق بين النظامين التعليميين ولكنه ليس تحدياً كبيراً إلى حد عدم السماح للناس بالدخول. ففي ما يتعلق بتقديم الطلبات إلى الولايات المتحدة، لدينا امتحان التوفل (TOEFL) والسات (SAT)، وعلى الطالب أن يتأقلم والطريقة التي يقوم بها بالامتحان، ويتطلّب اعتياده عليها بعض الوقت. كما أن بعض المفاهيم مثل كتابة مقالة الطلب أو طلب رسائل توصية هي غريبة على النظام التعليمي السوري. وهذا هو تماماً سبب وجودنا هنا، فدورنا هو أن نجعل من السهل عليهم أن يكتبوا المقالات وأن يسردوا قصتهم وأن يُخرجوا أفضل ما عندهم.

-كيف أثرت الحرب على العملية؟

حتى في الوقت الذي كانت فيه الحرب مندلعة في أجزاء من البلاد، كان طلابنا مركزين كل التركيز على أهدافهم وأحلامهم. كانت الحالة في حلب في السنة الماضية كارثية، وعلى الرغم من ذلك حصل أحدهم على القبول من أم آي تي (MIT) وآخر من هارفرد. إن طريقة تأقلمهم مثيرة للإعجاب، سواء كان مع انقطاع الكهرباء أو الماء أو الانترنت. يأتون بكتبهم ويجدون بعض النور ويدرسون. إنهم يجدون الوسيلة ليحققوا ما يريدون الوصول إليه.

إن معايير منح التأشيرة الجديدة تتطلب من مقدّمي الطلبات أن يكون لهم أفراد من عائلتهم المباشرة هناك أو أن يكون لديهم علاقات عمل أو تعلم وطيدة مع الولايات المتحدة. هل تقلق حيال تأثير حظر السفر على طلابك؟

كان اثنان من طلابنا محظوظين إذا كانا قد قدما طلبهما قبل ذلك وحصلا على التأشيرات قبل تعديل المحكمة العليا أجزاء من حظر السفر. إلا أنني قلق جداً حيال كيفية تأثير هذا الحظر على الطلاب – ليس فقط هؤلاء بل الذين يريدون أن يقدموا طلباتهم في المستقبل. ليس ذلك مدمر للطلاّب الراغبين بتقديم طلباتهم بل هو مدمر بشكل عام. فهم يبعثون رسالة إلى الناس الأفضل والأبرع والراغبين بالقدوم إلى أميركا ليدرسوا وينقلوا القيم الأميركية إلى بلدهم، ويقولون لهم إنه غير مرحب بهم. هذا سيء ليس فقط للطلاب والبلدان التي يأتون منها بل أيضاً للولايات المتحدة، فهي ستخسر تنوعها وستخسر أرضها وجامعاتها واقتصادها هذه الأدمغة.

ما لاحظناه في خلال حظر السفر هذا كله هو أن لا أحد يعلم ما الذي يحصل فعلاً. فلا يملك الضباط ما يكفي من المعلومات للتصرف. آمل ألا يؤثر حظر السفر على الطلاب الذين بحوزتهم إفادة رسمية من الجامعة التي قبلتهم. ولكن ما الذي يحصل إن لم يبلغ الموظفون بذلك؟ هناك مجال كبير للمناورة هنا، فهذا موضوع غامض حيث يمكن للضابط أن يقول إن ذلك ليس كافياً وألا يصدر التأشيرة، فيخسر عندها الطالب فرصته. إنني لا أعلم بتاتاً كيف ستنتهي الأمور.

-هل تقلق أن يخلق هذا النوع من السياسات بيئة عدائية لطلابكم في الولايات المتحدة؟

بحسب ما لاحظته، أظن أن الجامعات الأميركية وعدد كبير من الأميركيين منفتحين ومرحبين بالمهاجرين أكثر من الحكومة. إنني آمل أن يكون ذلك فعلاً هو الحال بالنسبة لواقع طلابنا المستقبلي في هذا البلد.

إنني أعتقد أن هذا المناخ السياسي سام فهو يحرض الناس بعضاً على بعض، ولا يجب أن تكون الحال كذلك، خاصة في بلد مثل الولايات المتحدة فهو مشهور لكونه ملتقى الشعوب وبلد شديد التنوّع.

– بعيداً عن تحديات التأشيرات، ما هي الفرص التي ستدفع ببرنامجكم نحو الازدهار؟

إننا نتوسع وننتشر. لقد تلقينا في السنة الماضية 308 طلباً أما في السنة الحالية فوصل العدد إلى 1320 طلب. إننا نوسع صفوفنا لتشمل 35 أو 40 فرداً. وكلما ازدادت سنين خبرتنا، زادت سهولة توسعنا. وقد وظفنا المزيد من الأساتذة. يتطلب الوصول إلى ما نطمح إليه الكثير من الوقت والجهد والمال والناس. إلا أننا سنركز على النمو مع ازدياد خبرتنا في هذا المجال.

*تم تحرير هذه المقابلة بهدف الاقتضاب والوضوح.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى