نصائح ومصادر

تقرير: نصف الأطفال اللاجئين خارج المدارس

لم يسجل أكثر من نصف الأطفال اللاجئين حول العالم في المرحلة الابتدائية أو الثانوية في المدرسة العام الماضي، بحسب ما يفيده تقرير نشرته وكالة الأمم المتحدة للاجئين، المعروفة عامة بالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

يعني هذا أن 3.5 مليون طفل تحت حماية المفوضية لا يرتادون المدرسة، بحسب التقرير الذي يحمل عنوان: “مهملون: تعليم اللاجئين في أزمة“. عرض التقرير حالة تعلّم اللاجئين في العام 2016 بالمقارنة مع السنة السابقة باستخدام معلومات من استطلاعات المفوضية حول التربية وقاعدة بيانات السكان ومعهد اليونيسكو للإحصاء.

وأفاد التقرير أن أزمة تعليم أطفال اللاجئين تسوء عوضاً عن أن تتحسن. قال المفوّض فيليبو غراندي في التقرير “إن الهوّة في فرص التعلّم للاجئين الذين يبلغ عددهم 6.4 مليون، والذين هم في سن الدراسة وتحت رعاية المفوضية تتّسع يوماً بعد يوم.”

اليوم، يبلغ احتمال ألا يرتاد الطفل اللاجئ المدرسة خمسة أضعاف احتمال ألا يرتادها الطفل غير اللاجئ، وفقاً للمفوضية.

كما ويظهر التقرير أنه مع تقدّم سنوات الدراسة، تنخفض نسبة الأطفال اللاجئين المسجلين. يذهب 61 في المئة من الأطفال اللاجئين إلى المدرسة الابتدائية، فيما يرتادها 23 في المئة منهم فقط في المرحلة الثانوية.

إن نسبة 61 في المئة التي تمثل عدد الأطفال الذي يرتادون المدارس الابتدائية هو ارتفاع من نسبة بلغت 50 في المئة في السنة الفائتة. ويعود هذا بشكل أساسي إلى المجهود الذي بذلته البلدان المحيطة بسوريا لتسجيل المزيد من الأطفال اللاجئين في المدرسة وفي برامج تعليم أخرى، بالإضافة إلى الجهود في زيادة التسجيل التي بذلتها الدول الأوروبية التي لديها قدرة استيعاب، بحسب المفوضية. إلا أن نسبة 61 في المئة هزيلة مقارنة مع المعدل العالمي لعدد الأطفال الذين يرتادون المدارس الابتدائية، وهو 91 في المئة.

وأضاف التقرير إنه وعلى الرغم من ازدياد الاستثمار في برامج المنح للاجئين، لا يتلقى الدراسة الجامعية إلا واحد في المئة من أولاد اللاجئين الذين يبلغون سن الالتحاق بالجامعة، بالمقارنة مع 35 في المئة على الصعيد العالمي.

ويستمر الضغط بالتصاعد لمواكبة عدد أطفال اللاجئين الذي لا ينفك يزداد. إن نصف الـ17.2 مليون لاجئ حول العالم هم تحت سن الـ18 عاماً. وللسنة السادسة على التوالي، يُضاف 600 ألف طفل على عدد اللاجئين الذي هم في عمر الالتحاق بالمدرسة، وفقاً للتقرير.

لا يزال عدد الفتيات يقل عن عدد الفتيان. إذ أظهر التقرير أنّه مقابل كلّ 10 فتيان، ترتاد 8 فتيات فقط المدارس الابتدائية. وتتسع الهوة مع تقدمم العمر، فسبعة مقاعد فقط من أصل عشرة في المدارس الثانوية تشغرها الفتيات.

وتتعرض البلدان ذات المداخيل المتدنية للضغط بشكل خاص فيما يتعلق بتعليم اللاجئين، فهي تتحمل عبء 28 في المئة من لاجئي العالم. في هذه البلدان، تتوفر لأقل من نصف أطفال اللاجئين إمكانية التسجّل في المدارس الابتدائية فيما 9 في المئة من المراهقين بإمكانهم الحصول على دراسة في المرحلة الثانوية.

وتقول المفوضية “إن الأعداد في المرحلة الثانوية منخفضة لدرجة مقلقة.”

وقعت العام الماضي 193 دولة إعلان نيويورك للاجئين والمهاجرين ووافقت على دعم أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 4 في تقديم “التعليم الشامل والجيد للجميع وتشجيع التعلم مدى الحياة.”

ولتحقيق هذه الالتزامات، ألحّ تقرير المفوضية على موقعي هذه الاتفاقيات أن يتخذوا خمس مبادرات تتضمن جعل يجعلوا التعليم جزءاً من استجابة الطوارئ في أزمة اللاجئين، وأن يستثمروا في وسائل شاملة وبسيطة للدخول إلى أنظمة التعليم الرسمي في البلد المستضيف، وأن يسجلوا الشباب اللاجئين في أنظمة التعليم الرسمي. كما يحث التقرير اللاجئين على متابعة المناهج المعتمدة والخضوع للامتحانات الضرورية للدخول إلى مستوى التعلم التالي.

والأهم من كل ما سبق هو أنه على العالم أن يقدم الدعم لكي يتلقى أساتذة الأولاد والشباب اللاجئين الرواتب المناسبة وأن تتوفر لديهم الأدوات الضرورية للتعليم والمعاونة المختصة. فيعمل هؤلاء الأساتذة في “أصعب الصفوف في العالم”، وفقاً للمفوضية.

https://www.bue.edu.eg/

يتضمن التقرير مجموعة كبيرة من الدراسات حول البرامج التي تعالج التعليم والتعلّم في هذه الظروف شديدة الصعوبة، من مخيمات اللاجئين في البلدان المجاورة حيث يتوجب على اللاجئين التعلّم بلغة جديدة، إلى التعلّم في منطقة الحرب.

“على الرغم من الدعم الهائل الذي تلقاه إعلان نيويورك وأهداف التنمية المستدامة 4، لا يزال اللاجئون في خطر الإهمال الشديد في ما يتعلق بتعلّمهم”، بحسب التقرير.

وطالبت المفوضية في نهاية تقريرها “المجتمع الدولي إلى تحويل كلامه إلى أفعال.”

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى