أخبار وتقارير

جهود لتطوير مهارات الأساتذة الليبيين

ساوثهامبتون، المملكة المتحدة – يخضع أساتذة من جامعة طرابلس في ليبيا لدورات مكثفة في جامعة ساوثهامبتون حالياً لتدريبهم على أساليب التدريس المعتمدة في التعليم العالي في المملكة المتحدة.

تعد جامعة طرابلس، والتي تضم نحو 80 ألف طالب وطالبة ونحو 4 آلاف أستاذ وأستاذة، أكبر جامعة حكومية في ليبيا. وعلى الرغم من امتلاك العديد من الأساتذة لسنوات من الخبرة في التدريس في مختلف التخصصات، فإن الاهتمام بتطويرهم المهني بصورة عملية لجعلهم أساتذة أكثر فعالية مازال أقل من المأمول.

يستند البرنامج التدريبي الذي يستمر لحوالي أسبوعين على برنامج جامعة ساوثهامبتون المعتمد لتدريب أساتذتها الجدد، بحسب بول ريدي، منسق البرامج في مركز التعليم العالي بالجامعة.

خلال الشهر الحالي، أنهى 29 من الأساتذة الليبيين من اختصاصات مختلفة البرنامج وهم الدفعة الثانية من الأساتذة الذين تم تدريبهم هذا العام.

قال ريدي”البرنامج في الأساس مخصص لتعليم المحاضرين الجدد كيفية التدريس، يتعلق الأمر بتصميم وتدريس التعلم، بما في ذلك الأخذ بعين الاعتبار التنوع داخل مجموعات الطلاب.”

يشكل الاعتماد الرسمي في ممارسات التدريس شرطاً متزايداً في جامعات المملكة المتحدة، لكن في ليبيا لا توجد هيئة رسمية تقدم هذا النوع من الاعتماد. حتى الآن، تعتبر جامعة طرابلس الجامعة الليبية الوحيدة التي تقدم لأعضاء هيئة التدريس هذا النوع من التدريب.

يعتقد فوزي جاروشي، وهو أستاذ مساعد في كلية الهندسة وأحد المشاركين في التدريب، أن الخبرة التعليمية التي اكتسبها خلال تحضيره للحصول على شهادة الدكتوراه في جامعة فلوريدا لم تؤهله لتدريس صفوف كبيرة الحجم والتي تعد شائعة جداً في جامعة طرابلس والجامعات الحكومية في المنطقة العربية بشكل عام.

https://www.bue.edu.eg/

قال “في طرابلس، ندرس في قاعات تضم نحو 90 طالباً وطالبة في حين أن العدد لا يتجاوز 20 إلى 25 في الولايات المتحدة. وعندما عدت إلى بلدي للتدريس، كنت أستخدم نفس الأسلوب الذي كنت اتبعه في تدريس 20 طالب في الولايات المتحدة، لم يكن الأمر ناجحاً على الإطلاق، فمراجعة الواجبات المنزلية الأسبوعية كانت تقتلني تقريبا.”

في الصفوف كبيرة الحجم، يعتمد الأساتذة غالباً أسلوب إلقاء المحاضرات بينما يلجأ الطلاب إلى تدوين الملاحظات. لكن هذه الطريقة لا تناسب كل الطلاب بحسب ريدي.

قال “يمكن استخدام هذا النموذج مع الطلاب ذوي الإمكانات الدراسية الكبيرة، لكن بالنسبة للطلاب الذين ليس لديهم قدرات مماثلة فإنهم بحاجة إلى مزيد من الدعم في تعلمهم.”

لذلك، يركز البرنامج التدريبي بشكل خاص على التقنيات التي يمكن استخدامها في تدريس الصفوف كبيرة الحجم. يشمل ذلك تقنية تعليم الأقران التي وضعها اريك مازور، أستاذ الفيزياء في جامعة هارفارد في الولايات المتحدة.

وبحسب ريدي، فإن هذا الأسلوب التدريسي “يعتمد التغذية الراجعة بهدف إخبار المتعلم بنتائج ردوده وآلية تصحيح أخطائه، إذ يسمح للأستاذ باستعراض الأسئلة مع الطلاب، وحضهم على إيجاد إجابات من خلال المناقشة والتفكير المشترك بالإضافة إلى بعض المداخلات من الأستاذ لحث الطلاب على إعادة النقاش وتطويره للحصول على إجابات صحيحة.” وقد يتم ذلك باستخدام تطبيقات الهاتف المحمول.

بدأ التواصل بين جامعة طرابلس وجامعة ساوثهامبتون من خلال بشير الوليد، الأستاذ مشارك في علم الأمراض في كلية العلوم الصحية بجامعة ساوثهامبتون، بعد زيارته لجامعته الأم في عام 2013. بعد الإطاحة بنظام القذافي في عام 2011 ، أولت إدارة جامعة طرابلس الأولوية لتحسين نوعية التعليم، فضلاً عن إبقاء الجامعة منفصلة عن الاضطرابات السياسية في البلاد، كما قال لوليد.

ناقش الوليد احتياجات التطوير المهني لأعضاء هيئة التدريس مع مدني دخيل، رئيس جامعة طرابلس والذي يشغل اليوم منصب ممثل ليبيا لدى اليونسكو. قال “كان من بين الأشياء التي تمت مناقشتها نوع التدريب، إذ أن جميع الذين عرفتهم في طرابلس سيكملون ببساطة الدكتوراه ثم يذهبون مباشرة إلى التدريس.”

ساهم المجلس الثقافي البريطاني في ليبيا في تنسيق ترتيبات سفر الليبيين إلى ساوثهامبتون، بما في ذلك التأشيرات.

لدى عودتهم، سيقوم المشاركون في التدريب بتدريب زملائهم في تطبيق التقنيات التي تعلموها في الجامعة البريطانية، بحسب الوليد.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى