أخبار وتقارير

مساع جديدة لتعزيز وصول الطلاب السوريين للجامعات

لشبونة – بصوت هادئ وواثق شرحت مريم عيسى، المهندسة السورية الشابة، كيف ساعدتها منحة لدراسة الماجستير في الهندسة المدنية في جامعة مينهو البرتغالية على التفكير والتخطيط لإعادة إعمار بلدها.

قالت “لم يكن ذلك ممكناً لو لم أحصل على المنحة، القدوم للبرتغال والالتحاق بالجامعة هنا جعلاني أفكر بشكل مختلف. أستطيع القول إن القرار الذي اتخذ ربما في غرفة صغيرة لقبولي في المنحة يشبه في تأثيره على حياتي تأثير الفراشة في النظريات الفيزيائية.” في إشارة منها إلى التعبير المجازي المستخدم لوصف ظواهر ذات تأثيرات متبادلة ومتواترة تنجم عن حدث، قد يكون بسيطا في حد ذاته، لكنه يولد سلسلة متتابعة من النتائج والتطورات التي يفوق حجمها بمراحل حدث البداية وبشكل قد لا يتوقعه أحد.

حديث عيسى جاء خلال مؤتمر دولي عقدته مؤخراً المنصة العالمية للطلاب السوريين، التي أطلقها الرئيس السابق جورج سامبايو عام 2014 لتوفير المساعدة الأكاديمية العاجلة للطلبة لدعم استكمال دراستهم في 10 بلدان في جميع أنحاء العالم وكانت عيسى واحدة منهم. شكل المؤتمر، الذي حمل اسم “لنعمل أكثر وأفضل وأسرع”، منبراً للإعلان عن مبادرة جديدة لتنسيق الجهود الحكومية والخيرية وغير الحكومية والمؤسساتية لمساعدة المزيد من الطلاب السوريين على الوصول إلى الجامعات. إذ تسعى آلية الاستجابة السريعة للتعليم العالي في حالات الطوارئ والمجتمعات المتأثرة بالصراع (RRM) إلى توفير المزيد من الفرص الأكاديمية للشباب اللاجئين وتزويد الجامعات بالموارد اللازمة لقبول هؤلاء الطلاب ومساعدتهم على مواصلة تعليمهم في دول نزوحهم.

قال الرئيس سامبايو خلال المؤتمر “كما تمتلك المستشفيات العالم نظام لخدمة الطوارئ، علينا وضع نظام طوارئ واضح للتعليم خلال الأزمات والصراعات.” موضحاً أن التحديات التي تواجه اللاجئين لاستكمال تعليمهم في دول اللجوء باتت واضحة لذلك “حان الوقت لوضع الحلول.”

تؤمن المبادرة الجديدة بأن الجامعات تعي الدور المنوط بها لمساعدة الطلاب على استكمال دراستهم وأيضاً دمجهم في المجتمع المضيف لكنها تحتاج للدعم لتقوم بتنفيذ المطلوب منها، بحسب هيلينا باروكو، الأمينة العامة للمنصة ومستشارة الرئيس سامبايو. قالت “تسعى المبادرة لدعم الجامعات لردم الفجوة بينها وبين الطلاب من خلال إنشاء آلية تنسيق تضمن وصول الجامعات للطلاب اللاجئين بصورة صحيحة ووضع إجراءات قبول مهنية وعادلة متفهمة لظروف اللاجئين المختلفة إلى جانب توفير تمويل ملائم لتغطية تكاليف دراسة الطلاب بصورة دائمة ومستمرة.”

توظف الألية أفضل الممارسات والتجارب التي تم اعتمادها خلال السنوات الثمانية الأخيرة من قبل المؤسسات الدولية والمنظمات الأهلية العاملة مع اللاجئين السوريين من خلال التركز على ثلاثة نقاط أساسية: المؤسسات الأكاديمية، وشبكة الشركاء وتمويل مستمر.

قالت باروكو “خلال الانطلاق التجريبي والذي سيبدأ أيلول /سبتمبر المقبل لمدة عام ستقوم آلية الاستجابة السريعة (RRM) بالعديد من الاستشارات والأنشطة الوثيقة التي يتم تنظيمها على مستويات مختلفة وباستخدام تقنيات التعلم، حيثما أمكن، لتحقيق وظائفها الثلاثة الرئيسية.”

https://www.bue.edu.eg/

خلال الفترة التجريبية، ستقوم كل جامعة شريكة باستقبال 5 طلاب على الأقل مع تقديم إعفاء من الرسوم الدراسية بالإضافة إلى تغطية نفقات الطلاب المعيشية. كما ستقوم كل جامعة بدعوة كوادرها من أساتذة وموظفين وطلاب للتبرع بشكل تضامني بمبلغ 1 يورو / باوند / دولار أميركي لمرة واحدة خلال العام لصالح صندوق الألية بما يضمن توفير عائد يوظف لاحقا لدعم تعليم الطلاب.

في المقابل، ستقوم شبكة الشركاء من منظمات ومؤسسات دولية بتنظيم بعض الأنشطة المشتركة لإجراء مناقشات أوسع حول الموضوعات المتعلقة بالبرنامج التجريبي. كما يتوقع عقد اجتماعات مشتركة رفيعة المستوى مع الحكومات والأطراف الأخرى المعنية.

قال أنتونيو فيتوريون، المفوض الأوروبي السابق لشؤون العدل والشؤون الداخلية خلال المؤتمر، “نحتاج إرادة سياسية لإحداث التغيير والدعم المطلوب.”

وعلى الرغم من موافقة غالبية الحاضرين في المؤتمر على دور السياسة في إحداث تغيير فعلي في واقع اللاجئين ووجود تمثيل سياسي عالي المستوى ضمن الألية الجديدة إلا أن باروكو تؤكد أن المبادرة منصة للحوار والتعاون بين كبار المسؤولين وصانعي القرار السياسي والأوساط الأكاديمية والخبراء وممثلي المجتمع المدني والقطاع الخاص لكن “بصورة غير رسمية.”

لا يوجد للمبادرة فريق رسمي للإدارة خلال المرحلة التجريبية، لكن سيتم تشكيل مجموعة تنسيق من مؤسسات مختلفة لمتابعة وتنفيد الألية في عامها التجريبي الأول ومن ثم تقييم التجربة وإصدار تقرير وتوصيات كاملة للمرحلة التشغيلية التي ستبدأ في أيلول/ سبتمبر 2019.

قال الرئيس سامبايو “مستقبلنا جميعاً بأيدي هؤلاء الشباب، لذا علينا أن نتعاون، سيكون الأمر أسهل إذا كنا جميعًا معًا. لا يجب أن نقسم جهودنا لوضع حلول لهذه الأزمة العالمية. علينا أن نفعل المزيد الأن بصورة أفضل وأسرع.”

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى