نصائح ومصادر

بوابة جديدة لدعم نشر البحوث في المنطقة العربية

بيروت- لطالما اشتكى الباحثون العرب من قلة الاهتمام بأبحاثهم ونقص دعمها لتلقى مصيرها غالباً منسية في أدراج المؤسسات الأكاديمية والمراكز البحثية. لكن مشروع جديداً مقره العاصمة اللبنانية يسعى اليوم لتغيير ذلك.

إذ تضم البوابة الإلكترونية حول الأثر الاجتماعي للبحث العلمي في العالم العربي “بسيسر“، والتي أطلقها الشهر الماضي معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية في الجامعة الأميركية في بيروت، معلومات عن البحوث العلمية التي تجرى حول/من العالم العربي في جميع التخصصات والمجالات بثلاث لغات: العربية، والفرنسية والإنجليزية

تعمل البوابة اليوم على استقطاب الباحثين لإدخال توصيف لمشاريعهم البحثية وأثرها الاجتماعي. إذ يمكن لجميع الباحثين في مختلف الجامعات والمؤسسات البحثية ادخال مشاريعهم البحثية وتقييم أثرها الاجتماعي الذي يشمل الجوانب الاقتصادية، السياسية، والثقافية والمفاهيمية بما يتيح تأسيس أرشيف مفتوح لمسار البحث العلمي ونقل المعرفة والأنشطة البحثية للعموم.

قال ساري حنفي، أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأميركية في بيروت ومؤسس ومدير البوابة، “البوابة أداة ربط بين الباحثين وواضعي السياسات، والعاملين في المنظمات الدولية والمانحة والمجتمع المدني ووكالات التمويل والعامة من الاطلاع على البحوث العلمية والاستفادة منها.” موضحاً أنه يمكن على سبيل المثال ” يمكن لمتخذي القرار في وزارة التربية الاستفادة من البحوث التربوية التي يتم اجرائها في الجامعات اللبنانية واستثمار نواتجها في تنفيذ وتصويب المشاريع التربوية.”

وبحسب حنفي، فإن “المعرفة مُنتَجة ولكن غير مُنتِجة في العالم العربي،” إذ ينتج الوطن العربي معارف ودراسات بحثية كثيرة لكن لا يتم استخدامها من قبل صانعي القرار (اقرأ التقرير ذو الصلة: اليونسكو: العلوم بحاجة لتقدير أكبر في العالم العربي). فخلال أزمة النفايات في لبنان، قدم العديد من الباحثين حلولاً تقنية وعلمية لمواجهة المشكلة، لكن الحكومة لم تلق بالاً إلى أي منها. (اقرأ القصة ذات الصلة: لبنان: اقتراحات أكاديمية لأزمة النفايات).

قال حنفي “هناك سوء فهم عميق من قبل صانعي القرار لأهمية البحث العلمي، إذ لا يهتم صانعو القرار بنتائج البحوث العلمية وبآراء الباحثين وبأعمالهم، ولا تتوافر بشكل كبير مؤسسات وسيطة بين البحث العلمي والمجتمع.”

لا ترتكز أسباب الفجوة بين منتجي المعارف والمجتمع في العالم العربي، وفق حنفي، على عدم اهتمام النخب السياسية في العالم العربي بالعلم فحسب.  إذ لا توفر البنى التحتية للبحث العلمي في البلدان العربية انتشاراً ومشاركة لتلك البحوث عبر منصات مفتوحة حيث أن قواعد البيانات العربية مازالت مكلفة ومحصورة بأهل الاختصاص فحسب. من جهة أخرى، وعلى عكس دول كثيرة مثل الصين، بولندا، البرتغال وغيرها التي توفّر بنوك معلومات بلغة الأم غير اللغة الانكليزية، ما زالت الدول العربية تفتقر الى بنوك ومنصات علمية باللغة العربية بحسب حنفي.

https://www.bue.edu.eg/

لكن البوابة تسعى لتقديم حلول لكل هذه المشكلات.

قال كمال الدرعي، مدير قسم الدراسات المعاصرة في المعهد الفرنسي للشرق الأدنى، “تشكل البوابة آلية سهلة وسريعة للوصول الى قاعدة بيانات مرتبطة ببرامج البحوث. ويمكن لأي مهتم التعرف على البحوث في مجال اهتمامه من خلال البوابة.”

ويعتقد الدرعي أن بوابة “بسيسر”، من خلال تعزيز العلاقة بين الباحثين والمجتمع المدني، تسمح بتوسيع جمهور البحوث ليتجاوز الجامعات ومراكز البحوث وهو ما “يساعد، أيضاً، على استجابة الباحثين بشكل أفضل لتساؤلات المجتمع وتوقعاته،” كما يقول. إذ تشير دراسة إلى أن معدّل قراءة مقال علمي في مجلة متخصّصة محكّمة يبلغ 10 قراء للمقال الواحد، بينما تساعد المنصّات أو البوابات المفتوحة على اطلاع العامة أو الجمهور على البحوث العلمية بشكل مجاني ومفتوح ما يشجّع الباحثين على النشر للمجتمع بشكل عام وليس في المجلات العلمية المتخصّصة.

قال حنفي “يساهم النشر عبر البوابة الالكترونية بربط العمل البحثي بالمجتمع بشكل آني وسريع. وهو ما نرجو أن يسهم في زيادة دعم البحوث والاستفادة منها.”

Countries

‫2 تعليقات

  1. مرحبا أنا طالبة دكتوراة في علم النفس الإجتماعي أود نشر مقالة حول المراهقين وعلاقتهم بوسائل التكنولوجيا الحديثة. هل من الممكن نشر البحث في مجلتكم .

    شكراً لتعاونكم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى