أخبار وتقارير

جهود تعليم اللاجئين مازالت لا تواكب الاحتياجات

يكشف تقرير جديد لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن تسجيل الأطفال اللاجئين في المدارس في عام 2017 فشل في مواكبة تزايد عددهم في جميع أنحاء العالم، حيث يحتاج مليون طفل الآن للذهاب إلى المدرسة مقارنة بالعام السابق.

على الصعيد العالمي، هناك 4 ملايين طفل لاجئ لا يذهبون إلى المدرسة. يمثل هذا الرقم أكثر من نصف الأطفال المسجلين بالمفوضية في سن الدراسة والبالغ عددهم 7.4 مليون، وفقاً للتقرير  الذي حمل عنوان عكس المسار: أزمة تعليم اللاجئين والذي صدر هذا الأسبوع.

في المنطقة العربية، “يذهب 213،000 طفل لاجئ سوري في سن المدرسة الابتدائية من أصل 630،000 في لبنان إلى المدرسة، أي أن أكثر من نصف الأطفال اللاجئين في لبنان لا يذهبون إلى المدرسة،”بحسب ليزا أبو خالد الناطقة باسم المفوضية في بيروت.

مع ذلك، يبين التقرير زيادة إجمالية في أعداد الأطفال السوريين اللاجئين الذين يذهبون إلى المدارس في البلدان المضيفة المجاورة. “ففي نهاية عام 2017 ، بلغ معدل الالتحاق بالتعليم الإبتدائي والثانوي الرسمي في أكبر خمس دول مضيفة: تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر 56 في المئة. وهذه زيادة بنسبة 10 في المئة مقارنة بنهاية عام 2015 ، عندما تم تسجيل 46 في المئة في هذه البلدان الخمسة.”

وكانت لبنان قد وضعت العام الماضي مجموعة إجراءات لتوفير التعليم المستمر للأطفال اللاجئين، بحسب أبو خالد.

فخلال العام الدراسي الماضي، قدمت 351 مدرسة في لبنان دروساً في فترة ما بعد الظهر للأطفال اللاجئين. قالت “تم إضافة 37 مدرسة عن العام الذي سبقه.”

وبحسب تقرير المفوضية الجديد، فإن المدارس ذات الفترات المسائية سمحت لأكثر من 150،000 طفل لاجئ بالتسجيل في المدارس في لبنان.

وعلى الرغم من أن فكرة المدارس ذات الفترات المسائية قد لاقت ترحيباً، “لكن عدداً أقل بكثير من طلاب التعليم الثانوي والجامعي يلتحقون به. إذ يحتاج عدد منهم للعمل لدعم أسرهم أو يجدون صعوبة في التكيف مع المدرسة.”

وبحسب أبو خالد، فإن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان “قدمت الكثير من التدخل المجتمعي لمساعدة الطلاب اللاجئين على البقاء في المدرسة.” إذ تقدم الوكالة المشورة للطلاب، وتنظم مجموعات للمساعدة في أداء الواجبات المنزلية، وتساعد أولياء الأمور في التنظيم لمرافقة مجموعات من الطلاب إلى المدرسة. قالت أبو خالد “قمنا بزيادة جهودنا لإيجاد حلول ضمن مجتمعات اللاجئين العام الماضي.”

بالعودة للوضع على الصعيد العالمي، فقد ذكر تقرير مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن 61 في المئة من الأطفال اللاجئين التحقوا بالمدارس الابتدائية في عام 2017 ، مقارنة بنسبة 92 في المئة من جميع الأطفال على مستوى العالم. “على مستوى التعليم الثانوي بلغت النسبة 23 في المائة، مقارنة بمعدل عالمي قدره 84 في المئة. هذا يعني أن ثلثي الأطفال اللاجئين الذين يذهبون إلى المدارس الابتدائية لا يصلون إلى المدارس الثانوية.”

وأضاف التقرير “بالطبع  فإن عدم الالتحاق بالتعليم الثانوي يعني أن تسجيل اللاجئين في التعليم العالي ينخفض بشكل مدمر. على الصعيد العالمي، لا يستطيع سوى واحد في المئة من اللاجئين الوصول إلى التعليم العالي.”

وأشار التقرير إلى أن نسبة الالتحاق بالتعليم العالي في البلدان المضيفة الرئيسية وصلت إلى 5 بالمئة في عام 2017 ، وهي نسبة أفضل من “المتوسط ​​العالمي البالغ واحد بالمائة، لكن رغم ذلك ما زالت هناك فجوة كبيرة مقارنة بإمكانية الوصول العالمي إلى التعليم العالي، وهو 37 بالمئة.”

يحدد التقرير العقبات التي يواجهها الطلاب اللاجئين، والتي يمكن تلخيصها بأن “المدارس والجامعات غالباً ما تصر على توفر شهادات وأوراق رسمية تثبت اجتياز الطلاب لامتحانات محددة، ووثائق غالباً ما يتركها اللاجئون خلفهم خلال هروبهم للحفاظ على حياتهم. حتى عندما تكون هذه الوثائق متاحة بسهولة، فإنه لا يتم الاعتراف بها في الدول المضيفة ولا يمكن اعتبارها معادلة للنظام المحلي. بالطبع، فإن عدم الاعتراف بالأوضاع الخاصة للاجئين وحرمانهم من المستوى التالي من تعليمهم بسبب البيروقراطية هو أمر قاس ويؤدي إلى نتائج عكسية.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى