أخبار وتقارير

نظام جديد لتدريس الطب في الجامعات المصرية

أسيوط – تبدأ كليات الطب في مختلف الجامعات المصرية، الحكومية منها والخاصة، الأسبوع القادم عاماً دراسياً جديداً بنظام تعليم جديد يطبق لأول مرة، بحيث تستغرق الدراسة لنيل شهادة بكالوريوس الطب والجراحة خمس سنوات فقط عوضاً عن ستة وعامين للتدريب العملي عوضاً عن عام واحد.

قال حسين خالد، رئيس لجنة القطاع الطبي بالمجلس الأعلى للجامعات ووزير التعليم العالي الأسبق، “لا تعترف الكثير من دول العالم كالولايات المتحدة الأميركية وكندا وإنجلترا واستراليا بخريجي كليات الطب المصرية، نحتاج لتحديث نظامنا التعليم لمواكبة النظام العالمي المتبع لتدريس الطب.”

تقوم منظمة الصحة العالمية سنوياً بإعلان أسماء كليات الطب المعترف بها على مستوى العالم، طبقاً لمعايير يضعها الإتحاد العالمي للتعليم الطبي للتأكد من تدريس الكليات للحد الأدنى المطلوب من المعلومات فى الطب وفق نظام ساعات معتمدة وبصرف النظر عن عدد سنوات الدراسة.

قال خالد “بدأ العمل بهذا النظام منذ حوالي 10 سنوات، مع منح فرصة حتى 2023 لكل دول العالم لتوفيق أوضاعهم، ولن يتم بعد ذلك الاعتراف بشهادات الدولة التى لن تطبق النظام الجديد مما دفعنا للبدء باعتماد النظام الجديد هذا العام.”

يخضع الطلاب الجدد فقط للنظام الجديد، في حين يستكمل الطلاب الملتحقين سابقاً بالدراسة دراستهم وفق النظام القديم. لكن سيتعين عليهم لاحقاً معادلة شهاداتهم في حال أرادوا ممارسة المهنة خارج البلاد.

يعتمد نظام الدراسة الجديد على الدمج بين المقررات العملية والنظرية، بحيث يدخل الطلاب للمشافي منذ السنة الدراسية الأولى. في حين يدرس الطلاب وفق النظام القديم مواد علمية بشكل نظري كالتشريح وظائف الأعضاء على مدى ثلاث سنوات ليسمح لهم بعدها ببدء التطبيق العملي في المستشفيات. كما يحتاج الطلاب لتمضية عام كامل في التدريب العملي قبل نيل الشهادة في حين أن النظام الجديد يتطلب عامين من التدريب الميداني. بالطبع تطلب تطبيق النظام الجديد تغييراً في المناهج بين دمج لبعض المواد وحذف لأخرى تتضمن تكراراً لمعلومات ترد في مقررات أخرى، مع العلم أن أخر أنه لم يتم تطوير التعليم الطبي في مصر منذ عام 1911 بحسب خالد.

قال خالد سمير، أستاذ جراحة القلب بكلية الطب في جامعة عين شمس، “لايوجد مشكلة في تقليص عدد سنوات الدراسة، فجوهر التعليم الطبي في العالم كله يعتمد على اكساب الطالب مهارات في التشخيص والعلاج من خلال مقررات وساعات محددة.”

مع ذلك، لايبدو تطبيق النظام الجديد أمراً سهل التطبيق في مصر نظراً للأعداد الكبيرة التي تلتحق بكليات الطب كل عام مما يجعل التدريب العملي الفعلي أمراً شبه مستحيل. إذ تقبل كليات الطب الحكومية، والبالغ عددها 20 كلية، ما يزيد عن 9 آلاف طالب وطالبة سنوياً، يتخرج منهم سنويا ما يزيد عن ستة آلاف أي نحو 70 بالمئة منهم بحسب إحصاءات المجلس الأعلى للجامعات. في حين يتخرج سنوياً من الجامعات الخاصة، والتي تشمل 3 كليات للطب، ما يقارب ألف طبيب سنوياً.

كما أن متوسط تكلفة تعليم طالب الطب في الدول الأوروبية والولايات المتحدة وكندا  تتراوح بي 20 إلى 25 ألف دولار أميركي سنوياً، بينما في مصر لا تتعدى حاجز الـ 350 دولار سنويا بحسب سمير.

تتفق منال الصواف، أستاذة التشريح وعلم الأجنة بكلية الطب جامعة طنطا، مع سمير حول صعوبة تطبيق النظام الجديد بسبب “أعداد الطلاب المهولة،” على حد قولها.

سبق للصواف التدريس وفق النظام الجديد في عدد من الدول العربية كالمملكة العربية السعودية و الإمارات العربية المتحدة، حيث يتم تقسيم الطلاب الى مجموعات بحد أقصى 12 طالباً برفقة كل أستاذ طوال العام الدراسي وهو الأمر الذي يستحيل تطبيقه في الكليات المصرية.

قالت “الأعداد هنا كبيرة جدا، حتى لو قسمنا الطلاب فى المحاضرات الى اربع مجموعات، ستكون كل مجموعة لا تقل عن 250 طالب”.

تعتقد الصواف أيضاً بأن النظام الجديد يواجه تحديات أخرى منها زيادة الأعباء التدريسية على كاهل الأساتذة دون أى زيادة فى الأجور. قالت “التغيير ليس سهلاً وسنحتاج إلى وقت للوصول إلى الصيغة الأمثل لتطبيقه. التجربة ستكون خير برهان لمدى نجاحه أو فشل تطبيقه.”

في المقابل، يبدي غالبية الطلاب ترحيباً بالنظام الجديد خاصة مع زيادة ساعات التدريب العملي.

قال محمد سالم، طالب وفق النظام القديم بكلية الطب جامعة المنصورة، “الطلاب الجدد محظوظون لأن النظام الحالي يتيح عام واحد فقط للتدريب العملي وهو غير كاف أبدا، في حين أنهم سيحظون بفرصة العمل بالمستشفيات منذ السنة الأولى تحت إشراف الأساتذة.”

Countries

تعليق واحد

  1. يجب توحيد المقررات في الموديول في جميع الكليات علي مستوي الجمهورية حتي يتم التسهيل في التحويل بسهولة بين الكليات المختلفة كما يجب ان يكون لكل قسم مرجع خاص به يحتوي علي جميع محاضرات الموديولات المختلفة او ان يجزء المرجع الي جزئين بالأضافة الي اعطاء الطلبة اسماء مراجع اجنبيه ومواقع فيديوهات لشرح المحاضرات كما يجب ان تنشر جدوال التدريس بتقسيم الساعات علي النت حتي تستطيع جميع الكليات الاسترشاد به .
    والسلامز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى