أخبار وتقارير

تعليم اللاجئين: حلول قليلة لمشكلات معروفة

عمان- تمكن عبدالله الغانم، شاب سوري يبلغ من العمر 21عاماً، من تحقيق حلمه والالتحاق بالجامعة لدراسة الإعلام هذا العام. لكن تحقيق حلمه يتطلب منه العمل بصورة يومية لمدة 12 ساعة متواصلة كنادل في أحد المقاهي لتوفير مصروفات دراسته الجامعية،  والتي تصل لنحو 2000 دولار أميركي للفصل الدراسي الواحد. ومع ضرورة الالتزام بحضور دروسه في الجامعة، لا يتمكن الغانم من النوم أكثر من 4 ساعات يومياً.

قال “كنت أتمنى الحصول على منحة دراسية، لكن جميع طلباتي قوبلت بالرفض دون توضيح الأسباب. أعرف أن العديد من الطلاب السوريين قد حصلوا على منح دراسية، لكن هناك الكثيرين مثلي لم يتمكنوا من ذلك. أتمنى زيادة عدد المنح لتتناسب مع عدد الطلاب، كما أرجو توضيح أسباب الرفض لضمان شفافية معايير الاختيار.”

كلام الغانم جاء خلال مشاركته في جلسة نقاشية ضمن مؤتمر إقليمي عقده مشروع آمال HOPES ،المموّل من الإتحاد الأوروبي في العاصمة الأردنية الأسبوع الماضي بعنوان “التعليم العالي والأزمة السورية، ماذا بعد؟”.

يهدف المشروع إلى توفير فرص تعليميّة في مجال التعليم العالي للاجئين من سوريا والشباب في المجتمعات المضيفة، والتي تأثرت من تدفق اللاجئين في مصر، والعراق، والأردن، ولبنان وتركيا. إذ يقدم المشروع منح دراسيّة مموّلة بالكامل في درجتيّ البكالوريوس والماجستير، وخدمات الإرشاد الجامعي، ودورات لغة إنجليزية كما ويقدم تمويل لمبادرات مبتكرة ومشاريع تعليميّة قصيرة.

ضمت الجلسة التي تحدث بها غانم عدداً من الطلاب السوريين والأردنيين الحاصلين على منح دراسية، الذين بدورهم تحدثوا عن التحديات التي تواجههم كطلاب.

قال محمد عزالدين، والذي يحمل درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة البترا، “دخول سوق العمل صعب جدا، وفرص العمل اللائقة التي تتناسب مع دراستنا الجامعية تكاد تكون شبه معدومة.”

حصل عزالدين على درجة البكالوريس في الهندسة المدنية، لكنه لم يتمكن من العثور على فرصة للعمل أو حتى التدريب بسبب قوانين العمل في المملكة التي تحصر العديد من المهن كالهندسة للمواطنين فقط. (اقرأ التقرير ذو الصلة: عمل اللاجئين في المنطقة العربية: معضلة لا تنتظر حلاً). وعليه قرر استكمال دراسته العليا بتخصص مختلف لعله يجد فرصة عمل جيدة.

 قال “لم أكن لاستكمال دراستي العليا لولا حصولي على المنحة. أنا ممتن جدا للقائمين عليها، لكنني مازلت بدون عمل. هذا محبط جداً.”

فرص العمل وموضوع الوصول إلى سوق العمل للاجئين والحاجة إلى حلول مبتكرة وواقعية كان عنواناً لجلسة نقاشية أخرى ضمن المؤتمر، الذي عقد على مدى يومين. إذ تم استعراض واقع تعليم الشباب السوري في دول الجوار ومناقشة واقع التماسك الاجتماعي والإندماج وسبل التخفيف من التوتر داخل المجتمعات المضيفة، والاحتياجات اللغوية للطلاب اللاجئين في مجال التعليم العالي والتعلم المدمج وحلول الدراسة عبر الإنترنت بالإضافة إلى وضع الأكاديميين اللاجئين وهي جميعها موضوعات تمت مناقشتها مراراً وتكراراً في كل الاجتماعات الإقليمية والدولية التي تتناول واقع تعليم اللاجئين السوريين خلال السنوات الأربع الماضية.

وعلى الرغم من عدم تغيير واقع تعليم اللاجئين السوريين في الدول المجاورة لسوريا، فإن اهتمام الجهات المانحة بالشباب السوريين الراغبين في إتمام تعليمهم العالي يشهد ضعفاً وتراجعاً، في ظل توقف بعض البرامج واقتراب توقف برامج أخرى بسبب انتهاء التمويل. ( اقرأ التقرير ذو الصلة: تراجع اهتمام الجهات المانحة بتقديم المنح الدراسية للاجئين).

قالت مارين كروجر، مسؤولة التعليم العالي في مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في كوبنهاغن، خلال المؤتمر “نحتاج للمزيد من التمويل لنتمكن من الاستمرار في برامجنا وزيادة عدد المنح وتحسين شروطها لتتلائم مع أعداد الطلاب المتزايدة،” مضيفة أن المؤسسات الدولية أصبحت اليوم أكثر دراية بواقع تعليم اللاجئين وأكثر خبرة “ويمكننا العمل بصورة أفضل وبتكلفة أكثر كفاءة.”

أما ناصر ياسين، مدير الأبحاث في معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية في الجامعة الأميركية في بيروت، فقد بدا أكثر صراحة في انتقاد سياسة الإستجابة الحالية للأزمة السورية. قال “هناك مشكلة في نظام الإستجابة، إنه نظام قصير ومحدد بفترة زمنية في حين أن الأزمة السورية طويلة ومازالت مستمرة والحديث عن إمكانية عودة اللاجئين قريباً ليس واقعي.” موضحاً أن أساليب الإستجابة الحالية تحاول فقط إبقاء اللاجئين على سطح الماء، في حين أن المطلوب هو انتشالهم ودفعهم للأعلى. قال “لابد من إعادة النظر في نظام الاستجابة وتطويره بما يتلائم مع واقع الأزمات الطويلة.”

اختتم المؤتمر أعماله بمجموعة توصيات تتعلق بضرورة زيادة التعاون بين المؤسسات الدولية المهتمة بتعليم اللاجئين. قال كارستن فالبينر، مدير برنامج آمال HOPES، “نحتاج للمزيد من التعاون والعمل بتنافسية أقل بما يعود بالنفع على الطلاب وعلى استمرارية عملنا بكفاءة.”

أما الغانم، فقد اختتم مداخلته بالتمني بالحصول على فرصة لممارسة رياضته المفضلة. قال “بين العمل والدراسة، لا أجد وقتاً للنوم ولا لممارسة رياضتي المفضلة. أتمنى أن يكون لدي متسع من الوقت للعب كرة القدم التي أحبها ولم أمارسها منذ زمن طويل.”

Countries

تعليق واحد

  1. الله يوفقك ياعبدالله الغانم ويوفقك كل شاب طموح مثلك
    فعلا شاب ناضج عاقل هاديء طموح وعملي وقد يخونني التعبير في مدحك ولكنني تعلمت منك الكثير دون علمك فانا الان مهندس وقد قمت بالتقديم لدراسه الماجستير فقد علمتني انه لاشيء مستحيل
    اخوك / سلطان العنزي من السعوديه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى