أخبار وتقارير

آمال المثلوثي تبتعد عن الصور النمطية للموسيقى العالمية

تبدأ الأغنية بشاطئ تنشط فيه الرياح في تونس، حيث تهتم آمال المثلوثي، المغنية والمؤلفة، بالأزمة البيئية العالمية. ترتطم الأمواج بالشاطئ بينما يتردد صوتها في مشهد قاحل وهي تغني “صمت الحياة التي كانت تتنفس ذات يوم”.

تعتبر أغنية “خطوات” Footsteps والتي صدرت قبل ألبوم المثلوثي الجديد Everywhere We Looked Was Burning ، أول أغنية لها باللغة الإنجليزية  وهو خيار فني بجزء منه وعملي بالجزء الآخر. إذ تعتقد المثلوثي أنها أضاعت فرصاً لتوسيع عملها وإيصاله لجمهور أوسع. لكن الألبوم الجديد، الذي سيصدر الشهر المقبل، سينقل أعمالها من فئة الموسيقى العالمية الضيقة إلى حد ما إلى تيار رئيسي أكبر، قالت “سأتمكن من  مشاركة وجهات نظري مع جمهور أوسع.”

تقول المثلوثي، التي تعيش في نيويورك منذ عام 2013 ومن قبلها في باريس، “أشعر أنني لم أحصل بعد على التقدير الكافي من الدول الغربية.”

تسعى المغنية التونسية للخروج من الصندوق الذي تجد نفسها فيه كفنانة عربية تحولت أغنيتها الشهيرة كلمتي حرة إلى نشيدً للمتظاهرين في ثورة 2010-2011. قالت “كنت محظوظًة بما فيه الكفاية لأتمتع بلحظة تاريخية،” مع ذلك تعتقد أن شهرتها  “كصوت الثورة” نعمة مختلطة.

الطريق إلى الشهرة

مرت تسع سنوات قبل عودتها من باريس إلى بلدها الأم والغناء فيه. عند وصولها إلى تونس في كانون الأول/ديسمبر 2010 ، كانت الشوارع تتداول أخباراً عن إقدام أحد البائعين الجواليين على إضرام النار بنفسه. على المسرح في وقت لاحق، تجاهلت المثلوثي طلب منظمي الحفل بالالتزام بالأغاني المحايدة، ودعت الجمهور لدعم المضطهدين قبل التوجه إلى العاصمة والانضمام إلى الاحتجاجات. إذ انتشرت الكثير من الفيديوهات لها وهي تغني في الشوارع.

منذ ذلك الحين، غنت المثلوثي في حفل جائزة نوبل للسلام وقدمت العديد من الحفلات الموسيقية في جميع أنحاء العالم وفتنت الجماهير بأغاني تتحدث ضد الاضطهاد بصوت مؤثر.

قالت مثلوثي، التي تريد أن تعيد أغنياتها القوة للضعفاء، “أريد أن تكون أعمالي موضع تقدير من الناحية الفنية،” وليس فقط أن تكون معروفة لكونها أغاني مظاهرات. وأضافت “في مرحلة ما، رفضت هذا الجانب … أدركت أنه لا يمكنني التواجد فقط إبطريقة معينة في أجزاء معينة من الصناعة لا يمكن التعرف عليها بقيم فنية حقيقية.”

الفنانة التونسية آمال المثلوثي في حفل فني قدمته يوم بمقر اليونسكو في باريس بمناسبة تسليم جائزة الثقافة العربية.
الفنانة التونسية آمال المثلوثي في حفل فني قدمته يوم بمقر اليونسكو في باريس بمناسبة تسليم جائزة الثقافة العربية.

في المناسبات القليلة التي شاركت فيها المسرح مع فرق من بينها Godspeed You و Om وBlack Emperor، شعرت بأنها تخطت لفترة وجيزة هذه الحواجز، لكن لا يزال أمامها طريق طويل قبل أن يتم النظر إليها بدون استغراب، كما تقول.

العثور على التعبير

ربما يكون ألبومها الثالث، الذي سيصدر الشهر القادم، هو نقطة التحول التي تسعى إليها. خلال أسبوعين من العمل المكثف في وودستوك في نيويورك، كتبت المثلوثي أغنياتها وهي واثقة من أنها خلقت شيئًا غير عادي. لأول مرة، ستكون معظم الكلمات باللغة الإنجليزية، وهو قرار تصفه كتجربة.

قالت “اللغة الإنجليزية هي جزء من حياتي الآن.”

إنها أيضًا اللغة التي بدأت في الغناء بها عندما كانت مراهقة تستمع لموسيقا الروك والموسيقى القوطية والميتال. قالت “كانت أغنيتي الأولى وأغانيي المفضلة باللغة الإنجليزية، لذا كان الانتقال طبيعيًا جدًا بالنسبة لي.”

عزفت فرقتها موسيقا الميتال والنيرفانا قبل الانتقال لموسيقا فنانين شعبيين مثل Joan Baez و Bob Dylan و Janis Joplin.

بدأت السلطات التونسية في مضايقة الفنانة الشابة عندما كانت في أوائل العشرينات من عمرها. إذ تلقت مكالمة هاتفية تحذيرية وتم حظر صفحتها على موقع الفيسبوك ثم، في عام 2007، تم حظر موسيقاها مما دفعها لمغادرة البلاد نحو باريس لصقل موهبتها.

قالت ” لم يُسمح لي بأن أكون أنا أو أن أفعل أي شيء مع موسيقاي… كنت دائماً أؤمن بقوة بما أقوم به لأنني أستطيع رؤية تأثير أغانيتي على الناس.”

https://www.bue.edu.eg/

منذ الثورة، غنت  ثلاث مرات في تونس لكنها تعتقد أنها ستحتاج وقتاً أكثر قبل أن تتمكن من التجول في البلاد، على الرغم من الطلب القوي من الجماهير هناك. قالت مثلوثي، التي ما زالت ناشطة في ادعم وتعزيز الديمقراطية في بلدها، “أنا لست مرحبًا جدًا من المؤسسة، لسوء الحظ ، ما زال من الصعب للغاية القيام بذلك هناك.”

تحتفظ تونس، مثلها مثل العديد من البلدان الأخرى في العالم العربي، بسلطة مشددة على حرية التعبير، على الرغم من سمعتها كمكان نجحت فيه الديمقراطية إلى حد ما. من جهة أخرى، أكد الإلغاء الأخير لحفل موسيقي لفرقة موسيقى الروك المستقلة مشروع ليلى، والتي كان من المقرر أن تشارك في مهرجان بيبلوس الدولي في لبنان هذا الشهر، ما يعتقد هالكثيرون أنه وضع أسوأ بالنسبة للفنانين الذين يكافحون ضد الرقابة في المنطقة.

قال المثلوثي “الموسيقى يمكن أن تكون مؤثرة للغاية … يمكن أن تعطي للناس سببًا للاعتقاد ، والسبب في الأمل.”

تم تسمية ألبومها الأول، كلمتي حرة، الذي تم إصداره في عام 2012 ، باسم الأغنية التي أصبحت تُعرف باسم “نشيد الربيع العربي”. في عام 2017 ، أصدرت Partisan Records ، والتي تمتلك مكاتباً في لندن ونيويورك، ألبومها الثاني إنسان. حازت أغنيتها إنسان ضعيف على جائزة “أفضل أغنية جديدة” من قبل Pitchfork، مجلة الموسيقى الأميركية عبر الإنترنت في عام 2016. هذه الأغنية مخصصة لـ “الأشخاص الذين يتعين عليهم تحمل الضغوط”.

قالت في حينها لـ Pitchfork إن جميع النضالات حتى الصغيرة منها تتمتع بالقوة. إنه شعور يقع في صميم عملها ويتدفق من خلال ألبومها الأخير الذي يتحدث إلى “الأضعف منا الذين وقعوا بين أيدي قوى سيئة.”

 دافع للأمل

تعتبر البيئة موضوعاً رئيسياً آخر في ألبومها الجديد. إذ تلخص الطبيعة في أدوار مزدوجة، كقوة مخيفة تزيد في الانتقام من الجنس البشري، وشخصية هشة تتعرض للهجوم. يمكن اعتبار التأثير الإنساني على العالم الطبيعي والخراب الذي يحدث على أشد الناس ضعفا بسبب الكوارث البيئية أفكارأ متكررة تستكشفها المثلوثي وهي تتخيل دورة من الدمار والتجديد، لكنها متفائلة في النهاية أنه لا تزال هناك فرصة للعودة والبدء من جديد.

يأتي هذا الشريط من الإيجابية في الاحتفال بقوة الأرض التي تتدفق عبر الأغاني. سجلت المثلوثي وفريقها أصوات الطبيعة في جبال كاتسكيل- حيث التقطوا فرقعة النار وحفيف الرياح في الأشجار وأصوات الإيقاع على الماء قبل نسجها في الموسيقى. قالت “كان كل شيء يبدو عضويًا جدًا، وقبليًا جدًا.”

كما أنها استمدت أشعاراً من بعض شعرائها المفضلين ، بما في ذلك ت. إس. إليوت. ورينر ماريا ريلكه، التي تجد صورها “كثيفة وجميلة.”

أما النتيجة فهي الموسيقى، حيث إنها “تتخطى اللغة” من خلال أغنيات تستند على العظمة الإيقاعية نحو الأزمة البشرية الذاتية بحيث تشعر أن رسالتها وصلت بقدر ما يتم الاستماع إليها.

إنه ألبوم بلا حدود وعالمي، تأمل أن يساعد في جلب “صورة جديدة ومختلفة للفنانين من جميع أنحاء العالم العربي”.

يصدر الألبوم الجديد في 27 ايلول/ سبتمبر. حتى الآن،  تم إصدار أغنيتان منه خطوات  و المنقذ.

Countries

تعليق واحد

  1. This article is full of contradictions. First of all , Emel mathlouthi was never exiled from her country , she was coming back and forth from paris where she wanted to live to get more famous as many Tunisians dreaming to live in France , and sang on stage in tunis in 2008 and on nesma TV 2010 and many other small gigs in tunis and you can see that on you tube. This video 2019 she just released was filmed part of it in New York and part in Berlin, the question is : if she really cared about her country , why didn’t she film the video clip in Tunisia her country, or she just cared to complain all the time that why in her own country they don’t call her for concerts and for Carthage festival and never she spent that money back to make a good reputation about her country with a video clip , her country that gave her the reputation that she didn’t even earn on her own but with a song that already existed. Where are her achievements in the Tunisian society ? Where are her involvement in the post revolution and her paying back to her own country instead of running away to other country and looking for reputation and money?

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى