أخبار وتقارير

تعليم الكبار مازال غير متاح للكثيرين في المنطقة العربية

أحرزت المنطقة العربية تقدماُ في جهود تعليم الكبار سواء فيما يتعلق بتطوير السياسات ومشاركة المرأة ومعدلات المشاركة في البرامج التعليمية، بحسب ما أفاد تقرير دولي جديد.

مع ذلك، لا تزال المشاركة في البرامج التعليمية للبالغين الذين تزيد أعمارهم عن 15 عامًا منخفضة، وفقًا  للتقرير العالمي الرابع بشأن تعلم الكبار وتعليمهم الصادر عن معهد اليونسكو للتعلم مدى الحياة. فمن بين 18 دولة عربية ممثلة في التقرير، أبلغت نصف الدول عن معدلات مشاركة بنسبة 5 في المئة أو أقل.

جاءت المنطقة العربية في المرتبة الثانية بعد أفريقيا جنوب الصحراء في جهود تعلم الكبار ومشاركة التعليم ووضع السياسات الداعمة خاصة في مصر والسعودية والمغرب.  قالت سماح شلبي، أخصائية الرصد والتقييم في معهد اليونسكو للتعلّم مدى الحياة والذي أصدر التقرير، “التقدم الحاصل يشير إلى وعي بلدان المنطقة بأهمية تعليم وتعلم الكبار وتزويدهم بالمهارات والمعرفة كأداة لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية في مجتمعاتهم وبالتالي تحقيق أهداف التنمية المستدامة.”

مع ذلك، تعتقد شلبي أن تنفيذ السياسات الداعمة لتعليم الكبار لا يزال بحاجة المزيد من الجهود للوصول إلى التأثير المتوقع، خاصة وأن التقرير استعرض التحديات التي تواجه تعليم الكبار في المنطقة والتي كان من أبرزها ضعف تمويل وجودة البرامج التعليمية المعدة للكبار.

قالت “من الضروري اعتبار تمويل برامج تعلم الكبار استثمار طويل الأجل وليس مجرد مشكلة أنية.” مشيرة إلى أن برامج تعليم الكبار يمكن أن تلعب دورا رئيسيًا في إطلاق إمكانات الشباب والكبار في تنمية المجتمعات العربية. “لكن هذا يتطلب تجديد مفاهيم التنمية وتنفيذ سياسات تلائم احتياجات المتعلمين وزيادة الميزانية.”

بلغ معدل الأمية في المنطقة 21 في المئة، بحسب إحصائيات المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “ألكسو” لعام 2018، وهو مرتفع عن المتوسط العالمي والذي يبلغ 13.6 في المئة.

من اختبارات محو أمية الكبار في أسيوط. (الصورة: هيئة محو الأمية وتعليم الكبار)
من اختبارات محو أمية الكبار في أسيوط. (الصورة: هيئة محو الأمية وتعليم الكبار)

تحسين وصول النساء

يسلط التقرير الضوء على الجهود المبذولة في العديد من الدول العربية لتحسين وصول النساء إلى برامج تعليم الكبار. كانت جيبوتي والمغرب والمملكة العربية السعودية من بين الدول التي قدمت أمثلة على التقدم الملحوظ في هذا المجال. افتتحت جيبوتي مراكز تعليمية جديدة خاصة للنساء ، والمغرب يعطي أولوية لبرامج محو الأمية للمرأة اتركز على تطوير المهارات الاجتماعية والاقتصادية.

كما أطلقت السعودية مبادرة التعليم مدى الحياة، إستدامة، لدعم وتمكين الجنسين من خارج نظام التعليم الرسمي الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 50 سنة بالمهارات للحصول على فرص عمل.

يذكر التقرير أيضًا جهود التمويل المبتكرة في بعض الدول العربية. ففي مصر، تم تنفيذ العديد من الأنشطة في مجال تعلم الكبار وتعليمهم بالتعاون بين عدة منظمات غير حكومية ومنظمات من المجتمع المدني وشركات للاتصالات.

“التقرير مهم لكن ما مدى صحة الأرقام؟ هذا سؤال مشروع وهام.”

محمد سعد
 خبير في شؤون تعليم الكبار بالمركز القومي للبحوث

قالت أودري أزولاي، المديرة العامة لليونسكو في بيان صحفي، “إننا نحث الحكومات والمجتمع الدولي على توحيد جهودنا واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم تخلف أي شخص عن الركب – بغض النظر عن هويته أو مكان عيشه أو التحديات التي يواجهها – فيما يتعلق بالحق العالمي في التعليم. من خلال ضمان احترام البلدان المانحة لالتزاماتها تجاه البلدان النامية، يمكننا أن نجعل تعلم الكبار وتعليمهم وسيلة أساسية في تمكين البالغين كمتعلمين وعاملين وأولياء أمور ومواطنين فاعلين.”

التقدم باتجاه تحقيق أهداف 2030

يراقب التقرير، الذي يعده معهد اليونسكو للتعلم مدى الحياة كل ثلاث سنوات، مدى قيام الدول الأعضاء في اليونسكو بتنفيذ التزاماتها الدولية فيما يتعلق بتعليم الكبار في خمسة “مجالات عمل”: السياسة والحكم والتمويل والجودة والإدماج و القيمة المالية، ويعكس البيانات المقدمة من 159 دولة.

يعتقد محمد سعد، الخبير في شؤون تعليم الكبار بالمركز القومي للبحوث، أن التقرير بالغ الأهمية لأنه يقدم معلومات مفصلة حول مشاركة الدول العربية في مجال تعليم الكبار، إلا أنه يعتمد على البيانات التي تقدمها هذه الدول وهو ما قد يشوبه بعض العيوب.

قال “التقرير مهم لكن ما مدى صحة الأرقام؟ هذا سؤال مشروع وهام.”

يقدم التقرير ست توصيات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030، وتتمثل هذ التوصيات في ما يلي:

1 – تحسين البيانات، ولا سيما في ما يخص البلدان المنخفضة الدخل والفئات المهمشة أو المستضعفة، مثل المهاجرين واللاجئين.

2 – زيادة استثمار الحكومات وأرباب العمل والأفراد في مجال تعلم الكبار وتعليمهم.

3 – وفاء البلدان المانحة بالتزاماتها بمساعدة البلدان النامية وإعادة التوازن على صعيد التمويل الذي تخصصه للتعليم لدعم تعليم الكبار والأطفال.

4 –  إجراء مزيد من البحوث بشأن الممارسات الجيدة، ولا سيما في ما يتعلق بالفئات المستضعفة والمستبعدة.

5 –  الاعتراف بالفوائد الاجتماعية والمدنية والاقتصادية للاستثمار في مجال تعلم الكبار وتعليمهم.

6 – الأخذ بنهج إدارة متكامل ومشترك بين القطاعات وبين الوزارات لتمكين الدول الأعضاء من تحقيق أكبر قدر ممكن من الفوائد الناجمة عن تعليم الكبار، مع تخصيص الموارد وفقا لذلك.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى