أخبار وتقارير

مؤسسة كويتية تسعى إلى تعزيز الإبداع عبر تغيير الأفكار

الكويت – على مدى عشر سنوات، سعت مؤسسة نقاط المستقلة إلى دعم وتطوير الإبداع العربي في مختلف المجالات سواء كان ذلك في التصميم والإعلان والهندسة المعمارية والأزياء والإنتاج من خلال عقد مئات الأنشطة والمحاضرات والورش داخل الكويت وخارجها بالإضافة إلى مؤتمر دوري يناقش قضية مختلفة كل عام.

قال واكيم زيدان، أحد مؤسسي نقاط والذي يشغل اليوم منصب مديرها العام، “نحن مهتمون بتعزيز الإبداع في المنطقة وتطوير “الاقتصاد المبدع” الذي يعترف بأهمية الثقافة والفن والتصميم ويقدّرهم، وهي العناصر التي نعتقد أنها تساعد على تطوير المجتمعات.”

بدأت نقاط كمبادرة شبابية غير ربحية تُعنى بالتصميم أطلقها كل من واكيم زيدان وسارة النفيسي وحصة الحميضي ودانا الهلال عام 2009، إلى جانب أعمالهم الأساسية الأخرى. إذ تعمل النفيسي والحميضي  في شركةٍ لتكوين العلامة التجارية للتصاميم، في حين يعمل زيدان في مجال الإعلانات والهلال في مجال العلاقات العامة. شهدت المبادرة تطوراً ملحوظاً على مر السنوات الماضية، إذ تعددت نشاطتها وشملت أنواع أخرى من الفنون وتنوعت عناوين مؤتمراته وتضمنت فعاليات فنية مرافقة في مجال السينما والموسيقى ورسوم الغرافيتي، كما ارتفع عدد حضوره من 70 شخص في دورته الأولى إلى 1800 شخص في دورته الأخيرة.

قال زيدان “حتى الأن، عقدنا سبعة مؤتمرات كبيرة في الكويت، وكانت مؤتمرات مؤثرة حيث دارت جلسات وورش كل مؤتمر حول فكرة مركزية يتم مناقشتها من جميع جوانبها وكان يتبعها جولات حوارية واستكشافية في المدن العربية، وبفضل تلك الفعاليات ومشاركيها، استطاعت “نقاط” أن تكتسب كم هائل من المعرفة بما يخص المشهد الثقافي بالمنطقة، حتى تقوم من خلاله بتطوير محتوى غني يساهم في تقدم المجتمع العربي.”

فهم الاقتصاد الإبداعي

تشكل ورش العمل غالباً جزءًا من مؤتمرات المؤسسة، وتتضمن مواضيع من مجالاتٍ كثيرة ومتنوعة كفن الخط والتصوير والتمثيل وتصميم المجوهرات والرسم والمجلات الهزلية والكاريكاتور وتنظيم المشاريع والكتابة الإبداعية وتصميم المفروشات وكتابة الرواية العربية والطبع الثلاثي الأبعاد.

“استطاعت نقاط أن تكتسب كم هائل من المعرفة بما يخص المشهد الثقافي بالمنطقة، حتى تقوم من خلاله بتطوير محتوى غني يساهم في تقدم المجتمع العربي.”

-واكيم زيدان
 أحد مؤسسي نقاط ومديرها العام

تزامن انعقاد مؤتمر” نقاط” الأخير، والذي عقد في شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي تحت عنوان “موطن العقل المطاطي”، مع مرور عشر سنوات على نشأته. قال زيدان “أجرينا في “نقاط” بحوث لمدة ثلاث سنوات لفهم وبحث حالة الاقتصاد الإبداعي في الدول العربية، ووجدنا أنه لتحديد الاقتصاد الابداعي بمفهوم عربي علينا أن نعيد صياغة نمط العقليات الحالية لتخطي العوائق السائدة.”

تهدف جلسات النقاش التي توفرها نقاط إلى توفير نوع من الحافز الذي يحتاجه الشباب بشدة لدعمهم  وزيادة احتمالات نجاحهم. (الصورة: مؤتمر نقاط الأخير، ٢٠١٩ )
تهدف جلسات النقاش التي توفرها نقاط إلى توفير نوع من الحافز الذي يحتاجه الشباب بشدة لدعمهم وزيادة احتمالات نجاحهم. (الصورة: مؤتمر نقاط الأخير، ٢٠١٩ )

ناقش المؤتمر الأخير ثلاث مبادئ، الأول “لماذا” وذلك لنقد وفهم العقليات في البيئة الحالية. المبدأ الثاني “نحو المستقبل” وذلك لتخيله في حال تم تغيير العقليات الحالية. المبدأ الثالث ” الكيفية” وهو تطبيق حلول واقعية نتيجة تغيير هذه العقليات. وكان لافتاً انطلاق فعاليات فنية وثقافية مرتبطة بالمؤتمر وبالتزامن معه في  6 دول عربية غير الكويت، هي البحرين والإمارات ولبنان ومصر والسعودية وقطر في محاولة للانتشار وتوسيع هدف المؤتمر ليشمل شباب المنطقة.

قالت حصة الحميضي، عضو مؤسس لنقاط، “نعمل من خلال النقاش على تحفيز الحوار ونقد العقليات التي تتحكم في مؤسساتنا  بهدف المساعدة على تطوير الوضع الراهن. نحن مهتمون بإثارة النقاش لفهم المعوقات الشخصية التي تعيق الفرد عن التعلم والتطور ومن ثم مساعدته على التزود بالمهارات اللازمة لتحقيق ذلك.”أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.

https://www.bue.edu.eg/

قبول الأخر

تعاني المجتمعات العربية من معوقات تحد من الإبداع، كما تعتقد الحميضي، لكنها في معظمها معوقات فردية. قالت “هناك مشكلة أساسية تتعلق في تقبل الأخر وآراءه المختلفة والموروث التقليدي، بالإضافة إلى معوقات مجتمعية نحو النظرة للفنون والابداع.” مضيفة أن الجامعات والمدارس مازالت في مجملها غير قادرة على توفير القاعدة المثالية للمهتمين بأن يصبحوا فنانين مميزين، أو منحهم التنوع في الجانب النظري من الفن.

قالت “تعليم الفن موجود، لكننا لا نرى أي نتائج.”

يؤمن مؤسسو نقاط أن التعليم الإبداعي يجب أن يبدأ منذ الصغر، لذلك أطلقوا برنامجًا للأطفال من 4 إلى 12 سنة يهدف إلى تعليمهم الأطفال على التفكير بإبداع وتطوير مهاراتٍ إبداعية لحلّ المشاكل إلى جانب العلوم والرياضيات.

قالت الحميضي “نحن لا ننافس المدارس والجامعات بل نسعى إلى مساندتهم عبر أنشطتنا ونتمنى أن نتمكن من عقد شراكات معهم لتطوير عملنا.”

“نحن لا ننافس المدارس والجامعات بل نسعى إلى مساندتهم عبر أنشطتنا ونتمنى أن نتمكن من عقد شراكات معهم لتطوير عملنا.”

-حصة الحميضي
 عضو مؤسس لنقاط

تعتبر فعاليات نقاط متنفساً للكثيرين من الشباب في الكويت وفرصة لاكتشاف وتطوير مواهبهم.

قالت شهد الودعاني، شابة كويتية تبلغ من العمر 31 عاماً، “في عام 2015 سنحت لي فرصة حضور مؤتمر” نقاط” لأول مرة وكان تحت عنوان ” متلازمة القص واللزق، حيث شاركت حينها في ورشة للرسم الكاريكاتوري مع فنان الكاريكاتير السوري علي فرزات. شجعتني هذه الورشة على التركيز على  شغفي بالرسوم المصورة، وأصبحت قادرة على خلق قصصي المصورة والتي نالت ردود فعل إيجابية. لقد تعلمت أن استخدم هذا النوع من الفنون للتعبير عن نفسي.، كما أنه فتح لي لاحقا فرصاً كثيرة للعمل.”

يعتقد القائمون على مشروع نقاط أن ازياد عدد جمهورهم يمثل تحدياً خاصاً لهم.

قالت الحميضي “ارتفاع عدد جمهورنا يحثنا على العمل والتطور، نسمع لهم ونحاول أن نفهم رغباتهم وما يحتاجونه ويبحثون عنه للعيش أكثر أبداعاً، جمهورنا هو ما يلهمنا في “نقاط” للإبداع أكثر في فعالية نعقدها.”

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى