أخبار وتقارير

دليل إرشادي لمساعدة الجامعات على إعادة الفتح بأمان

في الوقت الذي تنشغل فيه إدارة الجامعات بدراسة إمكانية استئناف الدراسة في الحرم الجامعي وسط مخاوف من انتشار عدوى فيروس كوفيد-19،  يقدم دليل جديد مجموعة إرشادات مساعدة على اتخاذ قرار إعادة الفتح “بسلامة وأمان”.

تم تصميم الدليل، الذي يحمل عنوان “دليل التخطيط والتقييم الذاتي لمؤسسات التعليم العالي لمواجهة كوفيد-19” والذي نشره موقع OpenSmartEDU ، لمساعدة المؤسسات التعليمية بكافة أنواعها على اتخاذ قرار إعادة الفتح وفقاً لعدة سيناريوهات محتملة، حيث  ستحتاج كل مؤسسة إلى تطوير وتنفيذ خطتها الخاصة لاستئناف العمل.

تم إنتاج الدليل من قبل ثلاث منظمات في الولايات المتحدة هي: مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي، ومجلس اعتماد التعليم العال ، وشركة توسكانا للاستشارات الاستراتيجية ومقرها بالتيمور.

قالت لوشيا مولين، المحلل الأول والباحث بمركز جون هوبكنز والمشاركة في وضع التقرير في رسالة بريدية،”تم تطوير الدليل للكليات والجامعات في الولايات المتحدة، لكن يمكن توظيفه لصالح الجامعات والكليات الموجودة حول العالم نظراً لأن المخاطر وخطوات التخفيف المحتملة لها واحدة.”

يشتمل الدليل على 4 محاور أساسية تعد الأساس في اتخاذ قرار إعادة الفتح أو الاستمرار في تأجيله. ويتوجب على كل مؤسسة الإجابة بشفافية على كل الأسئلة الواردة في كل محور قبل اتخاذ القرار. تتعلق الأسئلة بتوفر مواد الصحة والسلامة لمواجهة كوفيد-19 من معدات الحماية الشخصية، ومواد التعقيم، وفرص تحقيق التباعد الاجتماعي، والحجر الصحي، والنظافة، والوصول إلى المرافق الصحية، وخطة الطوارئ في حالة إغلاق مفاجئ. كما تتناول الميزانيات المتوفرة لمواجهة هذه التحديات، وتوفر فرص لتدريب المعلمين وتأهيلهم وكذلك الطلاب والإداريين وإمكانية تصميم برامج تعليم عبر الإنترنت مع وجود آليات لمراقبة الجودة وكفاءة التواصل بين جميع العاملين في المؤسسة والطلاب.

في المقابل، تعمل أداة تقييم المخاطر التي يقترحها التقرير على مساعدة مؤسسات التعليم العالي على تحديد وفهم المخاطر الأساسية والتأثير الذي قد تحدثه خطوات التخفيف الرئيسية (مثل الإبعاد الجسدي، ومعدات الوقاية الشخصية، وتتبع جهات الاتصال، وإجراء الاختبار…) على درجات المخاطر.

تنقسم درجات المخاطر إلى (منخفضة جدًا ، منخفضة ، معتدلة ، عالية جدًا). لكن التقرير يشير إلى عدم اعتبار درجة المخاطر الخاصة بالمؤسسة بمثابة إذن لإعادة الفتح، ولا حظر لمنع إعادة الفتح. إذ يقترح التقرير  اعتبارها أداة تساعد المؤسسات على تحديد الثغرات في التخطيط لصحة وسلامة أصحاب المصلحة فيها. ويمكن استخدام أداة التقييم بشكل متكرر لتتبع التغيرات في درجات المخاطر مع تنفيذ خطوات التخفيف.

جاء في التقرير “يجب الموازنة بين المخاطر والفوائد بعناية.”

إمكانية التطبيق عربياً

تعتقد مولن أن كل الجامعات، التي تنوي استئناف أنشطتها، مطالبة أولاً بإجراء تقييم ذاتي لتحديد المخاطر الخاصة بهم، والموارد المتاحة لديهم ومدى فعالية إجراءات التخفيف المقترحة في تقليل خطر انتشار فيروس كورونا.

قالت “نعم، يمكن للجامعات في المنطقة العربية تطبيق الدليل واستخدام أداة التقييم الذاتي. ربما لا تكون قادرة على تنفيذ جميع التدابير بسبب الميزانيات المحدودة، لكن يجب أن تختار الأنشطة الأكثر أهمية وتقدم أفضل النتائج في الحد من المخاطر، حيث يتوجب على قادة الجامعات مناقشة وتحديد الموارد المتاحة لتنفيذ تدابير الصحة والسلامة وفقاً للموارد التي يمتلكونها.”

“نعم، يمكن للجامعات في المنطقة العربية تطبيق الدليل واستخدام أداة التقييم الذاتي. ربما لا تكون قادرة على تنفيذ جميع التدابير بسبب الميزانيات المحدودة، لكن يجب أن تختار الأنشطة الأكثر أهمية وتقدم أفضل النتائج في الحد من المخاطر، حيث يتوجب على قادة الجامعات مناقشة وتحديد الموارد المتاحة لتنفيذ تدابير الصحة والسلامة وفقاً للموارد التي يمتلكونها.”

لوشيا مولين  
المحلل الأول والباحث بمركز جون هوبكنز

أعادت بعض الدول العربية فتح مؤسساتها الأكاديمية العليا كتونس وسوريا وموريتانيا، فيما بدأت الجامعات الحكومية في مصر بإجراء امتحانات نهاية العام لطلاب السنوات الأخيرة. (اقرأ التقريرين ذوي الصلة: تباين إجراءات إعادة فتح الجامعات بعد فك حظر كوفيد-19 و مطالبات بتأجيل امتحانات كليات الطب في مصر).

في لبنان، أعلن فاضلو ر. خوري ، رئيس الجامعة الأميركية في بيروت في رسالة مطلع الشهر الحالي، عزم الجامعة على بدء الفصل الدراسي القادم  باستخدام مزيج من الفصول في الحرم الجامعي والصفوف عبر الإنترنت.

وشدد خوري على أن صحة وسلامة الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والموظفين من الأولويات القصوى في خطط الجامعة لإعادة الافتتاح.

لم يطلع زاهر داوي، أستاذ الهندسة الكهربائية وهندسة الحاسبات ورئيس مجلس البحوث الجامعية في الجامعة الأميركية ببيروت، على التقرير أو توصياته. لكنه أوضح أن الجامعة تعمل على وضع خطة لإعادة الفتح بصورة أمنة.

قال “أنشأنا فرقا تخطط لاتخاذ الإجراءات الإحترازية اللازمة استجابة لحالة الوباء الحالية؛ نحن نطور الخطط حسب الحاجة، مع مراعاة المبادئ التوجيهية الجديدة من لجنة الخبراء الخاصة بالجامعة.

تتشابه بعض التدابير الواردة في تقرير هوبكنز مع تلك التي صدرت عن بعض الجامعات العربية والمتعلقة بزيادة المسافات بين المقاعد في الفصول الدراسية لمسافة ستة أقدام على الأقل تقليل أعداد الطلاب في القاعات الدراسية، بالإضافة إلى ارتداء أقنعة الوجه. لكن ذلك يمثل تحديا لبعض الجامعات.

قال عبد العظيم الجمال، أستاذ المناعة والميكروبيولوجي بجامعة قناة السويس في مصر، “سيكون من الصعب توفير جميع الإجراءات الاحترازية لمنع العدوى في الكليات التي يدرس بها أعداد كبيرة من الطلاب، قد تصل للآلاف، وسيكون هناك ضرورة لاستمرار تطبيق نظام التعليم والتقييم الإلكتروني عن بعد.”

مؤخراً، أعلنت وزارة التعليم العالي في أيضاً نظام يجمع بين التعليم في الصفوف التقليدية والتعليم الإلكتروني بصورة دائمة بدء من العام الدراسي القادم.

“سيكون من الصعب توفير جميع الإجراءات الاحترازية لمنع العدوى في الكليات التي يدرس بها أعداد كبيرة من الطلاب، قد تصل للآلاف، وسيكون هناك ضرورة لاستمرار تطبيق نظام التعليم والتقييم الإلكتروني عن بعد.”

عبد العظيم الجمال
 أستاذ المناعة والميكروبيولوجي بجامعة قناة السويس في مصر

إذ أوضح محمد لطيف، الأمين العام للمجلس الأعلى للجامعات، في لقاء مع الفنار للإعلام، أنه سيتم تقسيم الطلاب بالجامعات المصرية إلى مجموعات صغيرة لمنع التزاحم وتحقيق التباعد الاجتماعي، ويكون كل عضو من أعضاء هيئة التدريس مسؤول عن عدد من المجموعات، على أن يجري الجمع بين تنفيذ التعليم المباشر والتعليم عن بُعد معا، بنسبة 60 في المئة مباشر، و40 في المئة إلكتروني بالكليات العملية، و50 في المئة تعليم مباشر، و50 في المئة تعليم عن بُعد للكليات النظرية.

قال “هذا النظام سيكون نظاماً دائماً وليس إجراء مؤقتاً بسبب فيروس كورونا.”

 أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.  

يدعو التقرير إلى التفكير الجدي  فيما إذا كان من المفيد للطلاب والموظفين العودة إلى الجامعات حالياً مع استمرار انتشار الفيروس التاجي، وإمكانية الاستمرار بتقديم التعليم عبر الإنترنت مع الأنشطة التعليمية الأخرى.

قالت مولن ” يبقى الحفاظ على عناصر الصحة والسلامة هو الأهم ويحظى بأكبر قدر من التركيز.”

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى