أخبار وتقارير

كليات السياحة في المنطقة العربية مستمرة رغم وباء كوفيد-19

على الرغم من الدمار الذي ألحقه وباء كوفيد-19 بصناعة السفر في المنطقة العربية، إلا أن تدريس الضيافة والسياحة ظل مرنًا، حيث أفادت البرامج في العديد من البلدان عن معدلات تسجيل قوية.

بحسب مجلس السفر والسياحة العالمي، وهو مجموعة مقرها لندن، فإن جائحة فيروس كورونا وعمليات الإغلاق الناتجة عنها قد تقضي على حوالي 200 مليون وظيفة سياحية في جميع أنحاء العالم وتتسبب في خفض الناتج المحلي الإجمالي العالمي بأكثر من 5.5 تريليون دولار.

مع ذلك، يختار العديد من الطلاب الاستمرار في التسجيل في برامج الضيافة. يبدو أن البعض واثق من أنه بحلول الوقت الذي يتخرجون فيه، ستعود الصناعة إلى الوقوف على قدميها، مع عودة فرص العمل أثناء انشغالهم بالدراسة. فيما يبدو آخرون أقل حماسًا ولكنهم ما زالوا يرون أن هذا المجال يوفر أفضل آفاق التوظيف.

قال كريستوفر دوت، كبير المحاضرين في أكاديمية الإمارات لإدارة الضيافة في دبي، “على المدى القصير، سيكون بعض الطلاب أكثر حذرًا بشأن الالتحاق بأي شكل من أشكال التعليم حتى يصبح الوضع أكثر هدوءًا ويمكن توقعه بشكل أكبر”. ويضيف أن آخرين، ومعظمهم من الطلاب الأكبر سنًا، ينظرون إلى التعليم الإضافي كوسيلة لتحديث معارفهم ومهاراتهم، لاسيما في أوقات تباطؤ العمل.

لم تشهد جامعة ميدلسكس دبي انخفاضًا واضحًا في الالتحاق، بحسب كودي باريس، نائب مدير التخطيط الأكاديمي والبحث. قال باريس، “إن قطاع السياحة مرن ومن المرجح أن يتعافى إلى مستويات ما قبل الجائحة في العديد من الوجهات في غضون عامين. لذلك، تظل برامج الضيافة خيارًا جذابًا للعديد من الطلاب.”

التكيف مع التعليم الإلكتروني

في جميع هذه المؤسسات وغيرها في جميع أنحاء المنطقة، كان على طرق التدريس أن تتكيف مع التغييرات.

يقول دوت إن أكاديمية الإمارات لإدارة الضيافة قد تبنت تنسيقًا أكثر إدماجًا في التعليم. ويضيف أنه سيكون من الصعب وضع تعليم الضيافة على الإنترنت بالكامل. قال “يوفر التعلم المدمج أرضية وسطية مناسبة توفر مرونة الدورات التدريبية الإلكترونية والتجربة العملية التفاعلية للتعلم المباشر.”

على المدى القصير، يتوقع دوت المزيد من التركيز على إدارة الأزمات، وكوفيد-19 على وجه الخصوص، في جميع الحصص الدراسية. قال “لقد أدرجت بالفعل العديد من برامج دعم التعليم، مثل المحاكاة، لمحاكاة ظروف شبيهة بكوفيد-19.”

يتفق باريس بأن هذا الوقت بالتأكيد فرصة لإعادة التقييم وأن بإمكان الصناعة ككل أن تستفيد من ذلك. قال “أدى الوباء إلى تسريع الاتجاهات الناشئة في التعليم السياحي للتركيز على فهم كيف يمكننا القيام بالسياحة بشكل أفضل من خلال مواءمة الممارسات مع التنمية المستدامة، ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتشجيع ريادة الأعمال على المستوى الشعبي.”

“على المدى القصير، سيكون بعض الطلاب أكثر حذرًا بشأن الالتحاق بأي شكل من أشكال التعليم حتى يصبح الوضع أكثر هدوءًا ويمكن توقعه بشكل أكبر”.

كريستوفر دوت
 كبير المحاضرين في أكاديمية الإمارات لإدارة الضيافة في دبي

كما سلط الوباء الضوء أيضًا على أهمية إعداد الطلاب للانخراط في التكنولوجيا، بحسب باريس، وسرّع من تكامل تقنيات معينة في الصناعة. ويتصور أنه بعد كوفيد-19، سيكون هناك استخدام أكبر للتقنيات الذكية والأتمتة والروبوتات.

التدريب الافتراضي

لطالما كانت دبي موقعًا غنيًا لطلاب صناعة السفر والسياحة الذين يبحثون عن تدريب أثناء العمل. في الوقت الحالي، ومع ذلك، يبدو الوصول إلى شركاء الصناعة الرئيسيين معلقًا.

يقول عيسى بن حاضر، المدير العام لكلية دبي للسياحة، إن مؤسسته يجب أن تبتكر طرقًا للتغلب على التحديات، بما في ذلك إنشاء برنامج تدريب افتراضي للطلاب الذين أنهوا عامهم الدراسي في حزيران/ يونيو. تم تصميم برامج التدريب الافتراضية لمساعدة الطلاب على الاستعداد للحياة العملية، وتميزت بالتدريب والتوجيه في الوقت الفعلي من قبل خبراء في المجالات التي اختارها الطلاب.

ركزت الدورات التدريبية على خمسة تخصصات رئيسية هي: فنون الطهي، والضيافة، والسياحة، وتنظيم الفعاليات، وتجارة التجزئة. قال بن حاضر موضحًا “دخلت كلية دبي للسياحة في شراكة مع هيلتون لتقديم دورات تدريبية في فنون الطهي والضيافة، ومع دبي للسياحة لتقديم تدريب لطلابنا في مجال السياحة وتجارة التجزئة والفعاليات.”

مع إعادة الافتتاح التدريجي لقطاع السياحة في دبي، قد تعود بعض الجوانب العملية لعملية التعلم إلى مسارها الصحيح في العام الدراسي المقبل، كما يقول بن حاضر. سيعمل هؤلاء جنبًا إلى جنب مع الفصول الدراسية الافتراضية، مع العروض العملية والمحاضرين الضيوف بشكل مباشر بالإضافة إلى جلسات الأسئلة والأجوبة والعروض التقديمية الجماعية ولعب الأدوار والتقييمات، والتي يتم تقديمها بعد ذلك عبر الإنترنت.

قال بن حاضر “لم تتغير الموضوعات ونتائج التعلم، لكن تم التركيز بشكل أكبر على مجالات جديدة ذات أهمية مثل الصحة والسلامة. سيستمر تعليم الضيافة في لعب دور محوري في الجهود المبذولة لزيادة تحسين جودة القوى العاملة في المجال، وسيتعين على مقدمي خدمات التعليم التكيف مع الوقائع المتغيرة لضمان تمكن الطالب من إكمال البرنامج من البداية إلى النهاية دون أي انقطاع.”

آمال في فرص عمل

في تونس، حيث تشكل السياحة جزءًا أساسيًا من الاقتصاد الوطني، تراجعت إيرادات القطاع حتى 20 آب/ أغسطس من هذا العام بنسبة 60 في المئة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بحسب إحصائيات نشرها البنك المركزي التونسي.

ومع ذلك، فإن ذلك لم يثن الطلاب الذين يشعرون أن المجال يمثل أملهم الوحيد. قالت وجدان سعدي، وهي طالبة تستعد للانضمام إلى المعهد المهني العالي للسياحة بسوسة، “ربما توقفت السياحة بسبب فيروس كورونا هذا العام، لكن هذه حالة طارئة وستزول. تونس بلد سياحي وليس هناك فرص عمل مستقبلية إلا في هذا المجال.”

في مصر، حيث تمثل السياحة حوالي 12 في المئة من الدخل القومي، أو ما يقرب من 1 مليار دولار شهريًا، مثل وباء كوفيد-19 كارثة اقتصادية، على الرغم من محاولة السلطات دعم القطاع من خلال فتح الحدود والسماح للفنادق والمواقع السياحية باستئناف عملها.

“أضرت أزمة فيروس كورونا بالجميع لكنها لن تدوم طويلا. حبي لدراسة الإرشاد السياحي لن يتغير. أحب هذا المجال وسأعمل فيه.”

أسامة ممدوح المزين
 الطالب في السنة الثانية في قسم الإرشاد السياحي بجامعة الفيوم

لكن بعض الطلاب، مثل أسامة ممدوح المزين، الطالب في السنة الثانية في قسم الإرشاد السياحي بجامعة الفيوم، ما زالوا متفائلين. قال المزين “أضرت أزمة فيروس كورونا بالجميع لكنها لن تدوم طويلا. حبي لدراسة الإرشاد السياحي لن يتغير. أحب هذا المجال وسأعمل فيه.”

يضم تعليم السياحة والفندقة في مصر حوالي 600 عضو هيئة تدريس بدوام كامل وما يقرب من 12,000 طالب في الكليات الحكومية التسع التي تمنح درجة البكالوريوس في السياحة والفندقة. يلتحق العديد من الطلاب الآخرين ببرامج تعليم السياحة الخاصة.

بدأت الدراسة على الإنترنت منذ آذار/ مارس، لذا لم يتلق المزين تدريبه العملي المقرر لهذا العام مع شركة سياحة، لكنه يأمل أن يستأنف هذا العام المقبل. يوضح قائلاً “التدريب مهم وسأحصل عليه لاحقًا بعد استئناف عمل قطاع السياحة.”

 أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.

مخاوف من المستقبل

ومع ذلك، لا يبدو الجميع متفائلاً. تقول رانيا ممدوح، التي تخرجت هذا العام من قسم الدراسات السياحية بجامعة جنوب الوادي بالأقصر، “كنت أعمل خلال الصيف في شركة طيران وأتدرب في ذات الوقت،” لكنها توقفت عن العمل “بسبب فيروس كورونا”. أضافت “أخشى على مستقبلي بسبب تكرار الأزمات التي تلحق ضررا مباشرا بقطاع السياحة كالإرهاب وعدم الاستقرار. هذا القطاع أول ما يتضرر من الأزمات وآخر ما يتعافى منها.”

كانت دراسة السياحة حلمها، وقد واجهت معارضة أفراد أسرتها الذين يعملون في السياحة الذين شجعوها على اختيار مسار أكثر استقرارًا. الآن، تتفهم ممدوح مخاوفهم. قالت “أنا قلقة بشأن مستقبلي في العمل مع تراجع السياحة وغياب الفرص، وهو ما يجعلني أفكر في العمل في مجال آخر على الأقل في الوقت الحالي، إذا ما وجدت فرصة لذلك.”

يبدو محمد عبد الحميد، الأستاذ في قسم إدارة الفنادق في جامعة جنوب الوادي، أكثر ثقة في قدرة القطاع على التعافي. قال “لا يمكن الحكم على مجال العمل خلال فترة الأزمة. كان لفيروس كورونا تأثير على جميع جوانب الحياة، وعلى الرغم من ذلك، فإن قطاع السياحة مرن ويتعافى.”

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى