أخبار وتقارير

تزايد الإقبال على الدورات الإلكترونية في المنطقة العربية

شهد مقدمو التعليم العالي الإلكتروني ارتفاعًا كبيرًا في الإقبال على دوراتهم وبرامج شهاداتهم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا منذ بداية جائحة كوفيد-19. ويقول البعض إن التعرض المفاجئ للتعلم عبر الإنترنت قد يؤدي إلى تحول في المواقف المتعلقة بقيمة طرق التدريس الرقمية.

في الأشهر الستة الماضية، خدمت إدراك، وهي منصة مقرها الأردن تقدم دورات مجانية عبر الإنترنت باللغة العربية، مليون متعلم جديد، وهي قفزة كبيرة من حوالي 650 ألف متعلم جديد خدمتهم في عام 2019. اليوم، تقدم إدراك خدماتها نحو 4 مليون مستخدم. وقالت كورسيرا، وهي شركة مقرها الولايات المتحدة تقدم دورات وبرامج عبر الإنترنت من جامعات معروفة، إنها، ومنذ منتصف آذار/ مارس، شهدت زيادة بنسبة 500 في المئة في المتعلمين من الشرق الأوسط مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

كما أعلنت منصة فيوتشر ليرن، وهي شركة بريطانية تقدم دورات مماثلة عبر الإنترنت، عن زيادة بنسبة 500 في المئة في المشاركة من المنطقة. وأفاد مسؤولون من إديكس edX، وهي منظمة غير ربحية أسستها جامعة هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا لتقديم دورات مجانية ومنخفضة التكلفة عبر الإنترنت، إن معدلات الالتحاق بها من المنطقة قد ارتفعت بأكثر من 200 في المئة منذ بداية الوباء.

قالت مها بالي، الأستاذة المشاركة في مركز التعلم والتدريس بالجامعة الأميركية بالقاهرة، “كان هناك بالتأكيد تحول في الإحساس بأنهم – في المنطقة – لا يستطيعون تجاهل التعلم عبر الإنترنت بعد الآن.”

وصفت شيرين يعقوب، الرئيسة التنفيذية لإدراك، النمو في تعليم الكبار عبر الدورات التدريبية الإلكترونية بأنه “أحد أكثر الملاحظات إلهامًا التي رأيناها خلال فترة حظر التجول والإغلاق.”

مع ذلك، تشعر يعقوب بالقلق بشأن ما تسميه “فجوة المساواة” عندما يتعلق الأمر بمن يمكنه استخدام الدورات التدريبية المجانية للمؤسسة. وأضافت أن معظم مستخدمي إدراك يصلون إلى المنصة عبر هواتفهم الذكية، وقد يكون للعائلات ذات الدخل المنخفض ثلاثة أو أربعة أطفال يحتاجون جميعًا إلى تشارُك الهاتف. وتضيف أن أجهزة الكمبيوتر والوصول إلى الإنترنت في المنزل مكلفة للغاية بالنسبة للكثيرين. قالت “نحن بحاجة إلى الدعوة إلى المزيد من المساواة في الاتصال بالإنترنت. ستعتمد حياتهم على ذلك غالبًا. ليس الأمر رفاهية.” (اقرأ التقرير ذو الصلة: التحول إلى التعليم عبر الإنترنت يفاقِم عدم المساواة في المنطقة العربية).

لدى كورسيرا 3.4 مليون مستخدم من الشرق الأوسط من أصل 72 مليون متعلم، بحسب بيتي فاندنبوش، مديرة المحتوى في الشركة. اشتركت حوالي 400 كلية ومنظمة في المنطقة في برنامج مجاني يتيح لهم تقديم دورات كورسيرا عبر الإنترنت لطلابهم المسجلين. وهذا يعني أن الكليات – بما في ذلك جامعة الحسين التقنية في الأردن – تقدم على الأقل بعض الدورات عبر الإنترنت التي تعتمد إلى حد كبير على المحتوى المقدم مجانًا من كورسيرا.

لدى كورسيرا 3.4 مليون مستخدم من الشرق الأوسط من أصل 72 مليون متعلم

بيتي فاندنبوش
 مديرة المحتوى في كورسيرا

وذكرت أن كورسيرا شهدت في الأشهر الأخيرة اهتمامًا أكبر من الحكومات والمنظمات في المنطقة لعقد شراكات. تعني مثل هذه الصفقات عادةً أن تدفع الحكومات والمؤسسات رسومًا إلى منصة كورسيرا لتأمين على وصول مجاني لموظفيها إلى برامج الشهادات عبر الإنترنت في كورسيرا. كان هذا يحدث حتى قبل الوباء: في العام الماضي، أعلنت الشركة عن صفقة مع كلية أبوظبي للإدارة الحكومية لتدريب 60 ألف موظف حكومي في علوم البيانات والتحول الرقمي ومهارات أخرى عالية التقنية.

 أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.

قالت فاندنبوش “تدرك الحكومات في الشرق الأوسط التحديات التي تواجه اقتصاداتها. تقول بعض تلك الحكومات، “يا إلهي، نحتاج حقًا إلى تحسين مهارات القوى العاملة لدينا لأن النفط لن يبقى هناك إلى الأبد.”

مواقف جديدة حيال التعلم عبر الإنترنت

يقول خبراء في تكنولوجيا التعليم إن الوباء قد يصبح في نهاية المطاف نقطة تحول للتعليم الإلكتروني في المنطقة.

قال جون شوارتز، رئيس تطوير الأعمال العالمية للمؤسسات في إديكس edX، إن الكليات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا قد تبنت مؤخرًا الدورات التدريبية الإلكترونية للمنصة أيضًا. قال، “عمليًا لم يكن لدى أي جامعة الوقت والموارد لتحويل كل محتوى الفصول الدراسية إلى دورات عبر الإنترنت، لذلك كانت إديكس قادرة، ولا تزال، على ملء فراغ كبير. بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك درجة عالية من الاهتمام من مدارس المنطقة ليس باستخدام محتوى إديكس فحسب، ولكن لوضع محتوى عالي الجودة على الإنترنت، كشريك في منصة edX.org.”

من بين دورات إديكس الأكثر شيوعًا من قبل الطلاب في المنطقة الدورات التمهيدية في علوم الكمبيوتر من جامعة هارفارد ودورة من جامعة كوينزلاند تُعد الطلاب لإجراء اختبار IELTS لمهارات اللغة الإنجليزية.

قالت جيهان عثمان، الأستاذة المساعدة للتصميم التعليمي والتكنولوجيا في كلية الدراسات العليا للتعليم بالجامعة الأميركية بالقاهرة، في مقابلة عبر البريد الإلكتروني، “غير الوباء بالفعل ديناميكيات التعلم عبر الإنترنت في الشرق الأوسط. إذ تبنى العديد من الأساتذة الذين لم يفكروا أبدًا في التعليم المختلط أو المستند إلى الويب التعلم عبر

“غير الوباء بالفعل ديناميكيات التعلم عبر الإنترنت في الشرق الأوسط.”

جيهان عثمان
 الأستاذة المساعدة للتصميم التعليمي والتكنولوجيا في كلية الدراسات العليا للتعليم بالجامعة الأميركية بالقاهرة

الإنترنت لأنه كان البديل الوحيد. قال العديد من هؤلاء الأساتذة إنهم لن يعودوا أبدًا إلى المواجهة الكاملة وجهًا لوجه لأنهم اكتشفوا العديد من القيم التعليمية للاتصال بالإنترنت.”

يعمل كيرتس جي بونك أستاذًا لتكنولوجيا الأنظمة التعليمية بجامعة إنديانا في بلومنغتون وهو مؤلف كتاب “العالم مفتوح: كيف تصنع تكنولوجيا الويب ثورة في التعليم“، وكتب أخرى عن التعلم عبر الإنترنت. قال إنه يتلقى دعوات فجأة للتحدث في المنطقة وفي أماكن لم تفعل الكثير في مجال التعليم عبر الإنترنت في الماضي. ومن الأمثلة على ذلك أنه تحدث مؤخرًا في منتدى عبر الإنترنت للمعلمين على مستوى المدارس الابتدائية والجامعة في الإمارات العربية المتحدة تديره وزارة التربية والتعليم، وحضره أكثر من 600 شخص.

مصدر القلق الأول: الغش

مع ذلك، لا تزال هناك بعض التحفظات حول التعليم عبر الإنترنت. يتمثّل مصدر القلق الأكبر في أن هذه الصيغة ستؤدي إلى تفشي الغش. قالت عثمان “يصر الكثيرون على أن الامتحانات والتقييم الرئيسي يجب أن يتم بشكل شخصي في بيئة مراقبة.”

تتفق بالي على أن النزاهة الأكاديمية تبقى مصدر قلق رئيسي. قالت “نعلم، في مصر، أن العديد من الاختبارات المعيارية عبر الإنترنت التي يتم إجراؤها في مراكز الامتحانات يتم تسريبها/ أو الغش فيها، وما إلى ذلك”، مشيرة إلى أن الناس قلقون من حدوث ذات الشيء في الدورات الإلكترونية.

وحتى أولئك الذين يقدمون دورات عبر الإنترنت يؤكدون أنها ليست بديلاً كاملا عن التعليم في الفصول الدراسية.

قالت يعقوب، الرئيسة التنفيذية لمنصة إدراك، “حتى في إدراك، لا نعتقد أن التعليم والتعلم عبر الإنترنت بمثابة الحل السحري للتعليم في المنطقة. نحن نؤمن حقًا بقيمة التدريس الشخصي.”

بالنسبة لبالي، يجب أن يتعلق السؤال المطروح في الكليات بماهية وغرض التعليم، و”كيفية استخدام الإنترنت بشكل فعال مع الحفاظ على أفضل ما يمكننا القيام به عند التدريس بشكل شخصي.”

تجري جهود جديدة الآن للمساعدة في تدريب الأساتذة في المنطقة للتدريس عبر الإنترنت. من بينها سلسلة ورش عمل مجانية عبر الإنترنت – يديرها مركز التعلم في الممارسة ومقره معهد كاري للخير العالمي – حول كيفية التدريس باستخدام التقنيات عبر الإنترنت، مع التركيز على التدريس الشامل.

*تم تصحيح بعض المؤشرات الخاصة بإدراك وكورسيرا بعد النشر الأول.

جيفري يونغ محرر ومراسل يركز على قضايا التكنولوجيا ومستقبل التعليم. يشغل الآن منصب كبير المحررين في إدسيرج EdSurge، ويغطي تقاطع التكنولوجيا والتعليم.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى