مقالات رأي

نصائح من أساتذة الجامعة الأميركية في القاهرة لتدريس إلكتروني ناجح

(الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء شخصية للكاتب ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الفنار للإعلام).

ملاحظة المحرر: يأتي المقال التالي ضمن سلسلة مقالات تتضمن خبرة أعضاء هيئة التدريس بالجامعة الأميركية في القاهرة حول كيفية جعل الفصول الدراسية عبر الإنترنت أكثر فعالية. تحتوي المقالات اقتباسات من تعليقات لأعضاء هيئة التدريس في New Chalk Talk، وهي مجلة ينشرها مركز التعلم والتدريس بالجامعة.

كان عام 2020 حافلاً بالتحديات بشكل استثنائي للطلاب وأعضاء هيئة التدريس على حدٍ سواء، بسبب الاضطرابات الناجمة عن جائحة كوفيد-19 والانتقال المفاجئ للتعليم عبر الإنترنت في جميع أنحاء العالم. تقوم نشرة New Chalk Talk بمشاركة خبرات أعضاء هيئة التدريس ونصائحهم وترحب بملاحظاتهم طوال فترة  التدريس عبر الإنترنت بهدف تحسين تجربة تعلم الطلاب، بالإضافة إلى دعم أعضاء هيئة التدريس في جهودهم لتعزيز تجربة التدريس عبر الإنترنت. (اقرأ النشرات السابقة: 29 نيسان/ أبريل و14 تموز/ يوليو و21 تموز/ يوليو و29 أيلول/ سبتمبر).

واصلنا الحوار، في إصدار جديد خاص، من خلال سؤال أعضاء هيئة التدريس من جميع أقسام الجامعة حول تجربتهم مع تحدي التدريس عبر الإنترنت والمستوحى أيضاً من ملاحظات الطلاب التي حرصت المؤسسة على الحصول عليها: كيف يمكننا العثور على استراتيجيات بسيطة وفاعلة لأعضاء هيئة التدريس لتعزيز تجربة تعلم الطلاب؟ أجاب ما يقرب من 20 عضوًا من أعضاء هيئة التدريس من كليات متعددة على أسئلتنا حول توتر الطلاب وقلقهم والمشاركة وممارسات التدريس عبر الإنترنت. وركزت إجابات أعضاء هيئة التدريس على مايلي:

  • المحافظة على عناصر التواصل الاجتماعي مع الطلاب: تفقّد حال الطلاب ووفّر لهم مسارات مختلفة للتفاعل معك (مثل مجموعات واتساب) ومع بعضهم البعض (كالاستخدام الفعال التي تساعد على العمل في مجموعات صغيرة على الإنترنت).
  • أعرض على الطلاب خيارات مختلفة للمشاركة في فصلك – شفهيًا، عبر الدردشة، وتطبيق بادليت Padlet، وشرائح غوغل التقديمية، وما إلى ذلك – فضلاً عن الغرفة الرئيسية والغرف الفرعية.
  • استمع بتعاطف إلى الطلاب وناقش معهم خططك.
  • مساعدة الطلاب على إدارة عبء العمل عن طريق:التخفيف من عبء التراسل عبر البريد الالكتروني، ومساعدتهم على حسن إدارة الوقت وتنظيمه، وعلى المواظبة على التخفيف من التوتر والقلق الناتجين عن عبء العمل المستجد بسبب الدراسة عبر الإنترنت ، الأمر الذي سيؤدي إلى التخفيف من عبء العمل على الأستاذ والطالب على حد سواء.
  • الاستفادة بشكل فعال من المحاضرات المسجلة مسبقًا، إن أمكن.
  • ضرورة التنوع في تقديم الملاحظات والتغذية الراجعة للطلاب (على سبيل المثال، الملاحظات الصوتية والمكتوبة).
  • خلق شعور بالاستمرارية من خلال استخدام “وسيلة ربط” مشتركة للطلاب للإشارة إليها، من أجل تقليل العبء المعرفي.

نعرض في مقالنا أدناه التصورات المتعلقة بالمشاركة الطلابية، على أن يتم تناول المحاور الأخرى المتعلقة بتخفيف التوتر والقلق عن الطلاب، وممارسات التعليم عبر الإنترنت الجيدة في مقالات لاحقة.

إنشاء تواصل اجتماعي

نحن نعلم أن معظم أعضاء هيئة التدريس يهتمون بطلابهم، ولكن قد يكون من الصعب إثبات ذلك عبر الإنترنت. يمكن أن يقطع إظهار اهتمامنا بالطلاب شوطًا طويلاً. يقوم العديد من أعضاء هيئة التدريس بانتظام بتفقد أحوال الطلاب في بداية الفصل الدراسي، فيخصّصون وقتًا إضافيًا للمناقشات “الودية” إذا لزم الأمر. وقد يبدو هذا وكأنه وقت ضائع كان من الأفضل أن يقضى في تقديم المحتوى العلمي، ولكن إذا كان إنتباه الطلاب مشتت بسبب حدث كبير في الحياة، فمن المحتمل أنهم لن يركزوا على أي حال، أليس كذلك؟ يمكن للتأثيرات طويلة المدى لإجراء هذه المناقشات تحفيز الطلاب ومساعدتهم على الأداء بشكل أفضل.

قالت ماجدة مصطفى، من قسم هندسة العمارة، “قُم بالتحقق من سلامة الصحة العقلية وشارك تجاربك الشخصية. غالبًا ما أطلبُ من طلابي أن يأخذوا نفسًا.”

إذا لم تتمكن من تخصيص وقت من الفصل لهذا النوع من المناقشات، فإن وجود قناة خلفية شبه متزامنة مثل “واتساب” أو “سلاك” Slack يمكن أن تساعد في خلق مساحة للتعبير عن القلق من دون أن يؤثر ذلك على وقت الفصل.

إذا لم تتمكن من تخصيص وقت من الفصل لهذا النوع من المناقشات، فإن وجود قناة خلفية شبه متزامنة مثل “واتساب” أو “سلاك” Slack يمكن أن تساعد في خلق مساحة للتعبير عن القلق ولن يستغرق ذلك من وقت الفصل.

ماجدة مصطفى
 قسم هندسة العمارة

قالت ايمان سليمان، من قسم تعليم اللغة العربية، ” استخدام تطبيق واتساب لإجراء اتصالات جماعية غير رسمية كشف لي عن مدى شعورهم بالضياع وعدم التأكد من المطلوب منهم، ومدى ارتباكهم على الرغم من كل المراحل الرئيسية وتصميم الدورة التدريبية. سألوا بشكل غير رسمي عن مكان العثور على شيءٍ ما أو متى يتم إرسال ذلك أو أين يوجد رابط كذا وكذا، أو عن أسباب عدم ظهور تقويم الدورة التدريبية على متصفحهم. كما أظهر لي ذلك عدم حصول هؤلاء الطلاب على قسط كافٍ من النوم. كانوا يتواصلون في الساعة 4 صباحًا ويأتون متعبين إلى الفصل في الساعة 10 صباحًا. جعلني هذا أكثر فهمًا للفوضى التي كانوا فيها، وبالتالي أصبحت أكثر فهمًا لمشاكلهم.”

أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.

تتمتع مجموعات واتساب/ سلاك بميزة إضافية حيث يمكن للطلاب التجاوب مع بعضهم البعض قبل القيام بذلك، وتقليل حمل البريد الإلكتروني للجميع.

قال رامي علي، من قسم علم الاجتماع والمصريات والأنثروبولوجيا، “أسأل الطلاب عن شعورهم وكيف تسير أمورهم مع بداية كل فصل وما إذا كانت هناك أية مشكلات يريدون طرحها على انفراد أو في سياق الدورة والمجموعة.”

تستخدم صوفي فرج، من قسم تعليم اللغة الإنجليزية، شرائح غوغل التقديمية لتفقد أوضاع الطلاب. قالت “أشارك شريحة غوغل مع التعليمات، وأطلب من الطلاب إنشاء شريحة جديدة وكتابة أسمائهم. أمنحهم من 5 إلى 10 دقائق لكتابة مشاعرهم وأفكارهم. أفعلُ ذلك أيضًا عندما أريد الإطلاع على وضع الطلاب لمعرفة مشاعرهم، خاصة في منتصف الفصل الدراسي عندما أشعر بتراجع في مستويات طاقتهم.

“يعني استخدام شرائح العروض التقديمية بدلاً من مستندات غوغل المنفردة لأني هكذا ليس لدي سوى مستند واحد مفتوح. من خلال النقر فوق عرض الشبكة (في الجزء السفلي الأيسر من الشرائح)، يمكنني رؤية جميع الشرائح في ذات الوقت. يتيح لي ذلك مراقبة تقدم الطلاب أثناء عملهم، ويمكّنني بسهولة من ترك تعليقات لهم على شريحتهم. قدم لي طلابي ملاحظات إيجابية حول هذا النشاط وهم يستمتعون بتغيير لون خلفية الشريحة لتناسب مزاجهم، وإضافة الصور وصور GIF لتعكس ما يريدون قوله بشكل أفضل.”

“يعني استخدام شرائح العروض التقديمية بدلاً من مستندات غوغل المنفردة لأني هكذا ليس لدي سوى مستند واحد مفتوح. من خلال النقر فوق عرض الشبكة (في الجزء السفلي الأيسر من الشرائح)، يمكنني رؤية جميع الشرائح في ذات الوقت.”

صوفي فرج  
قسم تعليم اللغة الإنجليزية

يذكر فراس الأطرقجي، من قسم الصحافة والإعلام، هذه الملاحظة المفيدة، “عندما يبدو وكأن أعضاء هيئة التدريس لا يهتمون للقاء طلابهم بما فيه الكفاية، كيف يمكننا أن نتوقع من الطلاب الاهتمام بدوراتهم الدراسية؟ ستنخفض المعنويات، وكذلك الإنتاجية، مما يؤدي في النهاية إلى انفصال الطلاب عن مؤسستهم. … إنهم بحاجة إلى معرفة أننا نهتم بهم. ونحن نهتم فعلاً. أعرفُ العشرات من أعضاء هيئة التدريس الذين يبذلون قصارى جهدهم حقًا ويصنعون المستحيل لاستيعاب الطلاب بأفضل ما في وسعهم. وليس الأمر سهلاً بالتأكيد.”

التبسيط والاستمرارية في الفصل الدراسي

يمكن أن يساعد استخدام “وسيلة ربط” شائعة مثل مجموعة العروض التقديمية من غوغل أو مستندات غوغل في تركيز انتباه الطالب أثناء الفصل على الأنشطة التي يقوم بها، سواء في الغرفة الرئيسية أو في أي غرف استراحة تقوم بتشغيلها أثناء الجلسة. دائمًا ما يكون الالتزام بطريقة واحدة أفضل حتى يعرف الطلاب ما يمكن توقعه ويمكنهم اعتماد إيقاع لصفك. يمكن أن يقلل هذا أيضًا من الارتباك والتوتر.

توضح أليسا يونج، من قسم البلاغة والتأليف، “من النصائح التي وجدتها مفيدة لأنشطة شرائح غوغل التقديمية: أنني أنشأتُ مجموعة شرائح واحدة تسمى لوحة الصف البيضاء “Class Whiteboard” واستخدمتها طوال الفصل الدراسي. بهذه الطريقة يمكن للطلاب وضع إشارة مرجعية على الرابط ويمكنني بسهولة ربطها بأي من المواد الخاصة بي. أقوم فقط بإضافة كل يوم جديد في بداية مجموعة الشرائح باستخدام شريحة “عنوان القسم” للتمييز بين الأيام.”

تقترح ماجدة مصطفى، من قسم الهندسة المعمارية، دمج جميع المعلومات. قالت “ابحث عن إعداد يناسبك  ويمكن أن يكون متجرًا شاملاً للطلاب مع جميع المساحات المتعددة التي يحصلون من خلالها على معلومات حول الفصول، مثل: بانر Banner وبلاكبورد Blackboard وبوابة الجامعة الأميركية في القاهرة AUCportal و Google Drive وتطبيق زووم والبريد الإلكتروني وما إلى ذلك. حاول إنشاء مكان أو مكانين واضحين يتواجد فيهما كل شيء.”

من المهم أيضًا إنشاء مكان يلجأ إليه الطلاب الذين فاتهم حضور جلسات الفصل.

قالت ياسمين مطاوع، من قسم البلاغة والتأليف، “لا يمكن للجميع مشاهدة محاضرة زووم المسجلة في وقت لاحق. لذلك، يمكن القيام بتعيين مدونة صف لكل فصل لتدوين الملاحظات حول أهم الأشياء التي قيلت  في الفصل وغير الموجودة في النص، والأفكار والتعليقات القيمة التي أدلى بها الزملاء، وما إلى ذلك، ونشرها على نظام إدارة التعلم الخاص بك. يمكن أن تكون هذه بمثابة قراءة سريعة لأولئك الذين فاتهم الفصل، ويمكن تصنيف المدونات كجزء من المشاركة.”

ركزنا في هذا المقال على أساليب التركيز على مشاركة الطلاب بالفصل الافتراضي. في المقالات القادمة سنتناول مسألة توتر الطلاب وقلقهم وممارسات التدريس عبر الإنترنت.

قامت مها بالي وهدى مصطفى بإعداد هذا المقال. الرجاء الإشارة إلى الأساتذة الواردة أسماؤهم أدناه في حال إعادة النشر أو الاقتباس ماجدة مصطفى، إيمان سليمان، رامي علي، صوفي فرج، فراس الأطرقجي ، أليسا يونج وياسمين مطاوع.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى