أخبار وتقارير

جامعة عجمان تودع طلابها بحفل من داخل السيارات

عجمان – في محاولة لإنقاذ الخريجين من ملل احتفالات التخرج عبر الإنترنت، اعتمدت جامعة عجمان في الإمارات العربية المتحدة للطلاب أسلوباً جديدًا لعقد حفلات تخرج الطلاب من داخل السيارات هذه المرة.

يضمن هذا الأسلوب استمرار تمتعهم بالزركشات الاحتفالية مثل ارتداء قبعات وعباءات التخرج، ويسمح لهم بالاستمتاع بحضور حدث بشكل شخصي ضمن معايير مختلفة، إذ يتوجب عليهم الاستمرار في اتخاذ الاحتياطات مثل ارتداء الأقنعة وإجراء اختبار فيروس كورونا في غضون ثلاثة أيام قبل الحفل.

في يوم الاحتفال، ينتقل الخريجين إلى الحرم الجامعي بالسيارات، جنبًا إلى جنب مع أفراد الأسرة الداعمين لهم. يجلس الخريجون في مقعد الراكب ويتمكنون من الخروج من السيارة للسير على السجادة الحمراء واستلام شهاداتهم من كريم الصغير، مدير جامعة عجمان، بينما يقفون لالتقاط صورة التخرج الهامة معه.

يعتقد الصغير أنه من المهم السعي لتقديم بعض الإحساس بالاحتفال للطلاب بعد عامٍ مليئ بالتحديات. قال “لا يُعتبر الحصول على شهادة التخرج في الحرم الجامعي مجرد لفتة رمزية بل يشكل جزءًا لا يتجزأ من تجربة الطلاب الجامعية.”

تعتبر شذى محمد، 22 عامًا، واحدة من الخريجين الذين حضروا الاحتفالات التي ستقام على مدار أربعة أيام هذا الأسبوع. قالت خريجة الإعلام إنه قد كان من الصعب قبول عدم وجود حفل تخرج تقليدي. قالت “في البداية، كنتُ حزينة بعض الشيء لأننا جميعًا نتطلع إلى ارتداء القبعة والعباءة، لكنني أبذل قصارى جهدي دائمًا لرؤية الجانب الجيد في كل شيء، بغض النظر عن مدى الحزن الذي قد يبدو عليه.”

“في البداية، كنتُ حزينة بعض الشيء لأننا جميعًا نتطلع إلى ارتداء القبعة والعباءة، لكنني أبذل قصارى جهدي دائمًا لرؤية الجانب الجيد في كل شيء، بغض النظر عن مدى الحزن الذي قد يبدو عليه.”

شذى محمد  
واحدة من الخريجين

تحاول محمد، السودانية المولودة في الإمارات، إعادة صياغة تجربة التخرج من داخل السيارات على أنها تجربة فريدة من نوعها، وتقول إنها لا تزال أفضل من التخرج عبر الإنترنت التي اضطر العديد من الطلاب حول العالم لقبولها.

سيتخرج محمود بهجت، 23 عامًا، بدرجة الماجستير في الصيدلة. ويرى أيضًا أن فكرة التخرج من داخل السيارة أفضل من الإنترنت. قال بهجت “أعتقد أنها فكرة رائعة ولكنها لا تحل محل الحضور الفعلي للخريجين والاحتفال بها مع أصدقائك وعائلتك. الآن ستكتفي فقط بالجلوس مع عائلتك في السيارة، وتقود السيارة لأخذ شهادتك وهذا كل شيء. لكن يتوجب علينا الذهاب وليس لدينا حل آخر.”

يشعر بهجت، المصري المولود في الإمارات العربية المتحدة، بالامتنان لوجوده في بلد تتوافر فيه فرص عمل في مجاله. قال “هناك الكثير من الفرص، ويتم استدعاؤنا الآن لأن البلد بحاجة إلينا،” ولاسيما في خضم جائحة عالمية.

https://www.bue.edu.eg/

 أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.  

لا تعترف مصر بتخصصه، الصيدلة السريرية، على الرغم من أن المستشفيات لا تزال تتطلب صيادلة إكلينيكيين للمتابعة مع الأطباء. ولذلك، يقول إنه يدرك تمامًا مزايا العيش في الإمارات، حيث الفرص أكثر وفرة.

احتفلت شذى محمد بتخرجها من كلية الإعلام، ومحمود بهجت بحصوله لى درجة الماجستير في الصيدلة من جامعة عجمان في حفل خاص أقامته الجامعة من داخل السيارات
احتفلت شذى محمد بتخرجها من كلية الإعلام، ومحمود بهجت بحصوله لى درجة الماجستير في الصيدلة من جامعة عجمان في حفل خاص أقامته الجامعة من داخل السيارات “الدرايف ثرو”. (الصورة: جامعة عجمان)

قال بهجت “هناك المزيد من التنوع هنا. إذا تخرج صيدلي، فيمكنه الذهاب إلى قسم الطب الشرعي، ويمكنه الذهاب إلى قسم المستشفى، أو  قسم الصيدلة المجتمعية، ويمكنه الذهاب إلى مجال البحوث. هناك الكثير والكثير من الخيارات التي لن تكون متاحة في مصر.”

ومع ذلك، حرصت محمد على إضافة دورات إلكترونية إلى رصيدها منذ تفشي الوباء، لتوسيع مجموعة مهاراتها وتعزيز مؤهلاتها للحصول على وظائف في المستقبل. قالت، على الرغم من حصولها على درجة أكاديمية في الإعلام، إلا أن الشغف والمهارات لا يكفيان في سوق تنافسي يعاني بالفعل من الركود. قالت “انضممت إلى توست ماسترز العالمية منذ بضعة أشهر وهي تساعدني كثيرًا في نواحٍ كثيرة.”

يختتم حفل تخرج جامعة عجمان عامًا صعبًا لكلا الطالبين، كما هو الحال بالنسبة لجميع الطلاب على مستوى العالم. هناك شعور بأن الوباء قد سرق العديد من الحريات العادية وطقوس العبور، والتي كان لا بد من تجربتها بالطرق الوحيدة المتاحة.

قال بهجت، الذي يعتمد عمله في مجال البحث على الاجتماعات الشخصية لجمع البيانات النوعية، “بصراحة، كان الأمر صعبًا. لا يمكن أن يحل العمل عبر الإنترنت محل الحضور الفعلي.”

تقول سارة رسمي، أخصائية نفسية مرخصة ومديرة عيادة ثرايف للصحة النفسية في دبي، إن حفل التخرج من داخل السيارات فكرة جيدة لعدد من الأسباب، وشددت على أهمية وجود حدث للطلاب للاحتفال بإنجاز مثل التخرج.

قالت “يمثل القيام بذلك عبر الإنترنت تقديرًا ويمكن أن يكون مفيدًا، ولكن الكثير من الأشخاص مرهقين بالفعل من الإنترنت بسبب مقدار الوقت الذي قضيناه على الإنترنت خلال العام الماضي. لذا يمكن أن يجعل القيام بشيء ما شخصيًا الأمر أكثر خصوصية ويجعلنا نشعر بمزيد من الارتباط. يمكن أن يساعدنا في ذلك مجرد رؤية طابور من السيارات ويضيف إلى ذلك الشعور بالاحتفال والرضا.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى