أخبار وتقارير

مسبار الأمل الإماراتي يزيد من اهتمام الطلاب بدراسة علوم الفضاء

دبي – أفادت جامعات في الإمارات العربية المتحدة عن ازدهار الإقبال على دراسة الفضاء، بفضل برنامج الفضاء الطموح في البلاد والذي بلغ ذروته الأسبوع الماضي بنجاح مهمة مسبار الأمل في الوصول إلى المريخ.

قال نضال قسوم، أستاذ الفيزياء والفلك وعلوم الفضاء في الجامعة الأميركية في الشارقة، “لقد شهدنا قفزة كبيرة في التحاق الطلاب بالبرنامج، وخاصة الإماراتيين.”

أنشئ القسم الذي يعمل فيه قسوم قبل ست سنوات بعد الإعلان عن بعثة المريخ في عام 2013. حيث أنشأت الإمارات وكالة فضائية في عام 2014.

قال “أدركنا أنه سيكون هناك طلب قوي على مساقات الفيزياء والفضاء، لاسيما مع تأكيد القادة والمسؤولين بأن لمهمة استكشاف المريخ أهداف أكبر وأوسع تتمثل في استخدام العلم (الأساسي والتطبيقي) كمحرك للتنمية في مشروع التحول إلى اقتصاد قائم على المعرفة.” 

كما زاد الاهتمام بالفضاء بعد أن أصبح رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري أول عربي يصل إلى محطة الفضاء الدولية، في أيلول/ سبتمبر 2019.

قال قسوم إن عدد النساء يفوق عدد الرجال بنسبة اثنين إلى واحد بالنسبة للطلاب الجدد في دورات الفيزياء والفضاء. وأضاف أن النساء قد وجدن نموذجا يحتذى به في سارة الأميري، وزيرة الدولة الإماراتية للعلوم المتقدمة البالغة من العمر 33 عاما.

تم تعيين الأميري رئيسة لوكالة الإمارات للفضاء في عام 2020، وبالتالي تُعتبر المسؤولة النهائية عن مهمة المريخ.

وأضاف قسوم إن زيادة اهتمام النساء بالتخصص “يبشر بالخير فيما يخص مستقبل قطاع الفضاء في الإمارات وخارجها، ونأمل أن تحاكي الدول الأخرى برنامج الفضاء الإماراتي، لا سيما في العالم العربي.”

التفاؤل سيد الموقف

قالت موزة المعلا، وهي طالبة جامعية إماراتية في الجامعة الأميركية في الشارقة تبلغ من العمر 20 عامًا، إن اهتمامها بالفيزياء الفلكية ينبع من مشاهدة برامج تلفزيونية شهيرة لعلماء مثل كارل ساغان.

قالت “أظهر العلماء لي أننا نحقق باستمرار اكتشافات مذهلة فيما يتعلق بالكون، وقد أثارتني فكرة أن أتخيل أن بإمكاني، في يوم من الأيام، المساهمة في هذه المعرفة بما يتجاوز الكلمات.”

تشعر المعلا بالتفاؤل بشأن الفرص المتاحة في الإمارات العربية المتحدة، حيث تضخ الحكومة قدر كبير من التمويل في القطاع. قالت “يحتاج العالم العربي إلى المزيد من الباحثين العاملين في هذه المجالات، لاسيما وأن الفيزياء الفلكية قد أصبحت موضوعًا ساخنًا مع التطورات والنجاحات الأخيرة لمركز محمد بن راشد للفضاء. بالإضافة إلى ذلك، يتطلب التخصص في الفيزياء الكثير من القدرة على حل المشكلات والتفكير النقدي، وبالتالي تزويدنا بمجموعة من المهارات التي يمكن أن تكون ذات قيمة كبيرة في مختلف المجالات الأخرى.” 

وأضافت إنه ليس في الإمكان الاستهانة بتأثير مسبار الأمل الأخير. قالت “من الرائع دائمًا رؤية وكالة ناسا وهي ترسل مجسّات ومركبات أرضية إلى المريخ، لكن مشاهدة حدوث ذلك هنا متعة حقيقية، وسوف يلهم الكثيرين بلا شك.”

يوافق قسوم على ذلك. قال “ليس هناك شك في أن مسبار الأمل وبرنامج الفضاء الإماراتي بشكل عام يثيران اهتمام الناس وسيؤدي ذلك إلى رفع مكانة العلوم وتزايد الاهتمام بمشاريع الفضاء.” مضيفاً أن آفاق الوظائف ستزدهر، لاسيما بالنسبة للإماراتيين، عبر مجموعة واسعة من المجالات المترابطة.

“ليس هناك شك في أن مسبار الأمل وبرنامج الفضاء الإماراتي بشكل عام مثيران للاهتمام وسيسهمان في رفع مكانة العلوم وزيادرة الاهتمام بمشاريع الفضاء.”

نضال قسوم  
أستاذ الفيزياء والفلك وعلوم الفضاء في الجامعة الأميركية في الشارقة

قال “سيقوم مركز الفضاء ووكالة الفضاء بتكليف أدوات ومنتجات أخرى من القطاع الخاص، بذلك سيجد بعض الخريجين الذين يعملون، في مجال الإلكترونيات أو البصريات أو علوم/ هندسة الكمبيوتر (بما في ذلك الذكاء الاصطناعي)، على سبيل المثال، أنفسهم يعملون بشكل غير مباشر في مشاريع الفضاء.”

اهتمام متزايد

تبدو الطالبة الإماراتية حصة السويدي، البالغة من العمر 20 عامًا، متأكدة بالفعل من رغبتها في ممارسة مهنة في الفضاء. قالت “مُذ أن كنت طفلة صغيرة، كان الفضول ينتابني على الدوام بشأن النجوم والكون، لذا من خلال تخصصي في الفيزياء، يمكنني تلقي دورات في الفيزياء الفلكية وعلوم الفضاء وفهم أساسيات الفيزياء الكامنة وراء النجوم الساطعة وعجائب الكون ككل.”

تتوقع السويدي أن يشجع نجاح مسبار الأمل المزيد من الطلاب على الالتحاق بفروع العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) بشكل عام.

قالت “لم أكن شخصيًا أكثر حماسًا وتأكدًا بشأن مستقبل تخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات مما أنا عليه بعد الحدث التاريخي الذي حدث مؤخرًا،” مضيفة أنه ليس لديها شك في انخراط المزيد من الطلاب وسعيهم للحصول على درجات البكالوريوس في الفيزياء/ الفيزياء الفلكية ومجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات بشكل عام.”

لا تمتلك كل الدول العربية القدرة المالية لدولة الإمارات العربية المتحدة لبدء برنامج فضائي. وبحسب صحيفة “ذا ناشيونال” اليومية الرئيسية الصادرة باللغة الإنجليزية، فإن تكلفة مسبار الأمل، بما في ذلك تصميمه وإنشائه وإطلاقه، بلغت 735 مليون درهم، أي 200 مليون دولار.

وتنضم جامعات خاصة وحكومية إلى “المهمة”، بما في ذلك جامعة الإمارات العربية المتحدة وجامعة الشارقة.

في العاصمة أبوظبي، انضم فرع جامعة نيويورك هناك إلى أجواء الحماس لدراسة الفضاء بإضافة دروس الفيزياء الفلكية إلى برنامج درجة الفيزياء، وشهدت معدلات الالتحاق السنوية ارتفاعًا من ثلاثة أو أربعة طلاب قبل عامين إلى ما يصل إلى 12 طالب.

قفزة في مجال الفيزياء

كما أنشأت مراكز بحوث تكميلية: أحدهما لعلوم الفضاء والآخر لفيزياء الفلك والجسيمات والكواكب.

“الفيزياء من بين مجالات الدراسة الأساسية في أي جامعة، وقد أصبحت الفيزياء الفلكية وعلوم الفضاء مجالات البحث الأقوى في كلية الفيزياء عندنا حاليًا. كان من الطبيعي الاستفادة من هذا الأصل لإنشاء مراكز بحث لتقديم التخصص للطلاب.”

فرانشيسكو أرنيودو  
العميد المشارك للعلوم وأستاذ الفيزياء في جامعة نيويورك أبوظبي

قال فرانشيسكو أرنيودو، العميد المشارك للعلوم وأستاذ الفيزياء في جامعة نيويورك أبوظبي، “الفيزياء من بين مجالات الدراسة الأساسية في أي جامعة، وقد أصبحت الفيزياء الفلكية وعلوم الفضاء مجالات البحث الأقوى في كلية الفيزياء عندنا حاليًا. كان من الطبيعي الاستفادة من هذا الأصل لإنشاء مراكز بحث لتقديم التخصص للطلاب.”

 أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.  

يعد مركز جامعة خليفة لتكنولوجيا الفضاء والابتكار مركزًا تقنيًا لصناعة الفضاء الناشئة. يقوم المركز الآن بتدريب الطلاب، وغالبيتهم من الإماراتيين، على تصميم وتصنيع الأقمار الصناعية وإجراء البحوث العلمية في قطاع الفضاء وتطبيقاته، لدعم عمل وكالة الإمارات للفضاء. كما أنه موطن لمختبر الفضاء الياه سات، الذي يديره معهد مصدر، وقد تم تأسيسه في عام 2017 لدعم برامج كيوب سات في جامعات الإمارات بشكل عام وبرامج أنظمة الفضاء بجامعة خليفة بشكل خاص.

مع استمرار مسبار الأمل في إرسال الصور إلى الأرض في سعيه لإنشاء أول صورة كاملة لجو المريخ، يبدو أن حماسة الطلاب ستستمر في الالتحاق بتخصصات أكاديمية ذات صلة بعلوم الفضاء في التوسّع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى