أخبار وتقارير

رفع حظر السفر يجدد آمال الطلاب العرب في الدراسة في الولايات المتحدة

رحب الطلاب والباحثون في المنطقة العربية، إلى جانب قادة الجامعات الأميركية، بقرار الرئيس الأمريكي الجديد، جوزيف بايدن الابن، إنهاء ما يسمى بـ “حظر سفر المسلمين” الصادر في عهد إدارة ترامب. بموجب ذلك الحظر، مُنع معظم مواطني العديد من الدول ذات الأغلبية المسلمة، بما في ذلك ليبيا والسودان واليمن وإيران، من دخول الولايات المتحدة.

قالت رنا شعبان، الطبيبة السورية المقيمة في اسطنبول بتركيا، “أشعر الآن أن هناك أمل لمسار جديد.” بسبب جواز سفرها السوري، تحطمت خططها السابقة للذهاب إلى أميركا بهدف نيل درجة الدكتوراه.

بدورها، قالت إستر دي. بريمر، المديرة التنفيذية لرابطة المعلمين الدوليين NAFSA إن تغيّر السياسة “عنصر حيوي لاستعادة ثقة الطلاب الدوليين والباحثين عندما يختارون الدراسة والمساهمة في الجامعات الأميركية واقتصادنا ومجتمعاتنا”. تصف رابطة المعلمين الدوليين (نافسا) نفسها بأنها “أكبر جمعية غير ربحية في العالم متخصصة بالتعليم الدولي.”

مُنح الطلاب من معظم البلدان المستهدفة (وإن لم يشمل ذلك السوريين) إعفاءات من الحظر، لكن الموافقة على تأشيراتهم تباطأت، وأثنت الدعاية المحيطة بالحظر العديد من الطلاب العرب عن التقدم للحصول على تأشيرة الولايات المتحدة. ( اقرأ التقرير ذو الصلة: حظر ترامب يغلق أبواب الجامعات في وجوه الطلاب العرب).

تقول رابطة المعلمين الدوليين إن دخول الحظر حيز التنفيذ تسبب في الكثير من التحديات، بما في ذلك مصاعب للطلاب من البلدان المُدرجة في الحظر والذين كانوا مسجلين بالفعل في الجامعات الأميركية وكانوا قد علقوا خارج الولايات المتحدة. قال جوش تايلور، نائب رئيس جامعة نيويورك للبرامج العالمية وخدمات التنقل، “حرفيًا، تم إيقاف طلاب تواجدوا على متن الطائرة أو في كندا في طريق عودتهم إلى الحرم الجامعي وإعادتهم مرة أخرى.”

بعد عدة أسابيع من الجهود المحمومة، تمكنت الجامعة من إرجاع الطلاب المتضررين. وبتسجيل 21,093 طالبًا دوليًا خلال العام الدراسي 2019-2020، تضم جامعة نيويورك العدد الأكبر من الطلاب الأجانب بين المؤسسات الأميركية، بحسب تقرير “الأبواب المفتوحة” السنوي الذي ينشره معهد التعليم الدولي.

زمن الفوضى

قالت شفيقة أحمدي، أستاذة التربية والمديرة المشاركة لمركز التعليم والهوية والعدالة الاجتماعية التابع لجامعة جنوب كاليفورنيا، إن الحظر تسبب في إحداث فوضى في حياة الطلاب من البلدان التي شملها التقييد. تعتبر جامعتها ثالث أعلى مؤسسة بعدد الطلاب الأجانب بين المؤسسات الأميركية. (اقرأ التقرير ذو الصلة: تراجع أعداد الطلاب العرب في جامعات الولايات المتحدة).

قالت “توجّب علينا أن ننصح العديد من طلابنا الدوليين بعدم مغادرة البلاد لعلمنا بأنهم قد لا يتمكنون من العودة.” وقد توجّب على الطلاب الذين أرادوا العودة إلى منازلهم لزيارة الأسرة أو حضور حفل زفاف أو جنازة البقاء في مكانهم.

“توجّب علينا أن ننصح العديد من طلابنا الدوليين بعدم مغادرة البلاد لعلمنا بأنهم قد لا يتمكنون من العودة.”

شفيقة أحمدي
 أستاذة التربية والمديرة المشاركة لمركز التعليم والهوية والعدالة الاجتماعية التابع لجامعة جنوب كاليفورنيا

كما أدى الحظر إلى تقسيم العديد من العائلات، إذ لم يتمكن الأزواج والأطفال من الانضمام إلى الباحثين أو الطلاب أو الخريجين الموجودين بالفعل في الولايات المتحدة.

أنهى بايدن الحظر في واحدٍ من أعماله الرسمية الأولى، بعد ساعات فقط من أدائه اليمين كرئيس للولايات المتحدة في 20 كانون الثاني/ يناير. وفي بيانٍ له، وصف أوامر ترامب المختلفة التي نصت على الحظر بأنها “آفة أخلاقية أضعفت سلطة النموذج الذي نقدمه في جميع أنحاء العالم. لقد فصلت الناس عن أحبائهم، مما تسبب في ألم سوف يستمر لسنوات قادمة. إنها مجرد خطأ واضح.”

آمال مزدوجة

بالنسبة للعديد من الطلاب، يقدم هذا التغيير وعودًا أكاديمية وشخصية. يضع أحمد هاشم، طالب الطب في جامعة عدن في اليمن، نصب عينيه مرة أخرى فكرة استكمال دراسته في الولايات المتحدة، حيث يرغب أيضًا في لم شمله مع أفراد أسرته. سافر اثنان من إخوته إلى أميركا في عام 2016، قبل أن يصبح ترامب رئيسًا. قال “ليس لدي أمل هنا في اليمن، وأريد الهجرة للدراسة والعمل في أميركا. لا يزال الحلم الأميركي ممكنًا.”

 أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.  

تقول أحمدي، من جامعة جنوب كاليفورنيا، إن من بين الشروط الإيجابية بشكل خاص في الأمر التنفيذي الذي أصدره بايدن الشرط الذي يدعو وزارة الخارجية الأميركية إلى إبلاغ الرئيس في غضون 45 يومًا بشأن عدد طالبي التأشيرات من الدول المحظورة ممّن تم رفض منحهم تأشيرة أو أولئك الذين لا يزالون ينتظرون استثنائهم من الحظر، ووضع خطة لإعادة النظر في طلباتهم “على وجه السرعة”.

قالت راشيل بانكس، كبيرة مديري السياسة العامة والاستراتيجية التشريعية في رابطة المعلمين الدوليين، “من شأن إجراء تصحيح سريع وعادل لقرارات المنع أن يساعد في “إرسال رسالة إلى الطلاب الدوليين والباحثين مفادها: ‘أننا بحاجة إليكم؛ ونريدكم.’”

“من شأن إجراء تصحيح سريع وعادل لقرارات المنع أن يساعد في “إرسال رسالة إلى الطلاب الدوليين والباحثين مفادها: ‘أننا بحاجة إليكم؛ ونريدكم.’”

راشيل بانكس  
كبيرة مديري السياسة العامة والاستراتيجية التشريعية في رابطة المعلمين الدوليين

وأضافت بأن سياسة الاستبعاد التي اتبعتها إدارة ترامب أوضحت أن “هؤلاء الطلاب غير مرحب بهم، وكان لذلك بالتأكيد تأثير مخيف” على الطلاب الذين يفكرون في الدراسة في أميركا.

خلال السنوات الثلاث الأولى من رئاسة ترامب، انخفض عدد الملتحقين الدوليين الجدد بالولايات المتحدة بنسبة 11 في المئة، وهو أكبر انخفاض منذ السنوات التي تلت الهجمات الإرهابية عام 2001.

استمرار التحيّز

يقول مدرسون إن البلدان التي تتنافس مع الولايات المتحدة على الأعمال المربحة المتمثلة في استقطاب الطلاب الدوليين، ولاسيما كندا وأستراليا، استفادت خلال سنوات ترامب من خلال زيادة معدلات الالتحاق الدولية في مؤسساتها.

أصدر ترامب النسخة الأولى من قرار حظر السفر كأمر تنفيذي بعد أسبوع من تنصيبه. منعت تلك الخطوة دخول المهاجرين واللاجئين من سبع دول ذات أغلبية مسلمة إلى الولايات المتحدة. وقد تمثّل الغرض المعلن للحظر في إبعاد “الإرهابيين الإسلاميين المتطرفين”.

تبع ذلك عشرات الدعاوى القضائية، ونجح الكثير منها في إيقاف أجزاء من الحظر، وإصدار ثلاثة إعلانات رئاسية أخرى. ووسط انتقادات واسعة النطاق بأن الحظر يستهدف أتباع دين معيّن، أضافت إدارة ترامب كوريا الشمالية وفنزويلا إلى القائمة. في شباط/ فبراير 2020، أضافت ست دول أفريقية وآسيوية أخرى هي: إريتريا وقرغيزستان ونيجيريا وميانمار والسودان وتنزانيا.

بينما يشيد المعلمون برفع بايدن السريع لحظر السفر، يحذر بعضهم من أن التحيز ضد المسلمين الذي ساعد في الترويج له ذلك الحظر سيستغرق وقتًا أطول للتخلص منه. تقول أحمدي من جامعة جنوب كاليفورنيا إن للحظر “بالتأكيد تأثير مخيف على حقوق [المسلمين] من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس في التحدث علانية وخلق بيئة تعليمية معادية، لاسيما مع السماح للأشخاص المتسمين بالإسلاموفوبيا بالتحدث في الجامعات، خاصة بعد انتخابات عام 2016.”

وأضافت إنه خلال السنوات الأخيرة، يواجه المسلمون في الجامعات أحيانًا خطاب الكراهية وأعمال عدوانية. قالت “يتم تنميطهم على أنهم إرهابيين وأن نساءهم مضطهدات.”

ستظهر إحصائيات وزارة الخارجية قريبًا ما إذا كانت تأشيرات الطلاب من البلدان المتضررة في السابق ستبدأ في التدفق من جديد: لكن سيكون من الصعب قياس مدى التخلص من التحيز وعكسه، إن حدث.

*شارك طارق عبدالجليل في إعداد التقرير.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى